على ذمة ما هو متداول على الفيس بوك فإن الفيلسوف الفرنسي العظيم جان جاك روسو قال» أعطني قليلا من الشرفاء وأنا أحطم لك جيشا من اللصوص المفسدين والعملاء»، وإذا كان ما نسب لفيلسوفنا العظيم صحيحا، فقد كان من المفيد للأمة الفرنسية أن يرحل عن الحياة بينما جمر الثورة الفرنسية كان على وشك الاتقاد، والا لدم الثورة بدل ان يكون منظّرها الراحل.
إذ أن نظريته هذه غير صحيحة، وكان يمكن أن تؤدي الى وضع كارثي عشية الثورة الفرنسية لو حمل روسو فانوسه وطفق يبحث عن الشرفاء ليحطم جيوش اللصوص والمفسدين والعملاء، وبالتالي يكون اجهض الثورة الشعبية التي قام بها الجميع، ومن بينهم اللصوص والمفسدون، ضد الحكم الفاسد آنذاك.
الوضع الطبيعي أن «قليلا من اللصوص والمفسدين والعملاء يستطيعون هزيمة جيش من الشرفاء، وهذا واضح في كل مكان، إذ رغم كون هؤلاء اقلية –نسبة الى عدد السكان - إلا أن نفوذهم كبير وخطير وقادر على تدمير البلاد والعباد.
فكيف في دول صارت صناعة الفساد حرفة يمتهنها كبار لتصنيع الفاسدين واستخدامهم لتركيع الناس وابقائهم على الحافة دوما، فلا يرون سوى الهاوية؛ ما يلهيهم عن مواجهة القامعين السارقين لحليب اطفالهم ولمواقفهم السياسية ولمقدرات بلادهم، وكرامتهم اولا وأخيرا.
عنوان المقال هو اسم لمسرحية كتبها العبقري نجيب سرور قبل أن يتم اغتياله في سجون حسني مبارك، والادعاء بأنه انتحر، وهذا ما كان قد نفاه قبل موته في شريط مسجل لأنه كان يدرك أنهم سيفعلون ذلك على الأغلب.
لا أذكر تفاصيل المسرحية، لكني تذكرت هذا العنوان ..وأنا اكتب في هذا المقال .... فعلا..منين اجيب ناس..... ناس بكامل اخطائهم وخطاياهم وقداستهم... ناس فيهم الطيب والشرير الغني والفقير الجاهل والعالم الذكي والأحمق ...لكن تجمعهم فكرة واحدة:
انهم يثورون من اجل كرامتهم وخبز أطفالهم.
ghishan@gmail.com