تجزم قيادات السلفية الجهادية في الأردن أن أعداد الأردنيين الذين ينضمون للتيار السلفي الجهادي في الأردن بازدياد يوما بعد يوم، وأن تجربة القتال في سورية زادت عدد أنصار التيار في الأردن.
في تقييمات سابقة تم التأكيد على أن عدد مقاتلي التيار السلفي الجهادي في الأردن يصل الى خمسة آلاف شخص، وهم فعليا ينتسبون إلى القاعدة، ويعتبرون الشيخ أسامة بن لادن شيخهم، غير أن ميزتهم أنهم لايعتبرون الأردن -حتى الآن- ساحة لعملياتهم.
كما هو معروف هناك أكثر من ألف ومائتي مقاتل سلفي جهادي أردني في سورية، وعمليات التسلل باتت ضعيفة جداً عبر الأردن، جراء السيطرة الأمنية على الحدود، ما يجعل كثرة من السلفيين الأردنيين ينتقلون إلى تركيا للدخول الى سورية.
هذا يفسر نشوء كتلة سلفية جهادية من الأردن في مناطق حلب شمال سورية، لأنها قريبة من تركيا، بعد أن كان ثقل هؤلاء يتمركز في مناطق جنوب سورية القريبة من الأردن، وتحديدا منطقة درعا، التي يسيطر عليها السلفيون الجهاديون تقريبا.
في المعلومات ان التيار السلفي الجهادي يستعد لمعركة صعبة جدا في درعا، بخاصة أن هناك مؤشرات على نية السلطات السورية حسم معركتي درعا وحلب تحديدا.
يؤكد مطلعون أن هناك شراسة في القتال هذه الايام في مناطق جنوب سورية، التي لايعتزم السلفيون الجهاديون إعلانها امارة دينية محررة في الوقت الحالي، على الرغم من تطبيق الشريعة في تلك المناطق، وهذا يعني ان اشتداد المعارك عما قريب سيؤدي الى رحيل اردنيين عن الحياة، خلال الشهور المقبلة في مناطق جنوب سورية.
قيادات السلفية الجهادية تعتبر أن تواجدها في معان والسلط والزرقاء هو الأكبر، وان التواجد في تلك المناطق يزدهر يوما بعد يوم.
في المخيمات فإن مخيمي البقعة واربد خواصر حساسة للسلفية الجهادية، دون ان يمتد هذا التيار -كما يراد له- الى مخيمات مثل الوحدات والحسين، فالتواجد في هذين المخيمين مازال ضعيفا، وتحت الانعاش.
تسعى قيادات من السلفية الجهادية الى اطلاق سراح المعتقلين من التيار، وابرزهم الشيخ ابومحمد الطحاوي والوعود تتكاثر، وآخرها مسعى غير ُمشهر قبل يومين، لإطلاق سراح الطحاوي دون نتيجة، وعدد المعتقلين من التيار تجاوز المائة وثلاثين شخصا حتى الآن.
ورغم نفي قيادات مطلعة وجود خلافات بين رموز للتيار السلفي الجهادي في الأردن، إلا أن المؤشر الأبرز على التباينات عدم وجود جسم تنظيمي موحد للتيار السلفي الجهادي، وعدم وجود قيادة متسلسلة.
التباينات الفكرية وارتداد جبهات أخرى كالعراقية والسورية على التيار في الأردن يجعل مسعى البعض لتوحيد التيار وتنظيمه في جسم موحد، أمر صعب حاليا، فوق الاسباب الاخرى.
قبل اكثر من عام سعى نافذون في تيار السلفية الجهادية في الأردن الى توحيد التيار هنا كتنظيم، وتأسيس مجلس شورى، إلا أن القرار النهائي، كان مع تأجيل هذا المشروع إلى وقت لاحق.
هذه الأيام يسعى سلفيون جهاديون إلى إحياء المشروع، رغم الصعوبات والعراقيل أمامه والتي من أبرزها تعدد المرجعيات، بخاصة مع تواجد "أبي قتادة” في الأردن، ودخوله على خط زعامة التيار الضمنية.
تيار السلفية الجهادية في الأردن ينشط على ضوء التدريب الميداني في سورية، وحصول المقاتلين على خبرات إضافية غير مسبوقة، والأرجح أن التيار لن يقبل إضاعة ارصدته التي يراكمها هناك، وفقا لمنطوق زعاماته، دون أن تتحول إلى قاعدة منظمة في الأردن.
هذا يعني أننا قد نشهد حالة من "التكييش السياسي” لأداء التيار السلفي الجهادي، وهذا لن يكون الا بإعلان التيار تنظيما موحدا في الأردن، ورغم المصاعب آنفة الذكر إلا أن المشروع محتمل وقد يكون مقبلا على الطريق.