ءملاحظة اليوم هي عن شاب أردني طموح ما زال في عمر الورود لكنه ارتكب خطأين غير مقصودين وهو دون الخامسة عشرة من عمره وقد حوكم وحكم عليه بالسجن مرتين دفع ذووه عنها ولم يذهب إلى السجن.
والقصة الأولى تتلخص في أن هذا الشاب كان يلعب هو وزملاؤه الطلاب في ساحة المدرسة وكانوا يركضون ويمسكون بعضهم البعض فوقع أحد الطلاب على الأرض عندما حاول هذا الشاب إمساكه فكسرت يده وقد قدم ذووه شكوى بحقه أحيل على أثرها إلى القضاء.
أما القصة الثانية فتتلخص أيضا بأنه كان مع ثلاثة من أصدقائه بالقرب من بيت عمه وكانت هناك عمارة تحت الإنشاء وحولها جكات حديدية من التي تستعمل في الطوبار فأخذ واحدا منها بيده ليلعب به فشاهده أحد التجار وقدم شكوى بحقه مع أنه لم يأخذه إلى بيته أو يعرضه للبيع.
هذا الشاب الذي بلغ عمره الآن اثنتين وعشرين سنة تقدم للتجنيد في صفوف الأمن العام وهو يحمل رخصة سوق عمومي وتمت الإجراءات المطلوبة من فحص طبي وغيرها لكن ملفه في إدارة المعلومات الجنائية مثبت به الواقعتين المذكورتين مما سيحرمه من فرصة التجنيد والعيش الكريم..
هاتان القصتان حدثتا مع هذا الشاب وهو ما زال حدثا غير مدرك لأفعاله ومن غير المعقول أن تسد في وجهه كل فرص العمل مع أن المفروض أن يكون الخطآن قد مر عليهما التقادم وانتهيا من حياته خصوصا وأنه أصبح اليوم شابا ويريد أن يخدم وطنه ولم يرتكب أي خطأ بعدما بلغ سن الرشد فهل نعاقب حدثا صغيرا لا يدرك ما يفعل طول العمر ونخلق منه مجرما حاقدا على كل شيء بسبب فعلين غير مقصودين ارتكبهما وهو ما زال دون الخامسة عشرة من عمره.
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: كل ابن آدم خطّاء وخير الخطائين التوابون.
فإذا كان رب العباد يغفر للناس للذين يخطئون ويعودون إلى جادة الصواب فهل نظل نحاسب هذا الشاب إلى ما لا نهاية ولا نغفر له خطأ ارتكبه وهو غير مدرك لما يفعل.
مشكلة هذا الشاب نضعها بين يدي الفريق اول الركن توفيق الطوالبة مدير الأمن العام ونحن واثقون بأنه سيتعاطف مع هذا الشاب لأن هناك حالات إنسانية فوق القانون ولأن هناك العديد من الناس المظلومين الذين يرتكبون أخطاء غير مقصودة ويحاسبون عليها لكن أن يظلوا يدفعوا الثمن طول عمرهم فهذه مسألة غير مقبولة وغير إنسانية أبدا.
نتمنى أن يعطى هذا الشاب الفرصة الأولى في حياته وسيثبت للجميع بأنه قادر على تحمل المسؤولية وسيكون من خيرة أبناء جهاز الأمن العام وإذا لم يكن كذلك عندها يجب أن يدفع الثمن ولن يدافع عنه أحد لأنه الآن يعي أفعاله وأي عمل يمكن أن يقوم به.
مرة أخرى نضع قضية هذا الشاب بين يدي مدير الأمن العام ونتمنى أن تنال الاهتمام الذي تستحق لأنها أولا وأخيرا قضية إنسانية بامتياز واسم الشاب المذكور موجود لدينا.