في إحدى الجامعات في كولومبيا تأخر أحد الطلاب عن محاضرة في مادة الرياضيات، وحين وصل جلس في آخر القاعة، وذهب في سابع "نومة"، ولم يستيقظ الا بعد سماع ضجيج الطلاب وهم يغادرون القاعة.. فنظر الى "السبورة" فوجد أن الدكتور كتب عليها مسألتين، فنقلهما بسرعة وخرج من القاعة، وعندما عاد الى البيت بدأ يفكر في حل المسألتين، فلم يجد لهما حلا لأنهما في غاية الصعوبة، وفي اليوم التالي ذهب الى مكتبة الجامعة، وأخذ مجموعة من المراجع، وعاد الى المنزل لعله يجد حلا للمسألتين، وبعد أربعة أيام من البحث والتفكير قام بحلهما بعد أن نقم على الدكتور لصعوبة المسألتين، وفي محاضرة الرياضيات اللاحقة استغرب الطالب أن الدكتور لم يطلب منه حل المسألتين، وبعد انتهاء المحاضرة ذهب اليه وقال له: يا دكتور لقد أمضيت أربعة أيام في حل المسألتين وحللتهما في أربع اوراق ولكنك لم تطلب مني الحل، فقال له الدكتور : لكني لم أطلب منكم حل المسألتين، فقال الطالب: هاااااااااا والمسألتين اللي على السبورة !!
فقال له الدكتور: إنهما مسألتان كتبتهما على اللوح كأمثلة للمسائل المعقدة التي عجز العلماء عن حلها..
نعم لو كان هذا الطالب مستيقظا وسمع المحاضرة لما فكر في حل المسألتين ولكان أمضى الاربعة أيام لعب "شدة" مع الشباب، ولكن رب "نومة" نافعة..
منذ الدقائق الاولى لغرق البلد من الشمال الى الجنوب بدأت وسائل التواصل الاجتماعي في مهاجمة المسؤولين على استهتارهم، وغفوتهم، وعدم اتخاذهم الاحتياطات اللازمة لمثل هذه الظروف..
صحيح أن مول أصبح في ليلة مافيها ضو قمر "بركة" مول، وصحيح ان مدينة السلط أصبح فيها "اول" شلال في الاردن بعد أن كانت تتباهى بأن فيها "أول" مدرسة في الاردن، وصحيح أن مدينة الرمثا كانت تشكو من كثرة
"المطبات" واليوم تشكو من كثرة سمك "القرش" ، وصحيح أن عجلون كانت تقع في أجمل غابات الاردن واليوم تقع في منتصف المحيط الاطلسي، وصحيح أن جرش كانت تشتهر بصنع اللبنة الجرشية واليوم تشتهر ببيع "الصيادية"، وصحيح ان المفرق كان فيها مخيم للاجئين واليوم فيها أشهر مخيم مائي لتعلم الغطاسين، صحيح ان الاردني كان يبحث عن "كيا" فل ما عدا "الفتحة" واليوم أصبح يبحث عن "قارب" فل ماعدا "الجير"، صحيح أن صباح الوطن الجميل كان يبث صورا جميلة من الجبال والسهول والحلقة القادمة سيبث صورا جميلة من أعماق المحيط الهندي، صحيح أن من يعطي الاوامر ويرفع الاسعار ويعدل الحكومة ويشرح مقدار العجز هو رئيس الوزراء واليوم أصبح من يعطي الاوامر ويرفع الاسعار ويشرح مقدار العجز هو "قبطان السفينة"، صحيح ان الاردن كان دولة من دول حوض الابيض المتوسط واليوم اصبح جزيرة من جزر حوض الابيض المتوسط، صحيح ان الدولة كانت تشكو من عدم وجود أدلة لمحاكمة الفاسدين واليوم أصبحت تشكو من عدم وجود أدلة لمحاكمة "القراصنة" ، كل هذا صحيح،
ولكن، طولوا بالكو، فلو كان المسؤول متيقظا لشكواكم، ولو كان المسؤول متيقظا لتحذيراتكم، ولو كان المسؤول متيقظا لمناهلكم وشوارعكم، لما تحقق ما تحلمون فيه !!
غدا عندما يفيق المسؤول من "غفوته" ويشاهد المحيط الاطلنطي، راح يفكر أربعة أيام وبعدها يطلع قرار حكومي بترحيلنا جميعا الى القمر وراح تخلصوا من تسعيرة المحروقات، بس اصبروا الطالب الكولومبي أكيد مش أذكى من المسؤول الاردني ؟!!!!