في صلاة الجمعة بالمسجد الاقصى، رفع المسلمون اكفهم الى الله متضرعين بان يحفظ « ابو الحسين « وان يمده بالهمة والقوة والعزيمة لحماية المقدسات الاسلامية. فبعد ارادة رب العالمين لما استطاع شباب فلسطين المسلم من كسب اجر 500 صلاة لولا بسالة الملك عبدالله الثاني في وقف الانتهاكات الصهيونية في بيت المقدس وفتح ابواب مسجدها امام كافة المسلمين القابعين تحت وطأة الاحتلال وعنصريته غرب النهر.
منذ اشهر حرم الاحتلال الصهيوني مصلين من دخول اولى القبلتين، وحاول بسط سيطرته لخدمة اطماع متطرفين يهود للسيطرة على هذه البقعة الطاهرة بغية هدم المسجد واقامة الهيكل المزعوم مكانه.
وعلى مدى فترة الانتهاكات المتطرفة للمسجد الاقصى، لم يقف الملك عبدالله الثاني مكتوف اليدين، حذر، واستدعت حكومة جلالته السفير الاردني في تل ابيب للتشاور، وعم غضب الملك ارجاء المجتمع الدولي، فرأينا جون كيري يطير الى الاردن لمقابلة سيد البلاد، وبعدها يستدعي رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الى عمان ليعلن التزامه بفتح ابواب المسجد الاقصى امام كافة الأعمار من المسلمين دون استثناء احد وان يوقف مشروعهم العنصري فيه.
استهزاء البعض ممن يفترض ان يكون في مقدمة الداعمين لجهود الملك في حماية المسجد الاقصى، لا يختلفون عن هؤلاء الصهاينة، فهم فاقدون للثقة بانفسهم، فكيف لهم ان يثقوا بان الاردن اكبر مما يتصورون وكلمته لا تصبح اثنتان لانه يؤمن بالحقوق ويرفض المساومة.
فان يأتي نتنياهو « خارا معتذرا « ومعلنا احترامه للوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس، فهذا في عرف كل الساسة والديبلوماسيين وخبراء الشؤون الاسرائيلية حدث غير عادي، لان حكام اسرائيل وباختصار شديد لا يحترمون سيادة الدول ويبطشون فيها كل ما يخدم مصالحهم وعنصرية كيانهم، ويقتلون اصحاب الحق دوما بدم بارد، وللاسف سياسية المجتمع الدولي تجاههم يجعلهم يشعرون انهم فوق المساءلة وكذلك القوانين الدولية والانسانية.
ولولا الحراك الملكي الذي شاهدناه خلال الفترة الماضية، لمضت حكومة اسرائيل في مخططها لارضاء اليمين المتطرف بتقسيم المدينة المقدسة الى ثلاثة اقسام يهودية ومسيحية واسلامية وتفجير حرب دينية في المنطقة ونسف كل المحاولات الجادة لاحياء السلام، وفي المحصلة ادخال الابرياء في هذا الاقليم بحرب سعير وشلالات من الدم.
ولكن اسرائيل تعلم جيدا ماذا يعني خسارة السلام مع الاردن، ولهذا فاتورة امنية كبيرة عليها عدا عن انها تعلم جيدا ان شعب شرق النهر « جبارين « وان تجربتها في الكرامة وفي حرب ال 67 التي دك فيها الجيش العربي جنود الاحتلال دكا في جبل المكبر، تجعلها تعد للمليون قبل ان تدخل باي مواجهة مع دولة تعي انها فقيرة الموارد ولكن اهلها بنوها وعززوا بنيانها بالعزيمة والهمة.
في خضم الازمة، تساءل البعض لو ان الدولة العبرية تمادت في انتهاكاتها للمسجد الاقصى هل كان الاردن سيطرد السفير الاسرائيلي في عمان؟.
من بلغه شدة الغضب الذي انتاب جلالة الملك عبدالله الثاني، يدرك جيدا، انه من اجل القدس والاقصى كل شيء كان ممكنا، سواء على صعيد اتفاقية السلام ان تكون في « خبر كان» او على مستوى انه كان على الارض الاردنية بمنطقة الرابية غرب العاصمة عمان، هيئة دبلوماسية تسمى السفارة الاسرائيلية.