علي السنيد يكتب : يحدث في غرفة الإنعاش في المدينة الطبية

علي السنيد يكتب : يحدث في غرفة الإنعاش في المدينة الطبية
أخبار البلد -  

 

أخبار البلد - أسفت والله  من كل قلبي وأنا اشهد عن قرب سلوك وتصرفات بعض موظفي غرفة الإنعاش(1) في مدينة الحسين الطبية الاستفزازية، وهم يعاملون أهالي المرضى المكلومين بطريقة لا إنسانية، لتصل حد الصراخ عليهم، وإخراجهم من الغرف بطريقة بدائية مع غياب كامل لكافة ألفاظ اللباقة، والاحترام التي تصلح للتعامل مع الناس. فقد رأيت مشهدا مقرفا لطبيبة تصرخ على زوار احد المرضى وكانوا تجمعوا حوله وهو في حالة حرجة بقولها " اطلعوا بره وخذوا مريضكم معكم"،  وتسمع بين الفينة والأخرى الصرخات تتعالى "طلعوهم بره"، وتتواصل الأوامر من الجميع، فالكل همه إشعار الزوار بقدرته على التحكم فيهم، وموظفات على الأبواب يسلكن ذات السلوك، ويعلو صراخهن على الزوار الذين هم فعليا يقومون بإلقاء النظرة الأخيرة على مرضى كثيرون منهم في حالة غيبوبة، واحتضار، وكان من الممكن أن يحدث التنظيم بطريقة لائقة، وليس وكأننا في سوق خضرة.

والغريب أن هنالك تعليمات مكتوبة على جدار قاعة الجلوس تنص على أن ( الزيارة تبدأ منذ  الساعة الثانية عشرة، وحتى السادسة مساءا)، إلا أن أهالي المرضى يشعرون بالإحراج إذ يتم الصراخ على الزوار والأقارب طالبين منهم بهذه الطريقة الخروج من الغرفة دون مراعاة لطبيعة الزيارة الخاصة بهذه الغرفة والتي تقتضي إتباع  أعلى درجات الإنسانية كون الزوار هم أبناء وبنات وأقارب المرضى الذين يمرون بظروف صحية حرجة.

وهذه التصرفات – التي تسيء للجهود الكبيرة التي يبذلها أطباء، وكوادر المدينة الطبية،  والمهنية العالية التي يتمتعون بها في رعاية المرضى- قد تصلح للتعامل مع سجناء أو أناس مسلوبي الكرامة، ولكنها حتما لا تليق بالأردنيين، ذلك أن هذا يقع في يتناقض مع ما يستحقه الأهالي المكلومين على أعزائهم في ردهات غرف طبية يجب أن تتنزل فيها السكينة والرحمة، فهل يعقل أن يتعرض الزائر إلى ما يشبه الطرد، ومطالبته  من خلال الصراخ بمغادرة غرفة الانعاش، وكأن كل كلمات اللغة العربية غدت قاحلة للتعامل الإنساني مع مثل هذه الحالات ، وهم يضنون على الأردني بمجرد الاحترام.

 هذا الكائن الذي أصبح بعرف الموظفين العموميين وكأنه مطارد بالسلطة، والكل يسعى لإغضابه، واستفزازه، ويتبارون لتعكير صفوه في كل المؤسسات هو ذاته الذي يستحق المعاملة الفضلى كونه دافع الضرائب التي يذهب جلها على شكل رواتب لهؤلاء الموظفين ممن يتهربون من أداء الخدمة بشكلها الحديث، والتي يجب ان تكون مترافقة مع أعلى درجات السلوك الوظيفي المهذب، ولا ادري لماذا يترك الأردني ليصبح تحت سطوة موظفين لا رحمة في قلوبهم، وأين تغيب الإدارات عن مراقبة سلوك مثل هؤلاء الذين يزيدون من نسبة الاحتقان الشعبي، والغضب الذي بات يملئ قلوب الأردنيين.

موظفون لا رحمة عندهم، ولا يراعون أحوال الناس حتى في مثل هذه الظروف، ولا شك أنهم يؤذون الوطن، والأجدى محاسبتهم على سوء سلوكهم الوظيفي، وصدقوني أن التعذيب الذي طال طفلا صغيرا في احدى المدارس الحكومية عندنا هو عينه الذي يتعرض له الأردنيون عموما – إذا كان احدهم بلا واسطة- ويؤدي إلى ترسيخ قاعدة القهر، والمقت في النفوس، ويجب التنبه إلى خطورة سوء المعاملة التي يتعرض لها الأردنيون في المؤسسات العامة فثورة تونس أضرمت نارها تصرفات حمقاء لموظفة بسيطة في الأمن العام، وأدت إلى تقويض النظام بأكمله.

وعلى الإدارات في مدينة الحسين الطبية إن تخرج إلى الواقع لترى ما الذي يجري ، وكي تعيد ضبط الخدمة العامة بما يليق بالمواطن الأردني الذي هو صنو الكرامة إن كانت لا تعلم.

تصرفات مخجلة تحدث في الدوائر والمؤسسات العامة، ويتم التعامل مع المواطن بلا احترام، وكأن الأردني بلا واسطة هو أردني بلا كرامة، ولا ادري ما الضير في أن يشعر المواطن انه مرتاح، وان كرامته محفوظة فوق ترابه الوطني.

ندعي أننا مجتمع مسلم، ونحن نخلوا من الرأفة والرحمة حتى في التعامل مع المرضى وأهاليهم في أماكن يفترض فيها أن تكون موئل الإنسانية الأول، ومجتمعات كثيرة في هذه الدنيا ارتقت في إنسانيتها، وأصبح مواطنوها أكثر أمانا من التعسف في استخدام السلطة، فهل يعقل أن طبيبة تصرخ بمرافقي احد مرضى غرفة العناية الحثيثة في المدينة الطبية بالمغادرة، وعندما لم يمتثلوا لأوامرها تقول لهم خذوا مريضكم "واطلعوا بره"، وهو في حالة حرجة، وقد أحاطوه بقراءة القرآن، والبكاء، وماذا لو كان هناك احد هواة التصوير، وسجل الحادثة على جواله، وتم عرضها على اليوتيوب عندها تحدث الفضيحة، وتصبح سمعة المؤسسة الطبية الأولى في الأردن مهددة، وننبري للشجب والإدانة للتصرفات الفردية غير المسؤولة.


 

شريط الأخبار هيئة الطيران المدني: لا تغيير على حركة الطيران بين عمّان وبيروت وزير الشباب الشديفات يلتقي الوزير الأسبق النابلسي البقاعي رئيسا لمجلس إدارة شركة مصفاة البترول الأردنية وزارة "الاقتصاد الرقمي" حائرة بين 079 و077: من الهناندة إلى السميرات! مقال محير يعيد ظهور الباشا حسين الحواتمة الى المشهد.. ما القصة البنك المركزي الأردني يقرر تخفيض أسعار الفائدة 50 نقطة أساس وصول طواقم المستشفى الميداني الأردني نابلس/4 استقاله علاء البطاينة من مجلس أدارة البنك العربي طقس بارد نسبياً ليلاً وفي الصباح الباكر مع ظهور السحب المنخفضة في عطلة نهاية الأسبوع التعليم العالي: نتائج القبول الموحد نهاية الشهر الحالي الحكومة تطفي ديونا بقيمة 2.425 مليار دينار منذ بداية العام الملخص اليومي لحجم تداول الاسهم في بورصة عمان لجلسة اليوم الخميس ما قصة حركات بيع وشراء اسهم الاردنية لانتاج الادوية بين اعضاء مجلس الادارة ؟! الوزير خالد البكار.. "تقدم" نحو لقب "معالي" هل باع محمد المومني ميثاق من أجل لقب "معالي"؟! البنك الأردني الكويتي وجامعة عمان الأهلية يبحثان سبل تعزيز التعاون بينهما من مدير الضريبة الى شركات السجائر مستشفى الاستقلال يحتفل بيوم التغيير الحادي عشر برعاية مجلس اعتماد المؤسسات الصحية عثروا على رأسها في كيس أسود.. تفاصيل جديدة مثيرة عن جريمة طحن ملكة جمال سويسرا بالخلاط قرار الفيدرالي في اجتماع أيلول خفض الفائدة بعد 8 اجتماعات بالتثييت