دعت منظمات سورية سياسيّة وحقوقيّة إلى تجمعات جماهيرية احتجاجية في العاصمة دمشق وفي حلب ثاني أكبر مدن البلاد يوم السبت الخامس من الشهر المقبل فيما شهدت مدينة الرقة السورية تظاهرة احتجاج على قتل السلطات لجنديين كرديين في الجيش السوري.
اخبار البلد- أعلن التيار الإسلامي الديمقراطي المستقل في سوريا احد مكونات تحالف إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي تنظيم احتجاج "عارم وكبير" أمام مقر مجلس الشعب (البرلمان) في دمشق يوم السبت الخامس من الشهر المقبل.
وقال التيار "نحذر النظام السوري من مغبة الاستمرار بالقمع واعتقال الأحرار ونفي الشرفاء وتسليط الحاشية والأقرباء على مقدرات البلاد ومواردها وأهمها شركتي الاتصال الخلوي وعليه أن يتخذ فوراً قرارات حاسمة وقبل الاحتجاج الجماهيري الكبير الذي سيجري أمام مجلس الشعب في دمشق".
واضاف التيار في بيان من دمشق وصل "ايلاف" نسخة منه اليوم "نخاطب شعبنا أخيراً مرددين: إن نفسا ترضي الإسلام دينا ثم لا ترضى بعده أن تستكينا وستبقى من عداد المسلمين الشرفاء". وشدد التيار بالقول "نعلن للملأ كافة بكل فخر وإباء إن سوريا لن تكون إلا لكل أبنائها وطوائفها وأديانها وقوميتها."
وحول الاحتجاجات في مصر اشار الى ان مايجري هناك "ثورة شعبية عارمة وانتفاضة الهمم العالية من أبناء الشعب المصري العظيم يضحون بأرواحهم ويواجهون القمع والموت بصدور عارية من أجل أن تحيا مصر الشقيقة الكبرى حياة حرّة أبية ينتفي من حياتها الظلم والفساد والتسلط والمحسوبية". كما ظهرت دعوات انتشرت على صفحات شبكة الانترنيت موقعة باسم "اللجان الشعبية في محافظة حلب" تدعو لتجمع احتجاجي وسط المدينة الشمالية ثاني اكبر المدن السورية.
وفي نداء تم توزيعه عبر الشبكة العنكبونية قال "يا أبناء حلب الكرام إننا نتوجه لكم اليوم و بلدنا الحبيب وشعبنا الحبيب يمر بظروف غاية في الصعوبة، شعبنا الذي يعاني من عقود مضت التهميش والتفقير والاعتداء علي كرامتنا ومحاربة لقمة العيش آن لنا أن نقف جميعا صفا واحدا ضد الاضطهاد و التهميش والفساد الذي أصبح مستشري في كل دوائر الحكومة كما ليس جديدا ان نقول بان الفساد القضائي هو المنبع الاساس للظلم والتخلف الاقتصادي وهو المؤسس لجميع الويلات الإنسانية في وطننا الحبيب وان أي نظام او دين انما انتبذ نفسه لمعالجة هذه المشكلة بالذات وخصها بالجانب الكبير من تنظيراته فمن دون عدالة تنفرط جميع الامور ولا يبقى في الساحة غير حكم القوة ومنطقها المتعسف".
وأضاف "يا اهالي حلب الكرام لقد تعرضنا علي مدي عقود الي الظلم و التجاوزات التي كانت تمارسها أجهزة السلطة بمختلف تشكيلاتها و أسماءها لذلك حان الوقت لنا جميعا ان نقول كفي صمتا حان الوقت ان نقول كلمتنا موحدين لتصحيح أوضاع في المحافظة لذلك انتم مدعون معنا للوقفة السلمية في ساحة سعد الله الجابري وسط حلب في الخامس من الشهر المقبل للتعبير عن مطالبنا المشروعة وهي: تعين محافظ يكون من أبناء المحافظة والسماح بحرية التعبير عن الرأي عن طريق عودة المنتديات الاجتماعية و الثقافية والسياسية والاهتمام بالشباب عن طريق تطوير قدراتهم في مختلف المجالات لمواجهة التحديات المستقبلية القادمة ومكافحة الفقر والظواهر الغير أخلاقية في حلب والتي أصبحت تنتشر في كل مكان.. اضافة الى السماح بالحملات التطوعية لخدمة المجتمع و تطوير المحافظة في مختلف المجالات".
تظاهرة ليلية في الرقة احتجاجا على قتل كرديين
ومن جهة اخرى شهدت مدينة الرقة السورية تظاهرة ليلية "للتنديد بإقدام القوات السورية على قتل اثنين من أعضاء منظومة مجتمع غربي كردستان" كما اعلنت المنظومة. واضافت ان حركة الشبيبة الديمقراطية في مدينة الرقة السورية نظمت تظاهرية ليلية الأربعاء الماضي "للتنديد بإقدام القوات السورية على قتل اثنين من أعضاء منظومة مجتمع غربي كردستان هما "شورش و ماسيرو".
وقالت ان الشبان تظاهروا حاملين المشاعل ومنددين "بالسياسات الشوفينية والعنصرية للنظام من تجويع و ترهيب واعتقال وقتل.. كما نددوا بسياسة قتل المواطنين من الجنود الكرد وحملات الاعتقال و الترهيب التي تطال النشطاء السياسيين و الحقوقيين و بشكل خاص أعضاء و مؤيدي منظومة مجتمع غربي كردستان والتي باتت مستهدفة بشكل مباشر خلال الأعوام الأخيرة".
كما استنكر المتظاهرون "اعدام السلطات الإيرانية عضو حزب الحياة الحرة الكردستاني حسين خضري و حيوا انتفاضة الشعب الكردي في شمال كردستان". واشارت المنظومة الى ان الشبان جابوا الشوارع حاملين المشاعل ومرددين الشعارات التي تدين الفعل الإجرامي للقوات السورية بقتل الشهيدين"شورش و ماسيرو".
لجنة حقوقية تدعو لوقف ممارسات تعبث بمصير المواطنين
ودعت اللجنة السورية لحقوق الانسان السلطات السورية وقف ممارساتها " القمعية والتعسفية والعمل على احترام القوانين النافذة والحد من الصلاحيات الفوقية الواسعة الممنوحة لأجهزة الأمن التي تعبث بحياة المواطنين وأرزاقهم وسبل معيشتهم".
واشارت اللجنة الى ان المواطن عبد الكريم ضعون قد تعرض خلال السنوات الماضية للسجن بناء على تقرير كاذب زج به إثرها في السجن ثم نقل من مكان عمله في السلمية بمحافظة حماة إلى محافظة حمص ثم لم يلبث أن فصل من العمل وأحيل إلى المحكمة المسلكية بدمشق. واشارت الى انه بعد محاكمات طويلة تقرر اعادته إلى عمله لكن ما لبث أن عاد حتى فصل من عمله بناء على عدم موافقة شعبة الأمن السياسي المركزية بدمشق وهو بلا عمل حالياً مع انه يعيل أسرة كبيرة.
واعتبرت اللجنة "هذه الممارسات القمعية ومحاربة المواطنين في أرزاقهم بناء على مواقفهم من الحريات إيغالاً في الظلم والقمع والاستبداد".. وقالت ان أجهزة الأمن مسؤولة عما يحصل لكثير من المواطنين من مآسي ومعاناة لثنيهم عن مواقفهم من الحريات العامة والكشف عن حالة السجون الصحية كما هي حالة المواطن عبد الكريم ضعون.
وطالبت اللجنة السلطات السورية وفي مقدمتها الرئيس بشار الاسد "وقف هذه الممارسات القمعية والتعسفية الجائرة والعمل على احترام القوانين النافذة والحد من الصلاحيات الفوقية الواسعة الممنوحة لأجهزة الأمن التي تعبث بحياة المواطنين وأرزاقهم وسبل معيشتهم".
تشديد القيود على استخدام الانترنت
يذكر انه بعد نجاح الانتفاضة في تونس قامت السلطات السورية بمنع استخدام البرامج التي تسمح بالدخول على خاصية الدردشة عبر موقع فايسبوك من خلال الهواتف المحمولة مُشددة بذلك قيوداً اضافية مفروضة بالفعل على الانترنت. ولم يعد برنامجا نيمباز وإيبادي اللذين يستخدمان للسماح بالدخول إلى موقع الدردشة في فيسبوك وغيرهما من برامج الرسائل لم يعودا يعملان في سوريا.
وحكم حزب البعث سوريا منذ عام 1963. وحظر منذ ذلك الحين جميع أشكال المعارضة وفرض قانون طوارئ ما زال سارياً حتى اليوم. كما منعت صفحة فايسبوك الرئيسية هي الأخرى ولكن خوادم معروفة باسم بروكسيز تسمح للسوريين بالالتفاف على القيود. وزادت شعبية التعامل مع خاصية الدردشة عبر الهواتف المحمولة ولا سيما بين الشبان على حد قول المستخدمين. وقال مازن درويش رئيس المركز السوري للإعلام وحرية التعبير الذي أغلقته السلطات قبل ثلاثة أعوام "لا يوجد أي مؤشر إيجابي أنه بعد الثورة التونسية تم أي تغيير على سياسة الرقابة المحكمة في سوريا".
وبالكاد تطرقت وسائل الإعلام السورية الخاضعة لسيطرة الحكومة بالإطاحة بالرئيس زين العابدين بن علي.. فيما عزت صحيفة في دمشق سقوطه إلى مدى قربه من الغرب. ولكن السلطات السورية عدلت من سياساتها لتزيد الدعم للموظفين الحكوميين بعد الإطاحة ببن علي من السلطة في احتجاجات على الغلاء والبطالة والقمع الذي تمارسه الحكومة.
ولم ترد تعليقات من السلطات السورية على هذه التشديدات الشديدة لكن مسؤولين سوريين كانوا قالوا من قبل إن موقع فيسبوك الاجتماعي محظور لمنع "إسرائيل" من "اختراق الشباب السوري". وللرئيس السوري بشار الأسد الذي ساعد في نشر استخدام الانترنت في سوريا صفحة على فايسبوك. وقبل أن يخلف الرئيس والده قبل 11 عاماً كان اللقب الوحيد الذي يحمله هو رئيس لجمعية معنية بالكمبيوتر. يذكر أن بعض الدول سارعت بفرض قيود على استخدام الإنترنت تحسباً لانتقال عدوى التظاهرات التشديد على استخدام الإنترنت في الدول العربية يسير بموازاة انتشار التظاهرات والدعوات الداعية للتغيير السياسي