المراجعة لا تضير، ولا يمكنها ان تضير جماعة الاخوان المسلمين، كما أنها لا تضير عندما يتعلق الأمر بأية محاولة لإعادة النظر في سياسة استفزاز تعبيرات الإسلام السياسي والضغط عليها، خصوصا وان الحاجة ملحة لمواجهة الإرهاب والتطرف والجنوح.
الاخوان المسلمون بشر ولديهم أخطاء بالضرورة، ومسيرتهم لا بد من مراجعتها، وأصدقاؤنا منهم يوافقون على هذا الاستنتاج، لكنهم يطالبون بفسحة من الوقت، والاسترخاء، ويتساءلون عن مبررات التصعيد ضد الجماعة، في حين هي هادئة وناعمة.
في ذهن القرار الرسمي هدوء الاخوان مسألة تعوزها الدقة، فبعض الرسائل في الشارع كانت مختلفة وخارجة على المألوف وهو امر يوافق عليه ايضا للمصادفة قياديون تاريخيون في الجماعة الاخوانية، نلاحظ جميعا أنهم خارج السكة الآن.
قلناها سابقا ونقولها مجددا التوافق والتفاهم لا يعني تقديم طرف لتنازلات دون طرف آخر، وبناء سياسات ومواقف حزبية على أساس وجود "حاضنة شعبية" تساند وتؤيد امرا وهميا وغير حقيقي.. كذلك الإيحاء الرسمي بعدم وجود تكلفة شعبية من وراء اي تصعيد ضد القوى السياسية.
أغلبية الحواضن الشعبية تريد الاستقرار ولا تؤيد أي مساس بالدولة حتى عندما تختلف معها ومن الواضح ان سياسة التحريض ضد الاخوان المسلمين من قبل بعض الشخصيات تقابلها سياسات متشددة من اطراف داخل الاخوان.
الأمن الداخلي مسألة لا خلاف على أنها أولوية مطلقة والفارق واضح بين النقد السياسي والإساءة والتشهير والاستفزاز.
العقلاء في الجهتين كفيلون بالمعالجة وعلينا جميعا ان نمنحهم فرصة "تبريد الرؤوس".