أطلق رئيس وزراء تركيا، داود أوغلو، تصريحا له ما قبله وما بعده، يتعلق بمصير العرب كلهم، ويذكّر بالتصريحات (التاريخية) التي أطلقها مستعمرون أجانب وتركت آثارا مدوية ونتائج خطيرة، فضلا عن تبديدها لأي تشوش أو التباس سابق.. فبعد هذا التصريح لم يعد هناك عذر لأي عربي واهم أو مخدوع إزاء الأهداف الحقيقية لتركيا العثمانية بزعامة أردوغان.
لقد قال داود اوغلو بالحرف الواحد: ان مشكلة تركيا مع سورية هي أنها تريد هدم اتفاقية سايكس – بيكو حيث تحاول دمشق عرقلة هذا المسعى…
ولم تنقل هذا التصريح قناة أو فضائية سورية أو لبنانية محسوبة عليها، بل فضائية متحالفة مع أردوغان ومع تصوراته وأفكاره، هي فضائية الجزيرة، وذلك في اليوم الثاني مباشرة لذلك التصريح.
وكانت الحكومة التركية قبل ذلك قد منحت الجنسية التركية لأعضاء (مجلس اسطنبول) و(الجيش الحر) وفسرت تلك الخطوة وفق أحد احتمالين، إما جائزة ترضية وتقاعد لهؤلاء الأشخاص،واما تمهيدا لضم مناطق سورية باعتبارهم رعايا أتراك..
وليس بعيدا عن ذلك أيضا أن (داعش) التي ثبت ارتباطه مع الأتراك والمخابرات الأمريكية وفق الوثائق المسربة عن هجوم الموصل، أطلق على مجلته الالكترونية اسم (دابق) وبما يذكر بمعركة مرج دابق التي أخرجت العرب من التاريخ خمسة قرون كاملة ووضعتهم تحت الاحتلال العثماني.
هكذا أصبح اللعب على المكشوف ولم تعد تركيا، كما لم تعد جبهة النصرة والجيش الحر في مناطق الجولان تتحرج من الدعم الاسرائيلي المعلن لها.
أما مغزى ما قاله داود أوغلو فلا يأتي طبعا من توقه لوحدة العرب القومية وتجاوز اتفاقية سايكس – بيكو، بل من توقه لهدم هذه الاتفاقية واستبدالها بالامبراطورية العثمانية انطلاقا من خلط الحدود السورية – العراقية وضم شمال العراق وشمال سورية لهذه الامبرطورية.
وهنا بالضبط يكمن سر الاهتمام التركي بسورية وتمزيقها، وسر الاهتمام التركي بالعراق وتمزيقه وتسليم الموصل والأنبار لصنيعة المخابرات التركية، داعش.