هل نضجت «الظروف».. لِـ «كردستان» مستقلة؟

هل نضجت «الظروف».. لِـ «كردستان» مستقلة؟
أخبار البلد -  
محمد خروب
 

يصعب وصف مسعود برزاني، رئيس اقليم كردستان العراق، بأنه ساذج سياسياً، أو يمكن أن تنطبق عليه صفة الانتحاري، إلاّ أن الظروف التي أفرزتها «عوامل» عراقية داخلية وأخرى إقليمية وخصوصاً تركية وإسرائيلية وثالثاً في الضعف الذي بات عليه الدور الأميركي في المنطقة، ربما دفع الزعيم الكردي المُنتشي بشعبيته وضمور دور منافسه (وُمتحدّي زعامة والده) جلال طالباني، بعد أن غيّبه المرض وتصدع حزبه، إلى اختيار التوقيت غير الدقيق وربما القاتل، لترجمة الحلم الكردي بإقامة دولة كردية مستقلة على أرض الواقع، خصوصاً بعد أن اجتاحت قواته مدينة كركوك (قدس أقداس الكرد على ما يصفون) وقامت بـ(إجلاء) قوات الجيش العراقي من المدينة وضواحيها دون السماح لهم باصطحاب أي نوع من الأسلحة والمعدّات التي اعتبرتها «غنائم» حرب وقامت بشحنها إلى معسكراتها في أربيل.
فهل درس برزاني أبعاد «القرارين» اللذين اتخذهما، الأول اسقاط المادة «140» من الدستور ثم ضم المدينة كمحافظة خامسة إلى إقليم كردستان، والثاني الاستعداد لإعلان دولة كردية مستقلة في كردستان العراق؟.
لا يبدو أن نجل الملا مصطفى البرزاني، ذلك الزعيم العشائري والاقطاعي الذي «أقام» كل ما يخطر على ذهن المرء من تحالفات واختراقات عابرة للحدود وذهب في اتجاهات انتحارية من قبيل التحالف الاستراتيجي مع إسرائيل تدريباً وتسليحاً وتعاوناً أمنياً واستخبارياً، سيتخلى عن هذه الفرصة التي يظنها تاريخية، وبالتالي تحقيق أمنيته (وحلم والده) في أن يكون الأب الروحي لـ(ثاني) جمهورية كردية مستقلة بعد أن فشلت التجربة الأولى قبل نحو من سبعة عقود (جمهورية مهاباد) بعد أن تخلى عنها الحلفاء والمُمولون والمُشغلون واللاعبون على ساحة التناقضات وتضارب المصالح بين القوى الاستعمارية الغربية وتلك السوفياتية، دون أن يعني هذا أن برزاني قد ضمن الاعتراف السياسي والدبلوماسي أو أن دولته العتيدة ستجد طريقها إلى عضوية الأمم المتحدة لتصبح الدولة رقم 194 في نادي المنظمة الدولية المتضخمة العضوية واللجان والمنظمات الإقليمية، ولكن غير الفاعلة أو الواقعة أسيرة الدولة الأكبر تمويلاً وهي الولايات المتحدة الأميركية..
هل قلنا الولايات المتحدة؟
نعم... فرئيس الدبلوماسية الأميركية جون كيري، «هبط» في اربيل وذهب إلى منتجع صلاح الدين حيث يقيم برزاني غداة سيطرة البيشمركة على كركوك وسمع هو–كما وليام هيغ البريطاني لاحقاً–ان «الكركوك» قد عادت الى الحضن الطبيعي، وانها لن تخرج من تحت سيطرة الكرد.. فهل يكفي هذا الصمت الاميركي (الذي لا يعني اطلاقاً موافقة اميركية على خطوة الاستقلال، التي تعني شطب خريطة العراق الراهنة وربما قطع «اقليمها» السُّني لاحقاً الفقير نفطياً واقتصادياً، ليبقى الاقليم الشيعي كي يؤول في النهاية الى اتحاد او اندماج مع ايران بهذه الصيغة او تلك؟).
ثم ماذا عن دول الجوار «الكردي»؟
الثابت حتى الان ان لا حليف قوياً ومسانداً لمغامرة (نعم مغامرة) برزاني سوى اثنين، احدهما رجب طيب اردوغان ، والثاني الذي اعلن صراحة دعمه العلني ودفاعه عن حق الكرد المشروع في اقامة دولتهم المستقلة التي ستلقى دعماً من اسرائيل على مختلف الصعد نظراً لعلاقات التحالف التاريخي التي ربطت الكرد بالدولة العبرية، ونقصد هنا بنيامين نتنياهو في تصريحه امام اجتماع مجلس الوزراء الاسبوعي.
غير ذلك... لم تجد مغامرة برزاني أيّ اصداء ايجابية سواء من ايران ام سوريا وخصوصا من القوى السياسية والحزبية في العراق، فهل اراد الرجل مجرد اطلاق بالون اختبار كي يُحسّن شروط تفاوضه مع بغداد، لضمان بقاء كركوك (الأغنى بالنفط حتى لا ينسى احد) في اطار اقليمه، ثم انتزاع تنازل «آخر» من الحكومة المركزية كي تسمح ببيع النفط الكردي وعقد اتفاقات تنقيب دون الرجوع الى بغداد؟
كل شيء وارد، إذا لم نُغفل ايضا ردود فعل «باقي الكرد» في مناطق كردستان التاريخية، حيث معظم كرد سوريا في خصومة مع برزاني ناهيك عن الصراع التاريخي على النفوذ بين اوجلان بما هو زعيم يساري جماهيري وشعبي، وبرزاني المستند الى إرثه العشائري والاقطاعي وغير القادر على الوصول الى الكاريزما التي عليها (آبْو) أي أوجلان، فضلا عن ان دعم اردوغان لبرزاني او توظيفه له لمحاولة تحجيم اوجلان، ربما تتوقف او تفشل، حيث من المتوقع ان يُعلن حزب العدالة والتنمية التركي الحاكم (اليوم 1/ 7) اسم مرشحه للتنافس على منصب رئيس الجمهورية.
اين من هنا؟
لا نحسب ان الظروف الاقليمية والدولية قد نضجت لاستيلاد دولة كردية مستقلة وربما يدفع برزاني ثمنا باهظا جراء مغامرته غير المحسوبة هذه، الذي عليه عدم اهمال «حقيقة» دولة خلافة قد قامت للتو «في العراق نفسه» بزعامة أمير المؤمنين...أبو بكر البغدادي!.

kharroub@jpf.com.jo


 


شريط الأخبار الأعيان يشكل لجانه الدائمة ويختار رؤساءها والمقررين - اسماء الخبير الشوبكي: الـ 3.5 مليون دينار المخصصة من الحكومة للتنقيب عن النفط لا تكفي لحفر بئر واحد !! الجنوب للإلكترونيات .. عدم مسؤولية ورفع الحجز التحفظي عن الممتلكات "النزاهة ومكافحة الفساد" تغلق "الحنفية".. لا حس ولا خبر !! الملخص اليومي لحركة تداول الاسهم في بورصة عمان لجلسة الخميس .. تفاصيل احتجزوا 4 أردنيين لمدة شهر.. اعتقال عصابة مراهقين في المكسيك الملك يرافقه ولي العهد يستهل زيارته للكرك بزيارة شركة البوتاس القصة الكاملة للحاجة "وضحى" والرئيس "ابن حسان" العناية الإلهية تحول دون حدوث كارثة على الطريق الصحراوي جعفر حسان يُلقي البيان الوزاري يوم الأحد أكثر من 190 ألف وافد للعلاج في الأردن منذ بداية العام "تكنولوجيا المعلومات" في اتحاد شركات التأمين تنتخب اللجنة التنفيذية للدورة القادمة برئاسة أحمد النجدي بنك ABC في الاردن يستضيف "دكان الخير" بالتعاون مع مؤسسة الحسين للسرطان ماذا وراء تعيين عباس من يخلفه بمنصبه؟ عملية نوعية لسرايا القدس في طولكرم مهرجان الزيتون الوطني ال 24 ومعرض المنتجات الريفية ينطلق اليوم في عمّان تعليق هيفاء وهبي على وقف إطلاق النار في لبنان.. وهذه رسالتها للفلسطينيين أجواء باردة نسبياً اليوم واستقرار خلال الأيام المقبلة وفيات الأردن الخميس 28-11-2024 يزن النعيمات يطمأن جمهوره بعد تعرضه لإصابة (صورة)