أﻋﺟﺑﻧﻲ ﺣوار وﺻﻠﻧﻲ ﻋﺑر ﺻﻔﺣﺗﻲ ﻋﻠﻰ ﻣوﻗﻊ اﻟﺗواﺻل اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ اﻟـFACEBOOK ﺑﯾن ﺣﻣﺎر ﻛﺑﯾر ﻓﻲ اﻟﺳن وﻣﺗﻣرس ﻓﻲ ﺷؤون اﻟﺣﻣﯾر واﺑﻧﮫ اﻟذي ﻣﺎ ﯾزال ﺻﻐﯾرا وﻓﻲ ﻋﻧﻔوان ﺷﺑﺎﺑﮫ وإﻟﯾﻛم ﻧص اﻟﺣوار ﻛﻣﺎ ﺟﺎء:
"ﻛﺎن ﯾﺎ ﻣﻛﺎن ﻓﻲ أﺣد اﻹﺳطﺑﻼت اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺣﻣﯾر، وذات ﯾوم أﺿرب ﺣﻣﺎر ﻋن اﻟطﻌﺎم ﻣدة ﻣن اﻟزﻣن، ﻓﺿﻌف ﺟﺳده وﺗﮭّدﻟت أذﻧﺎهوﻛﺎد ﺟﺳده ﯾﻘﻊ ﻋﻠﻰ اﻷرض ﻣن اﻟوھن، ﻓﺄدرك اﻟﺣﻣﺎر اﻷب أن وﺿﻊ اﺑﻧﮫ ﯾﺗدھور ﻛل ﯾوم، وأراد أن ﯾﻔﮭم ﻣﻧﮫ ﺳﺑب ذﻟك، ﻓﺄﺗﺎه ﻋﻠﻰ اﻧﻔراد ﯾﺳﺗطﻠﻊﺣﺎﻟﺗﮫ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ واﻟﺻﺣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗزداد ﺗدھورا، ﻓﻘﺎل ﻟﮫ: ﻣﺎ ﺑك ﯾﺎ ﺑﻧﻲ؟
ﻟﻘد أﺣﺿرت إﻟﯾك أﻓﺿل أﻧواع اﻟﺷﻌﯾر.. وأﻧت ﻻ ﺗزال راﻓﺿﺎ أن ﺗﺄﻛل.. أﺧﺑرﻧﻲ ﻣﺎ ﺑك؟ وﻟﻣﺎذا ﺗﻔﻌل ذﻟك ﺑﻧﻔﺳك؟ ھل أزﻋﺟك أﺣد؟ رﻓﻊ اﻟﺣﻣﺎر اﻻﺑن رأﺳﮫ وﺧﺎطب واﻟده ﻗﺎﺋﻼ: ﻧﻌم ﯾﺎ أﺑﻲ.. إﻧﮭم اﻟﺑﺷر.
ُدھش اﻷب اﻟﺣﻣﺎر وﻗﺎل ﻻﺑﻧﮫ اﻟﺻﻐﯾر: وﻣﺎ ﺑﮭم اﻟﺑﺷر ﯾﺎ ﺑﻧﻲ؟
ﻓﻘﺎل ﻟﮫ: إﻧﮭم ﯾﺳﺧرون ﻣّﻧﺎ ﻧﺣن ﻣﻌﺷر اﻟﺣﻣﯾر.. ﻓﻘﺎل اﻷب وﻛﯾف ذﻟك؟
ﻗﺎل اﻻﺑن: أﻻ ﺗراھم ﻛﻠﻣﺎ ﻗﺎم أﺣدھم ﺑﻔﻌل ﻣﺷﯾن ﯾﻘوﻟون ﻟﮫ ﯾﺎ ﺣﻣﺎر.. أﻧﺣن ﺣﻘﺎ ﻛذﻟك؟ وﻛﻠﻣﺎ ﻗﺎم أﺣد أﺑﻧﺎﺋﮭم ﺑرذﯾﻠﺔ ﯾﻘوﻟون ﻟﮫ ﯾﺎ ﺣﻣﺎر.. ﯾﺻﻔون أﻏﺑﯾﺎءھم ﺑﺎﻟﺣﻣﯾر.. وﻧﺣن ﻟﺳﻧﺎ ﻛذﻟك ﯾﺎ أﺑﻲ.. إﻧﻧﺎ ﻧﻌﻣل دون ﻛﻠل أو ﻣﻠل.. وﻧﻔﮭم وﻧدرك.. وﻟﻧﺎ ﻣﺷﺎﻋر.. ﻋﻧدھﺎ ارﺗﺑك اﻟﺣﻣﺎر اﻷب وﻟم ﯾﻌرف ﻛﯾف ﯾرّد ﻋﻠﻰ ﺗﺳﺎؤﻻت ﺻﻐﯾره وھو ﻓﻲ ھذه اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺳﯾﺋﺔ، وﻟﻛن ُﺳرﻋﺎن ﻣﺎ ﺣّرك أذﻧﯾﮫ ُﯾﻣﻧﺔ وﯾٍﺳرة ﺛم ﺑدأ ﯾﺣﺎور اﺑﻧﮫ ﻣﺣﺎوﻻ إﻗﻧﺎﻋﮫ ﺣﺳب ﻣﻧطق اﻟﺣﻣﯾر.. اﻧظر ﯾﺎ ﺑﻧﻲ إﻧﮭم ﻣﻌﺷر ﺧﻠﻘﮭم ﷲ وﻓّﺿﻠﮭم ﻋﻠﻰ ﺳﺎﺋر اﻟﻣﺧﻠوﻗﺎت ﻟﻛّﻧﮭم أﺳﺎءوا ﻷﻧﻔﺳﮭم ﻛﺛﯾرا ﻗﺑل أن ﯾﺗوﺟﮭوا ﻟﻧﺎ ﻧﺣن ﻣﻌﺷر اﻟﺣﻣﯾر ﺑﺎﻹﺳﺎءة.. ﻓﺎﻧظر ﻣﺛﻼ.. ھل رأﯾت ﺣﻣﺎرا ﺧﻼل ﻋﻣرك ﻛﻠﮫ ﯾﺳرق ﻣﺎل أﺧﯾﮫ؟ ھل ﺳﻣﻌت ﺑذﻟك؟ ھل رأﯾت ﺣﻣﺎراً ﯾﻧﮭب طﻌﺎم أﺧﯾﮫ اﻟﺣﻣﺎر؟ ھل رأﯾت ﺣﻣﺎرا ﯾﻛﻧز اﻟﺷﻌﯾر ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻏﯾره ﺟﺎﺋﻊ؟ ھل رأﯾت ﺣﻣﺎراً ﯾﺷﺗﻛﻲ ﻋﻠﻰ أﺣد ﻣن أﺑﻧﺎء ﺟﻧﺳﮫ؟ ھل رأﯾت ﺣﻣﺎرا ﯾﻌذب ﺑﻘﯾﺔ اﻟﺣﻣﯾر ﻟﯾس ﻟﺷﻲء إﻻ ﻷﻧﮭم أﺿﻌف ﻣﻧﮫ أو أﻧﮫ ﻻ ﯾﻌﺟﺑﮫ ﻣﺎ ﯾﻘوﻟون؟ ھل رأﯾت ﺣﻣﺎرا ﻋﻧﺻرﯾﺎ ﯾﻌﺎﻣل اﻵﺧرﯾن ﻣن اﻟﺣﻣﯾر ﺑﻌﻧﺻرﯾﺔ اﻟﻠون واﻟﺟﻧس واﻟﻠﻐﺔ؟ ھل رأﯾت ﺣﻣﺎراً ﯾﺷﺗم أﺧﺎه اﻟﺣﻣﺎر أو أﺣد أﺑﻧﺎﺋﮫ؟ ھل رأﯾت ﺣﻣﺎراً ﯾﺿرب زوﺟﺗﮫ وأوﻻده؟ ھل رأﯾت زوﺟﺎت اﻟﺣﻣﯾر وﺑﻧﺎﺗﮭم ﯾﺗﺳﻛﻌون ﻓﻲ اﻟﺷوارع واﻟﻣﻘﺎھﻲ؟ ھل ﺳﻣﻌت ﯾوﻣﺎ ﻣﺎ أن اﻟﺣﻣﯾر اﻷﻣرﯾﻛﺎن ﯾﺧططون ﻟﻘﺗل اﻟﺣﻣﯾر اﻟﻌرب! ﻣن أﺟل اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﺷﻌﯾر؟ ھل رأﯾت ﺣﻣﺎراً ﻣن دوﻟﺔ ﻋرﺑﯾﺔ ﻻ ﯾﻔﮭم ﻛﻼم أﺧﯾﮫ ﻣن دوﻟﺔ ﻋرﺑﯾﺔ أﺧرى؟ ھل رأﯾت ﺣﻣﺎراً ﻋﻣﯾﻼ ﻟدوﻟﺔ أﺟﻧﺑﯾﺔ وﯾﺗﺂﻣر ﺿد ﺣﻣﯾر ﺑﻠده؟ ھل رأﯾت ﺣﻣﺎرا ﯾﻔرق ﺑﯾن أھﻠﮫ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس طﺎﺋﻔﻲ؟ ھل رأﯾت ﺣﻣﺎراً ﯾﻔﻌل ﻣﺎ ﯾﻔﻌﻠﮫ اﻟﯾوم ﺑﻌض اﻟﺳﺎﺳﺔ اﻟﺑﺷر ﯾـُﺷﻊ أﺣدھم ﺣﻘداً وﻻ ﯾﺷﺑﻊ ﻣن اﻟﺗﻔرﻗﺔ واﻟﻘﺗل؟ طﺑﻌﺎ ﻟم ﺗﺳﻣﻊ ﺑﻣﺛل ھذه اﻟﺟراﺋم اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﻋﺎﻟم اﻟﺣﻣﯾر! ھل رأﯾت ﺣﻣﺎااارا ﯾﻐﻠق اﻟﺣدود؟ ھل رأﯾت ﺣﻣﺎااااااااااااررررررررا ﯾزھق اﻷرواح ﺗﻠو اﻷرواح ﻣن أﺟل ﻛرﺳﻲ وﻣﻧﺻب؟
ﻧﺣن ﻣﻌﺷر اﻟﺣﻣﯾر ﻧﻌرف ﻣن ﻧﺣن، ﺧﻠﻘﻧﺎ ﷲ ﻟﺣﻛﻣﺔ وﻧﺣن ﻧﻌﻣل ﺑﻣﻘﺗﺿﺎھﺎ.. وﻟﻛن اﻟﺑﺷر ھل ﯾﻌرﻓون اﻟﺣﻛﻣﺔ ﻣن ﺧﻠﻘﮭم وﯾﻌﻣﻠون ﺑﻣﻘﺗﺿﺎھﺎ ﺟﯾدا؟ أم (إِﱠﻧُﮭْم َﺳﺎء َﻣﺎَﻛﺎُﻧوْا َﯾْﻌَﻣﻠُوَن).
ﻟﮭذا ﯾــــﺎ وﻟدي أطﻠب ﻣﻧك أن ﺗّﺣﻛم ﻋﻘﻠك اﻟﺣﻣﯾري، وأطﻠب ﻣﻧك أن ﺗرﻓﻊ رأﺳﻲ ورأس أﻣك ﻋﺎﻟﯾﺎ، وﺗﺑﻘﻰ ﻛﻌﮭدي ﺑك ﺣﻣﺎرا اﺑن ﺣﻣﺎر، واﺗرﻛﮭم ﯾــﺎ وﻟدي ﯾﻘوﻟون ﻣﺎ
ﯾﺷﺎؤون.. ﻓﯾﻛﻔﯾﻧﺎ ﻓﺧراً أﻧﻧﺎ ﺣﻣﯾر ﻻ ﻧــﻛـــذب -ﻻ ﻧـﻘـﺗـــــل- ﻻ ﻧــﺳـــرق- ﻻ ﻧـﻐـﺗــــﺎب- ﻻ ﻧــﺷــﺗـــم- ﻻ ﻧرﻗص ﻓرﺣـﺎ وﺑﯾﻧﻧﺎ ﺟرﯾﺢ وﻗﺗﯾل.
أﻋﺟﺑت ھذه اﻟﻛﻠﻣﺎت اﻟﺣﻣﺎر اﻻﺑن ﻓﻘﺎم وراح ﯾﻠﺗﮭم اﻟﺷﻌﯾر وھو ﯾﻘول: ﻧﻌم ﺳﺄﺑﻘﻰ ﻛﻣﺎ ﻋﮭدﺗﻧﻲ ﯾﺎ أﺑﻲ.. ﺳﺄﺑﻘﻰ أﻓﺗﺧر أﻧﻲ ﺣﻣﺎر اﺑن ﺣﻣﺎر ﯾﺣﺎﺳﺑﻧﻲ ﷲ ﺛم ﯾﻘول ﻟﻲ:
ﻛن ﺗراﺑﺎ. ﻓﺄﻛون ﺗراﺑﺎ. وﻻ أدﺧل اﻟﻧﺎر اﻟﺗﻲ وﻗودھﺎ اﻟﻧﺎس واﻟﺣﺟﺎرة.
وﻓﻲ اﻟﺧﺗﺎم.. أﻻ ﺗواﻓﻘوﻧﻧﻲ اﻟرأي ﺑﺄﻧﻧﺎ ﻧﺣﺗﺎج ﻓﻲ ﯾوﻣﻧﺎ ھذا اﻟﻰ ﻣﻧطق ھذا اﻟـ"ﺣﻣﺎر" وھل ﺗﺗﻔﻘون ﻣﻌﻲ ﺑﺄن ﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟـ"ﺣﻣﯾر" ﯾﺗﻣﺳك ﺑﻣﺑﺎدئ ﺳﺎﻣﯾﺔ ﻣن ﻋدم ﻗﺗل وﺳرﻗﺔ وﺧﯾﺎﻧﺔ وﻏدر.. ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻧﺣن أﺣوج ﻣﺎ ﻧﺣﺗﺎج اﻟﯾﮭﺎ ﻛﺟﻧس ﺑﺷري وﻛﺄﻣﺔ ﻋرﺑﯾﺔ.. ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ھذا اﻟزﻣن. أﺗرك ﻟﻛم اﻟﺣﻛم ﻋﻠﻰ ھذا اﻟﺣوار وﻋﻠﻰ ھذا اﻟواﻗﻊ اﻟذي ﻧﻌﯾش.