المعلم الممارس .. ورؤية وزارة التربية والتعليم .

المعلم الممارس .. ورؤية وزارة التربية والتعليم .
أخبار البلد -  

الكاتب : فيصل تايه

عندما يتبنى معالي وزير التربية والتعليم الدكتور محمد الذنيبات مفهوم المعلم الممارس كان يمتلك القناعة التامة ان المعلم هو عماد النظام التربوي وان الإصلاح يجب أن يبدأ به لان أيه محاولات اصلاحيه لا تبنى إلا بمقاربة التعليم بالكفاءات التعليمية والتي تنسجم مع الأهداف المرجوة ما يؤسس لتوجه تكويني مهني جديد يهدف إلى بناء وتطوير مجموعة من الكفاءات المهنية التي تعزز دور المعلم وتنمي قدراته والتي ستقوده نحو ممارسات مهنية حقيقية ناجعة ومتطورة تعمل على تحقق النتائج المأمله .. فنحن نستهدف في ذلك فئة معينة بحد ذاتها دورها التربوي منصب نحو الوصول الى منتج نوعي ضمن رؤية وزارة التربية والتعليم ورسالتها تحديداً .. وبذلك نحد من تغول بعض الفئات التي حسبت على المهنة والتي تحمل المسمى دون أن تعمل به .

وإزاء ما يموج به العالم من تغييرات جذرية في المفاهيم والرؤى والمضامين يجد المعلمون أنفسهم – شأنهم في ذلك شأن معظم أرباب المهن الأخرى – مضطرين إلى الاعتراف بحقهم في ممارسة مهنتهم وتحديث واستيفاء معارفهم ومهاراتهم ، للحد من تعدي الآخرين على حقوقهم المشروعة .. فالعملية التعليمية مهما كان نمطها هي رسالة .. وعمليه تفاعليه تشارك فيها كل مكونات الكائن الجسدية والانفعالية والعقلية والاجتماعية تسهم في بناء الإنسان .. لذلك فمن الضرورة بمكان تدعيم دور ربانها بوسائط تمكنه من الإعلان عن نفسه ومعرفه دوره الحقيقي الذي يمكنه من أداء رسالته بكل همه ومسؤولية .

إن توصيف الوظائف الإنسانية اوالوظيفة التربوية ومنها وظيفة المعلم ، أصبح ضرورة حتمية .. فعالم التربية والتعليم يعيش تطورا سريعا ومتزايدا يدخل في أنماط تسييرية وتقويمية جديدة مهملة أو غير مطبقة من طرف العديد من الجهات والمنظمات التربوية التي تتبنى فكر منظم ومعاصر .ما يحتاج الى وصف واضح لمهنة التعليم لتتمكن من القيام بالدور الحقيقي المطلوب منها تحقيقه .. فالأنظمة التربوية تتجه بتسارع نحو الديمقراطية وتربط بين التربية والقطاعات الأخرى الاقتصادية والاجتماعية، بالتركيز على ادوار الجماعات والشراكة فيما بينها وهذا من اجل إثارة تعاون حقيقي يقوده المعلم الممارس بين المدرسة ومنظمات وهيئات المجتمع لإيجاد تشاركيه تكاملية ضمن اكبر تحدي يواجهها في عصر العولمة والاقتصاد القائم على المعرفة .
في هذا السياق العالمي الجديد، ورهانات الغد والمستقبل ما يرفع التحدي لانطلاقة اقتصادية صحية ومدروسة ودقيقة وتحرير المدرسة من الأنماط التقليدية نحو أفق ومنحى جديد يسعى لتفعيل وتطوير النظام التربوي ومن اجل نوعية وجودة شاملة ليتوسد لدى الجميع القناعة التامة اننا بحاجة ماسة لمعلم ممارس لدورة الريادي الطليعي يؤدي رسالته.. ويقوم بواجبه في مكانه المعروف وفي بيئته التربوية الحقيقية .

ان التوجهات التي من شانها أن تنهض بنوعية التربية والتعليم ، والتي تعتمد على توجيه عملية التعليم والتعلم نحو إكساب المعلم طرائق عمل متجددة وتزود المتعلم بمسالك ذهنية ومعرفية متطورة ، وتشجيع المبادرات على نحو يتيح لجميع المتعلمين النمو في فاعليتهم الذاتية والاجتماعية، تحقيقا لمبدأ العدل والمساواة الاجتماعية ما يتطلب وجود معلم مطبق ممارس لأنظمة تربوية متجددة .. يتفاعل بها مع طلبته .. لا من وراء مكاتب إدارية مسارها الوظيفي مختلف بعيدا عن الرسالة الإنسانية التي تلامس الفئة المستهدفة التي وجدنا جميعا من اجل خدمتها .

دعونا نقول أن متابعة ذلك المنتج التعلمي النوعي الذي نسعى جميعا لتحقيقه يستلزم وجود معلم يمارس مهنة التعليم ، بحيث ان هذا الأخير له ملامح وسمات تتسم بوجود مواصفات واضحة كي يستجيب للمعايير التربوية بحيث يكون قادرا من خلالها على تطور للمعارف بإعادة نظمها وتركيبها وإعادة النظر في التمثلات وبنائها .. وتحديدا للأهداف ثم توجيها ثم تقويمها .. والالتفات الى المهارات الذاتية والتطوير المهني وتعزيز قدراته وزيادة مخزونه المعرفي ومن ثم تطبيقها تطبيقا ممنهجا ومبرمجا داخل عالمة المتمثل في غرفة الصف .

لذلك فإننا نحتاج إلى الكفاءات التي تبين بان المهنية عند المعلم لا تتميز فقط بالتحكم في المعارف المختلفة، بل التحكم كذلك في مخططات ذهنية تسمح له بتجنيد معارفه في وضعية تربوية صرفة ، ولا ننسى أهمية الاتجاهات الايجابية الضرورية للمهنة التي اكتسبها من خلال خبراته التدريسية ووقوفه اليومي أمام طلبته .

ان التوجهات التي من شانها تعريف المعلم الممارس، تتطلب وصفا واضحا ليصبح التعريف بهذا المعنى ينحو منحى إعادة الترتيب وتفكيك البنية القائمة في البناء الهيكلي وذلك بخلق وضعيات معرفية ومهارية مستندة على اطر نظرية، لإعادة بناء تصورات جديدة تخلق كوادر مدربة ومتمكنة من الوقوف في غرفة الدرس تحقيقا لما سبق وذكر .

وأخيرا فلنؤكد أن المنظومة التربوية بحاجة الى هذا التوجه وان كفاءات المعلمين ومؤهلاتهم وممارساتهم المهنية تشكل تأكيدا على ذلك ضمانا لمهنية العمل وتسمية واضحة وصريحة توصيفا لصاحب العمل التربوي الحقيقي داخل غرفة الصف وبين طلبته الذي أحبهم وأحبوه .

مع تحياتي
فيصل تايه
شريط الأخبار الأردن يرحب بقرار إلغاء العقوبات المفروضة على سوريا بموجب قانون قيصر وفيات الجمعة 19 - 12 - 2025 الاتحاد الأردني لكرة القدم يعلن موعد عودة النشامى إلى عمان الذهب يسجّل أعلى مستوى له في التاريخ الأمن العام: خذوا تحذيراتنا على محمل الجد... الشموسة أداة قتل أجواء باردة في أغلب المناطق.. وتحذيرات من تدني مدى الرؤية الأفقية البوتاس العربية" تهنّئ المنتخب الوطني لكرة القدم بحصوله على لقب وصيف كأس العرب الملكة تشكر النشامى.. "أداء مميز طوال البطولة" الملك يشكر النشامى.. "رفعتوا راسنا" «لدورهم في 7 أكتوبر»... تحركات إسرائيلية لإعدام 100 من عناصر «القسام» وزير التربية: إرسال مسودة قانون وزارة التعليم وتنمية الموارد البشرية لمجلس النواب الشهر المقبل المنتخب الوطني وصيفا في كأس العرب بعد مشوار تاريخي دور شراب الشعير في علاج حرقة البول مجمع الضليل الصناعي خبران هامان عن الشقاق وحمد بورصة عمان تغلق على ارتفاع بنسبة 0.56 % الأردن على موعد مع الانقلاب الشتوي الأحد المقبل وزير المالية: النظر في رفع الرواتب خلال موازنة 2027 صوت الأردن عمر العبداللات يمثل الأردن في ختام بطولة كأس العرب 2025 "شركة التجمعات الاستثمارية" لغز الاقالة سيعيد الشركة للمربع الأول مبادرة "هَدبتلّي" تصنع الفرح في الشارع الأردني وبين الجمهور والنوايسة: الشماغ رمز أصيل للهوية الوطنية يعكس لباسه معاني الشموخ