اخبار البلد - خاص - خالد أبو الخير
المصادفة قادته إلى حقيبة العمل. أما استمراره فيها على مدار ثلاث حكومات، فنتاج لأداء قد يختلف فيه مراقبون ولطالما اختلفوا.
يجمع بين طبقة أولاد الحراثين، ومن ولدوا وفي أفواههم ملاعق من ذهب. يجازف مقرب منه بوصفه بـ «الجسر الذي يوصل بين النقيضين».
باسم السالم، الليبرالي، الذي يعد من وزراء «الديجتال»، يختلف معهم في طريقة إدارته لوزارته وفي تفاصيل أخرى.
عمّاني المولد في العام 1956، والده خليل السالم الاقتصادي، والسياسي، والوطني والقومي، وأحد أوائل الأردنيين الذين تخرجوا من الجامعة الاميركية في بيروت إلى جانب وصفي التل وحمد الفرحان، وشغل في عقد الستينات منصب محافظ البنك المركزي.
لا يتعكز على ميراث والده، لكنه أخذ منه نموذج العصامية الذاتية، ويستحضر من ذلك الميراث علاقته الطبيعة مع الناس من مختلف مشاربهم وطبقاتهم الاجتماعية، وحرصه على أن يكون منفتحاً.يعتمد التوازن في علاقاته، وخالياً من العقد.
يجادل مناوئوه بأنه «نزق، ليبرالي التوجهات الاقتصادية دون خوض في السياسة، حرف مسار الوزارة عن أهدافها، وأدخلها في معمعات لا نهاية لها».
يورد مؤيدوه «أنه أفضل من تولى وزارة العمل على مدى عقود، حولها من وزارة «صرف تصاريح العمل والخادمات» إلى وزارة تعنى بالإنسان، وطموحه أن يحول مسماها إلى وزارة التشغيل الوطني، فمن فلسفته أن تعمل الوزارة على جذب الاستثمارات وإيجاد المشاريع لتشغيل المواطنين».
بيد أن اراء مخالفه ترى أن ما فعله في الوزارة اعادها الى وراء.
يصفه مقرب آخر بأنه مستمع جيد، يأخذ قراراته بهدوء وينأى بقراراته عن عواطفه أو مصالحه.
كان يعتقد انه سيفتح سوق العمل على غاربه، ليكتشف الطامحون بزيادة العمالة الوافدة أنه الوزير الأكثر تشدداً في منح تصاريح العمل، رغم قناعته بأن الأردنيين ما زالوا أسرى «ثقافة العيب»، ويتناسى هؤلاء انه بموقفه هذا وقف ضد مصالحه، ومصالح شركاته. وهناك من يتهمه بالوقوف وراء تغليظ شروط استقدام الخادمات الأجنبيات، لأنه يرى أن الأردنيات أحق بهذه الوظائف، التي لا تقبل بها الأردنيات أصلا، فقد فشل مشروع تدريبي بهذا الصدد .
بعد إنهائه دراسته الثانوية شد الرحال إلى عاصمة الضباب، وأنهى دراسته في تخصص الكيمياء من جامعة لندن عام 1978. وعلى غرار كثيرين،بتخصصات علمية، تعامل مع وزارته كـ «معادلة»: فككها، غير مفهومها وأعاد هيكلتها، بنى أجهزة ومديريات جديدة من الصفر، وأعاد تركيب غالبيتها.
صناعي ناجح بامتياز، فقد أسس في العام 1987 شركة مصانع مواد التعبئة والتغليف، وتولى منصب مديرها العام. وفي العام 1992 أسس وترأس مجلس ادارة الشركة المتحدة لصناعة المطيبات والنكهات، وفي 2001 كان مؤسس ونائب رئيس مجلس إدارة شركة ساورسيج الأردن.
أما المناصب التي احتلها، فعضو مجلس ادارة بنك الصادرات والتمويل من 1997-2005، رئيس مجلس إدارة الشركة العامة للتعدين 2000-2005 عضو في مجلس ادارة البنك المركزي الأردني 2000-2005، نائب رئيس مجلس شركة الكابلات الأردنية الحديثة 2001-2005، عضو في لجنة الأردن أولاً 2002، وهو الان رئيس مجلس ادارة كابيتال بنك، وعضو في مجلس الاعيان.
يتميز بحضوره المميز وأناقته اللافتة، وسيجاره الكوبي، وطلته الارستقراطية، ولا يتورع أن يضع كل ذلك جانباً، مشمراً عن ذراعيه عندما يهل المنسف،أكلته المفضلة، ينغمس به بيديه دون محاذير.
عمل مع ثلاثة رؤساء وزارات لم يعرفهم قبلاً، تعامل معهم بإعلاء المنطق بحسب مقربين، وليس بالتزلف. لم يصطدم مع أي منهم، وما زالت تربطه بهم علاقة طيبة.
مليونير، غير أن انجازه المالي جاء عن طريق عمله ومثابرته، أكثر من كونه إرثاً. وتعد شركاته ناجحة جداً. فضلا عن النجاح الذي يحققه حالياً في رئاسة مجلس ادارة كابيتال بنك.
عند تشكيل حكومة عدنان بدران، بحث الرئيس المكلف عن وزير يسد فراغاً طائفياً ومناطقياً، يكون مسيحياً ومن الشمال. واستشار شخصية معروفة، فاقترح عليه اسم باسم السالم، الذي اجتمعت به الصفتان، واختاره رغم أنه لم يكن يعرفه، واستدعاه من دبي حيث كان مشاركاً في اجتماعات الـ «واي بي او».
أبو طارق، اللقب المفضل لديه، حريص على استخدام سياراته الخاصة في العطل، وقضاء اوقاتاً حلوة.
غير ان مما لا يحبذ في شخصيته قلة التواصل..فهل يتواصل هذه المرة.