سبعة تحديات داخلية وخارجية تواجه الاردن هذا العام،وهي تحديات خطيرة جدا،وقد سلم الاردن خلال السنين الفائتة،فلاتعرف ماذا يخبئ هذا العام من تداعيات واستحقاقات على اكثر من مستوى؟!.
اول هذه الملفات ملف الازمة الاقتصادية الطاحنة التي تعصف بالبلاد،وهي ازمة ذات تداعيات سياسية واجتماعية،ولايمكن التهوين من آثارها،وهي اثار تضرب كل المستويات الحياتية،غلاء اسعار،ديون وقروض،بطالة وفقر،والضرب وصل عظم المستأجرين من مواطنين وتجار،فوق تأثير لجوء الاخوة السوريين وغير ذلك،والتحولات العميقة بارزة للعيان ولم تعد خفية.
ثانيها ما يتعلق بالملف الفلسطيني وما قد يستجد على صعيد ملف القضية الفلسطينية،برضانا او بغير رضانا،طوعا ام قهرا،والمؤكد ان هذا العام سيأخذ القضية الفلسطينية وجوارها الى تواقيت حاسمة،ولا احد يعرف المآلات على وجه الدقة،على كل الاصعدة من القدس الى اللاجئين والحدود وغير ذلك؟!.
الملف السوري يأتي ثالثا،سواء تم التوصل الى حل سياسي،او انفجرت المنطقة بحرب اقليمية،او تمت ادامة الوضع على ماهو عليه،مع رفع مستوى الدعم السياسي او المسلح للمعارضة السورية،او حتى توسع الحرب الداخلية وتمددها لتتحول لحرب بين الفرقاء الذي امعنوا طعنا في سورية،بذريعة تحريرها من نظامها،فيما هم يؤدون مهمة الهدم نيابة عن غيرهم،ويرجون الاجر والثواب على ذلك!.
رابع الملفات يتعلق بمناخات المذهبية والطائفية وحالة التطرف والاقتتال التي تحيط بالاردن مثل سوار من نار،ونسمع اسماء التنظيمات وحروبها الصغيرة في كل مكان من غرب العراق الى لبنان مرورا بجنوب سورية،وصولا الى سيناء ومصر،والبيت الاردني سالم حتى الان وسط هذا الحريق،فإن لم تصلنا النيران،خنقتنا الادخنة من حولنا وحوالينا.
الملف الخامس مرتبط فعليا بالملفات السابقة،اي كيانية الاردن السياسية،وهل هناك اخطار في ظل عمليات اعادة الترسيم في المنطقة،وفي ظل اعادة التعريف التوصيفي الوظيفي للدول،وهذا ملف حساس للغاية،لايمكن ادارته بمجرد الكلام وتلقي التطمينات،بل على العكس،الادلة تقول ان مناخات التجفيف المالي والسياسي،التي يتم فرضها على الاردن،تشي بمخاوف كثيرة؟!.
سادس الملفات يتعلق بالذي تريده اسرائيل تحديدا من الاردن،خصوصا،ان العقل الاستراتيجي لاسرائيل يؤمن بالتخطيط طويل الامد،وهذا العقل قادر على التلاعب بمدخلات المنطقة بطرق كثيرة،ولايمكن الركون الى اي تعهدات سرية او علنية،بعدم تقويض حالة الاستقرار هنا،على الرغم من ان الاستقرار هنا،مصلحة للاقليم ولاسرائيل ايضا،الا ان دوافع التغيير غير عصية على القراءة؟!.
الملف السابع مهم ايضا،ولايقف كثيرون عند ملامحه،وهو يرتبط بالعلاقة بين الدولة والناس،في المجمل،ومدى تأثرها بكل الظروف السابقة،وحجم الاضرار التي نراها في البنى الاجتماعية،ونظرة الناس الى الدولة،ومدى رضاهم العام عنها،وحساسية هذا الملف تنبع من كون هذا الملف يؤثر على بقية الملفات،لان العلاقة القوية بين الدولة والناس تساعد في ادارة بقية الملفات والعكس صحيح.
سبعة ملفات تضغط على العصب العام للاردن،وجدولة التحديات افلحت الى حد كبير،غير ان فوائد الجدولة تتراكم يوما بعد يوم،ولابد من ادارة مختلفة تتجاوز الادارة اليومية،نحو ترتيب كل القضايا،خصوصا،مايتعلق بالداخل الاردني،توطئة لتحديات الجوار،وبدون ذلك فأن هذه هشاشة مرعبة،لايمكن تبريرها بترك الامور على «السبحانية» كما يقولون.
نريد لهذا البلد ان ينجو دائما...هذه هي كل القصة.