كلما دق الكوز بالجرة، وكلما زار مسؤول كبير من الادارة الامريكية الاردن، تتعالى الاصوات والتخوفات من ان الاردن سيكون وطنا بديلا للفلسطينيين.
لتخرج التصريحات الصحفية التي تبدد هذا «الوهم»، لتعيدنا الى المربع الأول، لتبدأ الاشاعات من جديد ان هنالك «طبخة» تعد، وان الحل النهائي سيكون على حساب الاردن، وأن الامور جاهزة، والانتظار سيؤدي الى نتائج مباغته، وكل ذلك على حساب الاردن.
ومن هنا نقول، ان التخوفات ـ وان كانت مشروعة ـ الا انها غير منطقية، ولا تتطابق مع كل الوقائع التي مرت على البلاد، وكانت فيها القيادة الهاشمية الحكيمة هي ضمانة الاردنيين الاولى والاخيرة.
لقد أودع الأردنيون الأردن «أرضا وشعبا، جغرافيا وتاريخ» للهاشميين، سلالة المصطفى صلى الله عليه وسلم، في بيعة وضعوا ايديهم بيد الامير عبدالله المؤسس قبل ان يصل الى معان، قبل ما يزيد عن تسعين عاما، وكان الهاشميون على مر التاريخ، مكانا وملاذا للعرب من الخليج الهادر وحتى المحيط الهادر.
آن لنا ان نقول ان قيادتنا الهاشمية التي تشكل مصدر فخر لكل أردني قالت كلمتها، وقطعت قول كل «متبجح» وأنهت حديث المقولين والمتقولين، وأزاحت الستار عن ان الاردن ليس مكانا للمساومة، وأن الاردنيين ليسوا بلا «أب»، وان الوطن البديل يعيش فقط في رؤوس الغربان الناعقة فوق سماء الاردن الذي اجببناه وطنا اردنيا حرا يقودة احفاد هاشم الغر الميامين الذين بايعهم الاردنيون على حدود العقبة، واطمأنت قلوبهم على وطن استودعوه الله، وأحفاد رسول الله، فلا خوف، ولا ما يحزنون.
مرة أخرى نقول: ان الاردن ليس دولة من «كرتون»، كلما هبّت ريح تنطح لها الباحثون عن موطئ قدم ليطلقوا التصريحات، وينعقوا خرابا في وطن بناه المؤسسون بقطرات الدم وحبات العرق.
سلام على الوطن الاحلى والاغلى.. وعلى أهله الطيبين المحبين القابضين على جمر عروبتهم، سلام على فلسطين حبة الفؤاد، وموئل الاجيال، سلام على قدسها وأقصاها، وسلام على الاردن من اقصاها الى أقصاها.