اخبار البلد- رائدة الشلالفة - وصف الاردنيون ولادة فريق حكومة البخيت الذي تم الاعلان عنها يوم أمس بأنه ترجمة للقول المأثور (تمخض الجبل فولد فأرا) وذلك في ترجمة للخيبة التي استشعروها امام اعلان الاسماء التي شكلت الفريق الحكومي للرئيس البخيت.
وقد عادت الذاكرة بالاردنيين مساء امس باعلان اسماء حكومة البخيت، اعادت ما عايشوه عقب تشكيل سمير الرفاعي لحكومته، وكيف تداول الاردنيون الرسائل فيما بينهم والتي حملت جملة واحدة كانت تماما في محلها والقائلة بـ عظّم الله اجركم .
فبين عظّم الله اجركم وبين تمخّض الجبل فولد فأرا ، وبعد عمليات شد وجذب بين الشارع الاردني الرافض للشكل الحكومي الراحل لحكومة الرفاعي، وبعد مشاورات حثيثة ومكثفة للرئيس البخيت مع اطياف الشارع السياسي الاردني، خرجت التشكيلة الحكومية بأقل مما ينتظره ويتوقعه الاردنيون، بل اتخذت هذه الحكومة ثوب الاسترضاء فحسب ولم تبتعد كثيرا عن المطلب الفج المطالب بحكومة انقاذ وطني كان قد نادى بها مستوزرون !
فقد جاءت الحكومة الجديدة بثوب وهيئة رأى فيها الاردنيون حسب رصد "جراسا نيوز" لردود فعل الاردنيين، بأنه ثوب لن يسمن ولن يغني من جوع، حيث راهن الشارع الاردني على حكومة مغايرة في شخوصها ومضامينها عن سابقاتها من الحكومات المتعاقبة التي خلّفت إرثا عقيما من المديونية والعجز والتردي الاقتصادي .
ففي الوقت الذي ثمّن مراقبون تحركات البخيت التي سبقت اعلان الحكومة من مشاورات اخذت طابع التشاركية، فوجئوا كما غيرهم بتشكيلة حكومية اقل ما يصفها بأنها حكومة هزيلة وبائسة، خالفت وبشكل صارخ مقولة الرجل المناسب في المكان المناسب.
فمن وزير كان يرأس احد الاحزاب التي توصف بأنها احزاب لا مقار او جمهور لها ليترأس احد اهم الوزارات الخدماتية الغارقة بالترهل الاداري والمالي وهي وزارة البلديات، وحيث المهام الغاية في الحساسية مع قرار حل البلديات المزمع بعد شهر، الامر الذي يتطلب وزيرا قريبا من العمل البلدي وعلى اطلاع بما تعانيه وتشهده البلديات من معضلات ومشكلات متفاقمة إرتدادا للعجز الشمولي لصناديق بلديات المملكة وحالات الفساد فيها.
الى جانب تعامل الرئيس البخيت مع وزارة الثقافة بوصفها وزارة "إكسسوار" وتعيين الكاتب الصحفي طارق مصاروة وزيرا لها، مع دعاؤنا بالعمر الطويل للسيد مصاروة لكنها جداً بعيد عن الدماء الشابة عن الوزير الذي ناهز السبعبن بعيدا ايضا عن الدماء الشابة التي يتطلبها المشهد الثقافي الاردني المنحصر بين المطبوعات الثقافية وكارثة اضمحلال مهرجان جرش الى اللاشيء وتغييبه كعنوان بارز عن المهرجانات الثقافية والفنية العربية، بالاشارة ايضا الى وصف الوزير مصاروة وامين عام الوزارة جريس سماوي يدينان بالمسيحية التي نحترم الا ان طابع الثقافة الاردنية الاسلامية يحتاج حقيقة الى وقفة، مثلما تحتاج الكثير من القضايا المسكوت عنها في وزارة الثقافة من مشاريع المدن الثقافية التي اثبتت فشلها، وكذلك مشروع التفرغ الابداعي وما يرافقه من محسوبيات وشللية لن يقوى مصاروة على معالجتها وهو البعيد كلية عن المشهد الثقافي الاردني .
وتجيء السيدة سلوى الضامن في ارث نسائي لوزارة التنمية الاجتماعية في رهان خارج الرهان اذا ما نظرنا الى الحجم الكبير لمهام الوزارة وما تعانيه من اشكالات في آليات عملها عبر صندوق المعونة الوطنية، فقد غيّب البخيت اصحاب الخبرات التنموية الاجتماعية عن هذه الوزارة، في حين ينتظر الشارع الاردني ما ستتمخض عنه وزارة سمير حباشنة للزراعة والتي تسيدت ابان حكومة سمير الرفاعي قائمة وزارات الازمات وما تحتاجه هذه الوزارة من اختزال لخبرات وزرائها السابقين في انتشال الواقع الزراعي من ازماته وليكون قطاعا دافعا لاقتصادنا الوطني لا الاسرائيلي الذي يحاول تجيير الاسواق الاردنية لصالح منتجاته !!
ونتحفظ عن قراءة واقع حيتان الحكومات المتعاقبة والمرتبطين بالسياسية الاردنية الداخلية والخارجية بما فيها توصيات صندوق النقد الدولي وبقاء وزير المالية محمد ابو حمور الى بقاء ناصر جودة وزيرا للخارجية الاردنية وكذلك الامر بوزارة د. خالد طوقان للطاقة والثروة المعدنية وما خفي في كواليسها !!
اما وزير التربية والتعليم تيسير النعيمي فقد اعادت عملية توزيره مجددا جملة من التساؤلات وهو الذي خرج من الوزارة مع مقدم حكومة سمير الرفاعي الاولى باجواء مفعمة بالتساؤلات والتحفظات وعقب جملة من الرواسب الادارية والمالية والتي زاد بلل طينها وحلا الوزير السابق ابراهيم بدران الذي فتح حربا مع المعلمين ولاذ بالفرار، فهل سينجح الوزير النعيمي في درء هبّة المعلمين واحتواء اكبر واهم وزارتنا ؟؟
اما وزير الصحة ياسين الحسبان عافاه الله من مرض انفلونزا الخنازير فاننا نتساءل هل سينجح في التعاطي مع الاعلام وعدم حجب المعلومات عنه، وما هي خططه بشأن الكميات الهائلة وغير المعلن عنها للقاح انفلونزا الخنازير الذي كلف الخزينة الملايين ويقبع الان في مستودعات وزارة الصحة، الى جانب ما يلقى على عاتقه من مسؤوليات تتطلب رفع مستوى الخدمة في قطاع مستشفيات الوزارة البائس بامتياز !!
وأمام الوزير حسين مجلي المشهود له بالحنكة والديبلوماسية والصفحة البيضاء فاننا نتمنى له رياحا هادئة مع تيار القضاة وقانون القضاء ورسم سياسات مبشّرة تستطيع التعامل والفصل بحنكة بين وزارة العدل والمجلس القضائي الاعلى دون ان تكون هذه السياسات على حساب اي طرف منهما !!
وبين متسولي الطرقات والارصفة في عموم مدن ومحافظات المملكة، والذين فشلت ازاءهم وزارة التنمية الاجتماعية في الحد من وجودهم، وبين صندوق المعونة وصرف اموال الصندوق لغير منتفعيها يجيء مدير الصندوق محمود الكفاوين وزيرا للعمل والذي نخشى ان يتعامل مع وزارته ومهامها كمن يتعامل مع المتعاطين والمتسولين لاموال الصندوق، خاصة اذا التفتنا جيدا الى حجم البطالة التي تغولت بين صفوف قطاع الشباب الاردني ، مع ضرورة ايجاد افضل السبل لتوظيف مقدرات الدولة ووزاراتها لصالح دفع عجلة الوزارة للقيام بواجباتها والتخلص من سياسات المشاريع القائمة على القروض والمنح التي لم يقطف ثمارها الاردنيون حتى الان !
اما الوزير جعفر حسان وزير للتخطيط والتعاون الدولي فآمال الاردنيين معقودة على عاتقة للتخلص من سيناريوهات بائسة تقول بارتفاع نسبة النمو الاقتصادي خلافا لواقع الحال، حيث تعد هذه الوزارة المغيبة عن الاعلام وعن الشارع الاردني من اهم الوزارت السيادية تبعا للمهام المناطة بها بعلاقات الاردن ماليا واستراتيجيا مع الدول الشقيقة والصديقة، آملين بذات السياق ان يكون تخطيطه عمليا وليس على ورق باستخدام ادوات الهندسة والفرجار !
ومن اجل مياه وافرة بعيدا عن الاسطوانة المشروخة بمسألة شحّ المياه، فاننا نطالب الوزير النجار ان يحمل المنشار جيدا ليفصل بين حدود مياهنا الاقليمية والمياه التي تذهب سرقة واستيلاء من قبل الدولة الصهيونية السارقة الاولى للمياه العربية،وان يلتفت جيدا لمزارع الجنوب التي قام احد المتنفذين بسحب كامل حصص مناطق الكرك لصالح مزرعة الثوم العائدة له، ليشرب ثومة ارتواء على حساب الكركيين، مع الاشارة الى مطالبة جموع الاردنيين لافرازات مشروع جر مياه الديسي بعيدا عن حالة الجدل التي رافقته بين حجم قطر الانابيب الناقلة للمياه وبين قبة البرلمان الماضي، فقد آن للاردنيين ان ينعموا بخيراتهم ومياههم .
ولعل الحراك الملكي السامي الذي نشط بصورة ملحوظة في الآونة الاخيرة بزيارات جلالته لكافة مناطق وقرى المملكة يحمل اكثر من رسالة، حيث يتوجب على البخيت وجوقته عبر فريقه الحكومي الذي يقف على (كف عفريت) الشارع الاردني بان يلتقطوا الرسالة الملكية التي ستجبره اجبارا وليس طواعيا فحسب على الاقتداء بها والامتثال لها والقائلة بحاجتنا كأردن واردنيين الى وزراء ميدان لا وزراء المكاتب المخملية وادرات التحكم عن بعد عبر الخلويات والفاكسات التي جعلت من وزراء الحكومات السابقة اخر من يعلم بما يدور في ردهات وزاراتهم ومعاناة الاردنيين في عقر دارهم !!