الرئاسة بين المفهوم الإسلامي والمصالح الشخصية

الرئاسة بين المفهوم الإسلامي والمصالح الشخصية
أخبار البلد -  
الإسلام دين شامل تناولت تعاليمه جميع أمور الدنيا التي نعيشها, فهو دين ودولة, خُلق وقوة, سياسة وحكم, ومادة وثروة, دين عفو وتسامح, دين شدة ولين, وهو الدين الصحيح لأنه آخر الديانات الصحيحة وأكثرها استحقاقا وأيضا غير محرف كمثل بعض الديانات الأخرى التي حرفها الناس وغير مستحدثة من قبل البشر كبعض الديانات. لذا فهو يتناول نظاما فيه قواعد وشروط تنظم حياة الناس بأفضل الطرق, ويجب على كل حكومة إسلامية إتباع نظامه الذي وضعه لنا الخالق عز وجل. 
إن النظام الإسلامي في الحكم نظام متميز بكل المقاييس عن باقي الأنظمة الأخرى لوجود خصائص مميزة فيه تجعله فوق كل الأنظمة, ومن ضمن هذه الخصائص هي خاصية رجوع الحكم لله سبحانه وتعالى وأيضا العدل والمساواة والطاعة والشورى والمشاركة مع الآخرين في ما يصب في صالح الدولة وهذا ما قام به الرئيس الأول للإسلام الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم, فهو كان يحكم بحكم الله سبحانه وتعالى, وحكم بالعدل والمساواة وعمل بالشورى والمشاركة مع الآخرين ولم يقصي أي طرف أو جهة وعاشت كل الطوائف والملل والنحل في دولته بعيش رغيد حر كريم وفي أمن وأمان, وهذا هو المعنى الحقيقي للرئاسة في المفهوم الإسلامي. 
أما إذا خرجت الرئاسة من هذا المعنى وهذه المفاهيم فهي تصبح عبارة عن منصب لهلاك الحرث والنسل, والشواهد التاريخية كثيرة خصوصا عندما يكون الرئيس أو من يشغل نصب الرئاسة منقادا لملذاته ونزواته الشخصية وينسى الله سبحانه وتعالى أو يعرض عن ذكر الله, فتصبح تلك الدولة عبارة عن جحيم في الأرض, فلا عدل ولا مساواة ولا إنصاف ولا حكم بما يريد الله سبحانه وتعالى وإقصاء للآخرين, مما يؤدي إلى هلاك تلك الدولة وزوال ذلك الرئيس حتى وان طال به الأمد, وما دولة فرعون والنمرود وغيرهم من جبابرة الأرض إلا شواهد حية من التاريخ تبين لنا كيف يكون مصير من يحكم بمنأى عن حكم الله سبحانه وتعالى وعما يريده جلت قدرته. 
ومشهد هذه الدول يتكرر اليوم في العراق بوجه خاص فهاهم من يحكمون العراق لم يحكموا بما انزل الله سبحانه وتعالى ولم يحترموا حقوق الإنسان وديانته ولم يصونوا عرض من هم يحكمونه فسياسة الإقصاء والتهميش والتطريد والتجويع هي السائدة فلم يسلم منهم لا مذهب ولا طائفة ولا قومية ولا عرق, وكل هذا من أجل المصالح والمكاسب الشخصية الدنيوية ونزولا لرغبة من جاء بهم لان بقاء هذا الحاكم أو ذاك مشروطا برضا الجهات التي تدعمه, وما يقوم به من إقصاء وهتك وانتهاكات للحرمات والمقدسات وعدم احترام للحقوق هو ما تريده تلك الجهات, من اجل سهولة تمرير المشاريع التي تسعى لتحقيقها تلك الجهات, فنلاحظ كل من حكم العراق يعمل على نفس الوتيرة ونفس الشاكلة فتقصى الطائفة الفلانية ويهمش المذهب الفلاني مع شياع النزعة الطائفية والترويج للقتل وسفك الدماء. 
فنسوا الله سبحانه وتعالى الذي اهلك فرعون والنمرود ومن سار على نهجهم ألاستكباري المتجبر, فأقصي من أقصي وشُرد من شُرد وقتل من قتل وعذب من عذب من العراقيين لا لشيء سوا خدمة لأجندات خارجية وسعي لمكاسب شخصية فخالفوا بذلك المفهوم الحقيقي لمعنى الرئاسة في الإسلام وهاهم اليوم يعضون على الأنامل بسبب سياستهم ورئاستهم البعيدة عن إرادة الله سبحانه وتعالى ومخالفتهم لما جاء به سيد البشرية محمد صلى الله عليه وآله وسلم رغم انه يتظاهرون بالتمسك به, نسوا إن الله يسمع ويرى, نسوا إن الظلم زائل, نسوا قدرة الله سبحانه وتعالى, نسوا الله فأنساهم ذكره, نسوا إن الصبح قريب وهلاكهم وشيك وساعتهم قريبة, {إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ }هود81 , هذا هو حال من يحكم العراق. 
سوف يهلكون كما هلك غيرهم ممن سبقهم ممن لم يحكم بما انزل الله سبحانه وتعالى وسوف تدور عليهم دائرة السوء بعد ما نسوا الله سبحانه وتعالى وغرتهم الحياة بزغرفها وبما حصلوا عليه من امتيازات بسبب ذلك المنصب والكرسي وسلطان الحكم والرئاسة, يقول السيد الصرخي الحسني في محاضرته العقائدية التاريخية الثانية والعشرون ... 
{... كل شيء صار عندهم القرآن المنزل والكتاب المقدس انه الأول في الانتخابات, انه صار في البرلمان, انه حصل على هذه القوة الأمنية من كذا عدد من الأفواج أو من السرايا أو من الأشخاص التي ستحميه, حصل على هذا الكم الهائل من المليارات, اكتنز هذا الكم الهائل من الكنوز والأعيان, امتلك في الشرق أو في الغرب, حصل على هذا الجواز الذي يخرج به إلى هذه الدولة أو تلك, حصل على جواز من هذه الدولة أو تلك, حصل على رضا الاميركان أو إيران أو السعودية أو غيرها، نسينا الله تعالى، نسينا قدرة الله سبحانه وتعالى، فزنا في الانتخابات انتهى الأمر؟! لا يوجد أمر الله؟ الله لا يغير الأمر لا يجعل لصوت الحق وصولة الحق ودولة الحق وإمام الحق لا يجعل هذه الدولة في ليلة، لا يغير هذه الدولة في ساعة لا يخسف بكم الأرض مالكم نسيتم الله ونسيتم الآخرة!!..}. 
;


الكاتب :: احمد الملا
شريط الأخبار الأمن العام : وفاة وإصابتان بانفجار جسم متفجّر قديم عثر عليه أشخاص في أثناء جمع الخردة بمنطقة الظليل في الزرقاء فيديو || انفجار يهز أنقرة... إغلاق المجال الجوي إثر أنباء تحطم طائرة تقل رئيس أركان الجيش الليبي الحكومة: المتقاعدون وفق قرار إنهاء الخدمة بعد 30 سنة لن يستفيدوا من إيقاف القرار رقم قياسي.. 55,410 طلاب وافدين يدرسون في الأردن ​ هيئة الإعلام تمنع التصوير أثناء امتحانات التوجيهي من دون تصريح قرار ينتظره ابناء الزرقاء... الخشمان يحل الأزمة من 15 سنة قرار مهم للطلبة المستلفين القروض والمنح - تفاصيل مستشفى الملك المؤسس يجري أول عمليات "كي كهربائي" لتسارع دقات القلب مبنى حكومي بتكلفة ربع مليون ولا طريق له ديوان المحاسبة: مخالفات مالية في 29 حزبا سياسيا المقايضة للنقل تخسر قضيتها الحقوقية امام شركة مجموعة الخليج للتأمين اجتماع غير عادي للصناعات البتروكيماوية بهدف إقالة مجلس الإدارة الحمادين: ديوان المحاسبة حقق وفرًا ماليًا 22.3 مليون دينار خلال 2024 الحكومة: رفع تصاريح الدفن من البلديات على منصة قريبًا شركة لافارج.. استقالة سمعان سمعان وتعيين الوزير الاسبق يوسف الشمالي عضواً في مجلس الادارة المقايضه للنقل تخسر قضيتها مع مجموعة المتوسط والخليج للتأمين "لا معيل لهن الا الله" نداء الى اهل الخير 3 طالبات يدرسن الطب صندوق النقد: قدرة الأردن على سداد الدين كافية ومسار الدين العام يتجه للانخفاض زياد المناصير يستضيف رؤساء الجامعات الأردنية الرسمية والخاصة.. لهذا السبب سوليدرتي الأولى للتأمين تقيم حفل خاص لموظفيها احتفاء بحصولهم على شهادات مهنية معتمدة