اخبار البلد : استقال الرئيس حسني مبارك من رئاسة الحزب الوطني الحاكم في مصر، كما أقصى الحزب نجله جمال مبارك من رئاسة لجنة السياسات، وصفوت الشريف من أمين عام الحزب، في تطور مثير يكشف عن حجم الزلزال الذي أحدثه الشباب المعتصم في ميدان التحرير، على مستوى أعلى هرم الحزب الماسك بزمام الدولة في مصر.
- أحلام جمال مبارك تتبخر
-
وقال التلفزيون المصري، إن حسام بدراوي حل محل صفوت الشريف وجمال مبارك، في منصب الأمين العام وكذا رئاسة أمانة لجنة السياسات، كما أعلن حل الهيئة المديرة للحزب، ممثلة في المكتب السياسي، في محاولة يائسة لإخماد ثورة الشباب المنتفض، الذي شل الحياة السياسية والاقتصادية في مصر، غير أن هذا المستجد يبدو أنه لم يؤثر في عزم المحتجين على مواصلة مظاهراتهم إلى غاية تخلي مبارك نهائيا عن الرئاسة، وحل الحزب الوطني الحاكم.
-
مبارك يفقد سطوته على الحزب والدولة
-
وقال متابعون للشأن السياسي في مصر، لقناة الـ "بي بي سي" الفضائية، إن استقالة حسني مبارك وإقصاء نجله جمال ومعه صفوت الشريف، من الحزب الحاكم، يكشف عن حالة التضعضع التي تعيشها عائلة الرئيس، ومدى تراجع سطوتها على شؤون الحزب والدولة معا، ما يعني أن أيام، إن لم تكن ساعات، مبارك على رأس الدولة، صارت معدودة.
-
وتبدو الثورة المصرية وكأنها تسير على نفس خطى الثورة التونسية، التي انتهت بهروب الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، وطرد رموز نظامه من السلطة في تونس، فبعد إعلان مبارك نيته في الاستقالة من رئاسة الدولة لمحطة "آي بي سي" التلفزيونية، جاء إعلان استقالته من الحزب الحاكم.
-
البرد والمطر لم يفرقا المتظاهرين
-
إلى ذلك، تواصل اعتصام المتظاهرين في ميدان التحرير بالقاهرة لليوم الثاني عشر على التوالي، وقدر عدد المحتشدين بمئات الآلاف من المتظاهرين المطالبين برحيل النظام المصري وعلى رأسه محمد حسني مبارك. ولم يفد تساقط المطر ولا مناشدات لجنة الحكماء وقادة الجيش لصالح الحكومة، التي تأمل في أن يؤثر عامل الوقت على معنويات المتظاهرين.
-
53 جريحا في اعتداءات جديدة لـ "البلطجية"
-
ولم يهضم فلول نظام مبارك النجاح الكبير الذي حققته "جمعة الرحيل"، التي دعت إليها المعارضة واستجاب لها الملايين من المصريين، وقالت مصادر أمنية لوكالة رويترز إن 53 شخصا أصيبوا في اشتباك بين مطالبين بإنهاء حكم الرئيس المصري حسني مبارك ومؤيدين له على طريق سريع في محافظة القليوبية التي تقع شمال القاهرة.
-
وذكرت الوكالة إن المناوئين لمبارك كانوا متوجهين ليل الجمعة للانضمام إلى المحتجين على مبارك المعتصمين في ميدان التحرير بالقاهرة وأن المؤيدين لمبارك حاولوا منعهم مما أدى لتبادل الرشق بالحجارة على طريق السريع ما تسبب في وقوع جرحى، فيما أكد المصدر أن شخصا طعن بسكين حتى الموت في نقطة تفتيش أهلية على الطريق بعد جدال بينه وبين لجنة شعبية في النقطة.
-
"مش حنمشي هو حيمشي"
-
وأمام استمرار المظاهرات المطالبة برحيل مبارك، انتقل ضباط من الجيش إلى ميدان التحرير وكان على رأسهم رئيس المنطقة المركزية في الجيش اللواء حسن الرويني، وانفردوا بمجموعات من المحتجين في محاولة منهم لصرفهم من الاحتجاج ودعوتهم للعودة إلى منازلهم، غير أن المحتجين رفضوا أية مساومة وردوا عليهم بالقول "ميش هنمشي هو هيمشي"، و"الميدان بيتنا"، في إشارة إلى أن تركهم لميدان التحرير مرهون بذهاب مبارك من سدة الحكم.
-
وتأكيدا على ثبات موقف المحتجين، قال جورج إسحاق الناطق باسم حركة كفاية في اتصال مع قناة الجزيرة من قلب ميدان التحرير، إن المتظاهرين قرروا الاعتصام إلى غاية سقوط مبارك مع تنظيم مسيرات مليونية أيام الأحد (اليوم) والثلاثاء والجمعة، ورد على رئيس الوزراء الذي قال في تصريح لـ "بي بي سي" إن عدد المتظاهرين في تناقص من يوم لآخر، قال "هو يسطح الأمور، ويعتقد أننا في نزهة.. الشباب قرروا إسقاط مبارك وسيسقط".
-
عمر سليمان يتعرض لمحاولة اغتيال
-
ونقلت شبكة فوكس نيوز الأمريكية عن مصادر مسؤولة بالبيت الأبيض قوله إن نائب الرئيس المصري، عمر سليمان، تعرض لمحاولة اغتيال منذ توليه هذا المنصب الجمعة قبل الماضي، وأكدت وسائل إعلام أمريكية مقتل اثنين من حراسه الشخصيين، في حين نفى مصدر أمني مصري رفيع، لم يكشف عن هويته أمس، أن يكون عمر سليمان قد تعرض لأية محاولة اغتيال. وتعليقا على ذلك، قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إن التقارير عن محاولة اغتيال نائب الرئيس المصري تضع التحديات الناجمة عن الأزمة بين الحكومة والمحتجين في حالة "استغاثة عاجلة".
-
رام الله تتمرد على عباس وتساند المحتجين
-
وتظاهر مئات الفلسطينيين وسط مدينة رام الله في الضفة الغربية تضامنا مع الشعب المصري، وردد المشاركون الذين رفعوا الاعلام المصرية والفلسطينية وصور الزعيم المصري الراحل جمال عبد الناصر. وقالت رويترز إن المتظاهرين رددوا هتافات كتلك التي يرددها المشاركون في المسيرات التي تنظم في المدن المصرية، على غرار "نريد إسقاط النظام" وأخرى وجهوا فيها التحية إلى الشباب المعتصمين في ميدان التحرير وسط القاهرة "تحية من فلسطين للشباب المعتصمين في ميدان التحرير" و"تحية من رام الله لمصر الأبية"، وأحرق المتظاهرون الذين رددوا هتافات ضد الولايات المتحدة الامريكية وضد الرئيس المصري حسنى مبارك العلم الامريكي.
-
الفقي: الحزب الحاكم وراء اشتباكات ميدان التحرير
-
إلى ذلك قال مصطفى الفقي، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب المصري، إن الاشتباكات التي وقعت بين مؤيدى ومعارضي الرئيس مبارك في ميدان التحرير يقف وراءها رجال الأعمال بالحزب الوطني، وقال في تصريحات أوردتها صحيفة الشروق المصرية: "هما متصورين أنهم بيخدموا النظام ولكن الحقيقة أنهم بيخدموا أنفسهم أولا". واتهم الفقي جهات مسؤولة بتهريب المساجين الذين روعوا المجتمع وقال الفقي إن وزارة الداخلية رأت أن اندلاع اشتباكات بين المتظاهرين سيكون أفضل من اندلاع اشتباكات مع الدولة.
-
صحيفة الغارديان: ثروة مبارك 70 مليار دولار
-
قالت صحيفة الغارديان البريطانية إن ثروة الرئيس المصري حسني مبارك وعائلته تتراوح بين 40 و70 مليار دولار، وأوضحت أن هذه الثروة موزعة ما بين أرصدة في بنوك سويسرية وبريطانية، وعقارات في بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية ومصر.
-
ونقلت الصحيفة عن الخبير في سياسات الشرق الأوسط البروفيسور كريستوفر ديفدسون من جامعة دورهام البريطانية، أن مبارك وزوجته ونجليه جمال وعلاء، تمكنوا من جمع هذه الثروة، بفضل مسؤوليات مبارك في هرم الدولة بصفته كان مسؤولا بارزا في الجيش قبل أن يصل إلى الرئاسة ويبقى فيها لمدة ثلاثين سنة.