عاش الشاب البوعزيزي كملايين الشباب مقهورا وتعبا من الحياة التي لم تنصفه كأبناء الاغنياء واصحاب السيارات الفارهة والسهر في الفنادق ولم يكن شخصا معروفا و لم يفكر يوما بانه سيصبح رمزا للحرية وذو رسالة وطنية وصريحة لكل ديكتاتوريات العالم فكانت تلك الصفعة التي تلقاها من امرأة حاقدة لاتعرف ماتعنيه الرجولة لشاب فقير يرى كرامته اغلى من كل شيء فعزت عليه نفسه أن يحصل له ما حصل لمجرد انه طالبها بان تبقيه يعيش وهو راض بفقره ولولا انها تعرف بان مسؤوليها ونظامها الحاكم سيحميها لما تجرأت وقامت بمثل هذا الفعل المشين ولا نعرف هل تم تقطيعها او اعدامها ام هل هربت من البلاد مع اسيادها ؟؟؟؟؟؟؟ لقد كانت تلك اخر صفعة يتلقاها الشعب التونسي من حكامه الظالمين فانتفض الشعب عن بكرة ابيه ليس انتقاما للشاب البوعزيزي فحسب ولكن لأعادة كرامته التي سلبت على مدار السنين التي عاشها بالذل والفقر والظلم ولولا تلك الصفعة لما عرفنا ان تونس الخضراء التي يتغنى العالم بسحرها وجمالها وزيتها النقي بانها تكبت في قلبها الاف من الحسرات والاهات و لم نكن نسمعها ولا نحس بها ولم نكن نعرف بان ذلك البلد السعيد تحكمه امرأة حاقدة ظالمة جاءت من الطبقة السفلى للشعب لتصبح اكبر ديكتاتورية وظالمة لشعبها وكأنها حاقدة على كل الشعب التونسي على ماضيها الفقير الحقير ولم تتوقف عند هذا الحد فعاثت هي واسرتها فسادا وظلما للعباد بل وحتى الرئيس المخلوع وهو في دفاعه عن نفسه لم يعتذر بطريقة تليق بالشعب المظلوم ليعيد له كرامته بل تحدث معهم وهو يضحك عليهم بانه سيبقى حتى 2014 ولم يعلم بان الشعب اذا انتفض طلبا للحرية لن يستطيع ان يسكته احد ولا كل الدبابات والمدافع فكانت صفعة تلك الحقيرة للشاب البوعزيزي هي نقطة الفصل بين الذل و الحرية وكأن الشاعر ابو القاسم الشابي قال قصيدته المشهورة قبل عشرات السنوات لتتحقق امنيته في يوم 13/1/2011 : اذا الشعب يوما اراد الحياة فلابد ان يتسجيب القدر ولابد لليل ان ينجلي ولابد للقيد ان ينكسر لقد قالها شعب تونس ولكن رسالة البوعزيزي وصلت الى كل شعوب العالم التي تطمح للحرية وتشتاق لها و اصبح رغيف الخبز رمزا ونستخلص الدروس من تونس بان سكوت الشعب على ظلم هو سبب طغيان الحاكم ولا بد لنا ان نزيل ما زرعه الاستعمار البريطاني والفرنسي والايطالي والامريكي والصهيوني من خوف وقهر للشعب العربي ويجب ان نزيل العتمة عن عيوننا فلا قيمة للقمة العيش مغمسة بالذل والجبن والعار اذا لم تكتحل عيون الشعب بالقوة والثورة على الظلم . فهنيئا ياشعب تونس بحرية ثمنها حياة البوعزيزي فادعو له بالنوم المريح في القبر لانه فعل بمماته ما لم يستطع ان يفعله في حياته فكا ن هو الرمز لكل شعوب العالم المقهورة وكم حاولو تقليده فشلوا لانهم لايحملون رسالته وكم كنا نتمنى ان يتقدم هؤلاء الظلمة الى عدالة الشعب حتى يكونوا عبرة لمن خلفهم وان تعاد المليارات التي نهبت لاصحابها الحقيقيين لعله يعوض جزءا يسيرا مما سرقوا وان تصلب تلك المرأة الجبارة الحاكمة هي وزوجها امام ابرز معالم تونس وان تعلق يد المرأة التي صفعت البوعزيزي على ابواب تونس وحاراتها لتكن عبرة لا ان يهربوا بملايينهم خارج البلاد ويعيشون عيشة الترف والغنى الفاحش . مرة اخرى هنيئا لكم بحريتكم ولتكن بداية الانتفاضة على الظلم في العالم واقول للظالمين هل وصلتكم الرسالة ؟؟؟ وهل عرفتم انه لظلمكم نهاية ؟؟؟ وهل عرفتم ان رغيف الخبز خط احمر ؟؟؟ فلا تكبروا لان الله اكبر
. المهندس رابح بكر الاردن – عمان Rabeh_baker@yahoo.com 00962795574961 00962788830838