مات كاوبوي سجائر المالبورو ايريك لاوسون بعد سنوات إعلانية طويلة، بمرض سرطان الرئة عن 72 عاماً في وسط كاليفورنيا!!.
والخبر قد يكون الأقل أهمية من أخبار اليوم العربية الطافحة، لكن قصة الأراجيل، والتدخين في المحلات العامة.. جعلت الخبر يأخذ مكاناً، وخاصة في «الغاغة» الأردنية التي ما تزال تتفاعل منذ قررت الأمانة عدم تجديد رخص مقاهي الأرجيلة أو إعطاء رخص جديدة!!.
كم في عمان والمحافظات مقاهي أرجيلة؟!. كم استثمر اصحابها من ملايين الدنانير في انشائها وترويجها؟ اسئلة نحيلها على رجل مالبورو راكب الحصان الذي اقنع الملايين من الأردنيين بالتدخين.
في زمن ما، كان هناك مئات الفلاحين الأردنيين يأخذون تصريحا من دائرة الجمارك ويزرعون تبغ الفيرجينيا، ويقدمونه لشركة او شركتي السجائر .. وكانت هذه الشركات تنتج افخر الأنواع..
والكثير من أسماء العلب الجميلة: الفيلادلفيا الحمراء الطويلة والفرندز، والريم، والسبورت سجائر حابس باشا، والينجه ذو التبغ التركي الثقيل.. وفي آخر القائمة كانت سجائر «اللولو» وثمن العلبة 3 قروش!!.
وقتها لم يكن مرض السرطان شائعاً، وكنا نفخر بصناعتنا الوطنية «حتى هاجمنا الكاوبوي الاميركي فلم يعد احد يزرع الفيرجينيا في السهول الاردنية. وتم اغلاق مصانع السجائر وبرطع مستوردو الزبالة المسماة التبغ، وصرنا ننتج سجائر فيليب موريس وغيرها.. وانتشر السرطان!!.
يقال الآن ان «المعسّل» عربي ويتم انتاجه في البحرين، ومع ذلك فلا السجائر «وطنية» ولا هذا «المعسّل» قومي عربي. ويجب وقف الكارثة التي تفتك بأبنائنا.
ماذا يحدث لألاف مقاهي السم؟! لا دخل لنا!! يمكن ان يجعلوا منها مطاعم متقنة الطعام فأحد المطاعم حاسبنا على قطعة لحم بأربعين ديناراً ثبت بعد ايام ان مفتشي الصحة امسكوا به يبيع لحما معفنا.. من الذي طلبنا ودفعنا ثمنه.. ووضعناه جانباً!!.
نريد ان نقول: يمكن لصالات الارجيلة ان تقييم معرضا لمنتجات وطنية، او قاعة لسماع الموسيقى والغناء الجميل، او مقهى شرقي كالسنترال.. الذي يلعب فيه الناس ورقا، ودومينو وقد يأكلون وجبة محترمة دون لحم منتهي الصلاحية، واذا كان هناك اصرار نضالي على الارجيلة، فنقترح على وزارة الصحة ان يبيع «حزب الارجيلة» حشيشا، وكبتاجون، وافيون وغيرها طالما ان الاستثمار هو الاساس، وطالما ان الاجيال الجديدة تموت كما مات كاوبوي مالبورو، او كما يموت الآلاف من السرطان، .. او على قارعة الطريق، طالما ان الاستثمار هو الاساس!!.
نتمنى على امانة عمان ان لا تمدد العمل بوقف التدخين في الاماكن العامة, فهذا التمديد هو «زوغان» من تنفيذ القانون!!.