أترحم على شهدائك البرره وعلى كل قطرة دم سالت وتسيل ,كل يوم يمر على شام العزة وهي غارقة بالدم يخسر أهل الشام المهجرون الدفء ويغرق المقيمون بالحزن على ماكان وعلى مابقي, ويخسر من أحبوا الشام دفء شام العروبة, ويخسر الوطن العربي كرامة عربية جديده خسرنا قبلها,تراب الشام يبكي ونبكي معه,تراب الشام عزيز تعود أن يرويه ماء المطر و دم الشهداء ولكن دم الأبرياء بيد أبناء الوطن يحزنه ويؤلمه.
أحبك ياشام وعلى البال بعدك ياسهل حوران وياجبل العرب والسويداء يامن كنت للثورة ورفض تقسيم سوريا أكبر عنوان وكنت على المحتل الفرنسي ناراً أحرقتهم وعلى العادي تدور الدوائر وهذا هو عنوان سوريا وحده ووحدة حال والوطن يابني كمال قال عمر الفرا ما هو سايب, يصير بلحظة مجنونة لأي من كان,الوطن للي جذوره مثبتة بتاريخ يتزاحم مع الأزمان.
أحببت شام نزار قباني وطوق الياسمين أحببت الشام بحواريها وأسواقها ومسجد أمويها وزقاقها القديمة ببيوتها الشامية وباب حارتها وزعيمها الذي تعلمنا منه أن الرجولة في حب الوطن, على مقاهيها جلست وفي هافانا تذكرت أدباء وتذكرت محمد الماغوط المظلوم من علمنا بالضحك الحزين كيف تكون السياسة,أحب الشام وهي التي زرتها يافعاً وبقيت واصلاً لحبل الود حتى إنقطع ماء الفيجة من قلب الشام حزناً وكمدا,وبردى يجري مع الماء فيه الدموع.
سوق الحميدية ,ياعبق التاريخ في حضرة الأمويين يا طريق جحافل جيوش صلاح الدين ,من حرر القدس الأسيرة من طغيان أكبر من كيان صهيوني صغير هو ذيل لإستعمار يأتي كل قرن,في القلعة يسكن قبر القائد الفاتح صلاح الدين ينام بين أحجار الشام العتيقة من نبتت على أحجارها أزهار الياسمين.
أحن إلى أسواق الشام من البزورية ورائحة الهال والتوابل والتي تعطي للشام عبقاً يمر على حمام نور الدين العريق إلى الحريقة التي سميت بعد أحرقها الفرنسيون وكعادتهم هم المحتلون يعودون كما يعود السرطان للجسد بعد الإستئصال وبحجة الآم الوطن يدخلون برداء الطبيب ليبتروا مابيقي من عزه وليقطعوا مابقي من أمل .
الشام وهي العامرة بأهلها وإبتساماتهم والتي سرقت منهم وترك بدل منها الحزن والفرقة والتشتت تبكي اليوم كما بكت فلسطين تمزقها وشتات أبنائها ,ولاكرامة إلافي الوطن.
قاسيون ياوحدة الشام, ياملتقى أصوات المأذن حين تكبر الله أكبر,أحب من قاسيون صوت آذان محبب إلى قلبي أراه يخرج على مدى البصر المضيء يوحد كلمة الشام في فجرها ,فجر شام الخلافة الأموية الإسلامية ,فجر شام العروبة.
الحزن يأكلنا على الشام وعلى أهلها الذين يريد العدو أن يذلهم , يسرق طمأنينتهم ودفئهم وفرحهم بتأمر وبحسابات تخدم العدو الصهيوني فقط,حين تكون الشام يغيب كل شيء وتبقى العاطفة,اليوم نقول إشتقنا إلى الشام واشتقنا أن تعود هي ويعود أهلها إليها لأننا نحبهم ولانريد لهم أن يكونوا إلا كما أحببناهم.