يلزم جلالة الملك عبدالله الثاني شخصيا نفسه بمضمون ومنطوق الاستحقاق الدستوري المتعلق بخطاب العرش الملكي السامي فيقدم للأردنيين أمام ممثليهم في مجلس الأمة خطابا شاملا عميقا لا يقف عند التحديات بل يستعرض الواقع الوطني والإقليمي ويتحدث عن النواقص والمنهجية والمنجزات.
ذلك بكل الاحوال درس ملكي وهاشمي يضرب مثالا مباشرا على احترام الدستور وتطلعات الناس عبر الحفاظ على الاستحقاق الدستوري وابلاغ الشعب بالخطوط العامة الاساسية في كل القضايا المحورية.
وحدهم الاخوة في مجلسي الاعيان والنواب يمتنعون عن التجاوب خلال خطابات الرد على خطاب العرش مع الاستحقاق الدستوري ومع الوقفة الملكية المنتجة.
صديقنا الدكتور جهاد البرغوثي لفت النظر الى نقطة جوهرية ازعم انها في غاية الاهمية فمجلس الاعيان ومعه مجلس النواب لم يقدما لا للملك ولا للشعب كشفا حقيقيا بمنجزاتهما بين دورتين برلمانيتين.
من حقنا ان نعرف ما دام الملك شخصيا يضرب المثال الوطني ويتحدث عن حكومته ما الذي فعله بالمقابل النواب والاعيان خلال الموسم البرلماني.
نتفق مع ملحوظة الدكتور البرغوثي بان المواطن الاردني يحق له بعد الاستماع الى خطاب العرش السامي توجيه السؤال مباشرة الى الاعيان والنواب: ماذا فعلتم انتم ؟.. ما ذا قدمتم بين الدورتين وما هي منجزاتكم ؟ .
اشك شخصيا ان اطارنا المرجعي يرغب في الاستماع الى رد خطاب العرش مليء بالمجاملات وبالعبارات الانشائية المعلبة التي تعيد تذكير واستعراض ما ورد في خطبة العرش.
خطاب عرش عميق من الطراز الذي استمع اليه الاردنيون يتطلب ردا يحاول مجاراة المستوى نفسه من العمق ويلتزم الدستور فقد سمعنا جلالة الملك شخصيا وعدة مرات وبكل اللغات يعرب عن عدم حاجته للتصفيق بقدر حاجة البلاد لللانجاز والعمل وقيام الجميع بمسؤولياتهم.. لعلها فرصة لان نقرأ او نسمع في الموسم المقبل ردودا اكثر عمقا من الاخوة النواب والاعيان.