من عجائب مجلس النواب الاردني الحالي ظاهرة عجيبة غريبة تأتي للمرة الاولى ، من عمان العاصمة من حي " الطفايلة " ، المرتبط باسم هذه البقعة الجنوبية الجميلة من الوطن الاردني ، التي شهدت نضوج النخب السياسية ، الموالاة والمعارضة ، لا تطرف اذ اذهب الى ان الطفيلة هي " المحور " الارتكازي الأردني الذي تأبي بوصلته ان تشير الى اي اتجاه غير الاردن..!!
ظاهرة غريبة يخرج بها نائب ، يريد ان يصير ناطقا اعلاميا باسم الحكومة والمعارضة والجيش والبرلمان ، والشعب كله ، نائب يريد ان يصير الى كل ذلك ، فلا اغرب من ان يقال على نحو " كوميدي" ، انه صار الى كل ما هو غير ذلك..!!
نجح النائب ، بشعار الاسلام هو الحل ، في ظل غياب اصحاب الشعار ، وفاز اذ فرغ " الميدان !!" ، ثم صار يناكف الحكومة في جلسة الثقة ، وناكف النواب ، وتلاسن مع الجميع ، ثم صار بعدها الى منح الحكومة الثقة ، ونصب نفسه متحدثا باسم النواب وهو يمزق بيان كان قد وقع عليه انتصارا للنواب ، وقبلها انتصارا للجيش الذي لا يحتاج الأردنيون –كل الاردنين- لادني حنجرة تصرخ للتاكيد على هويته القومية ، وحاله هكذا- متأرجحا- ما بين المعارضة والموالاة في مجلس لا اقل ان يقال هذه رموزه القادمة..!!
خرج علينا المعارض المهندس ليث الشبيلات منتصف الثمانينات نائبا
سليل الاجنة الطفيلية ، فاستحوذ على قيادة فصيل هام في المعارضة السياسية الى اليوم، وبعده بنحو عشر سنوات كان الكاتب والنائب والوزير محمد دوادية يستحوذ على احترام الجميع في قوة الموالاة الذي قال ذات موقف ان الديوان الملكي الهاشيمي لا يخرجنا خرافا بل رجالا بمواقف..!!!
وفي قيادة الحركة الاسلامية خرج الطفيلي الاخر في الانتخابات التكملية في الثمانينات - لكن من الطفيلة نفسها وليس من عمان حال الشبيلات- ، الدكتور العكايلة الذي ظل اهم رموز الحركة الاسلامية البرلمانية الى ان قرر التسريح باحسان وبمحض ارادته ، مواقف كما يقولون لا تقبل القسمة على اثنين ، لكنها في النهاية مواقف..!!
لا اعرف اليوم كيف سيخلف ، النائب "الطفيلي" كل هؤلاء ، في المعارضة والموالاة ، في اليمين واليسار ، في الصوت العالي المتنقل ما بين هذا وذاك ، فيما كنا نسميه في حرب الخليج بنضال الحناجر (!!!!) ، النائب الذي صار ناطقا عن الجميع ، ويريد ان يجمع بقبضته كل هذا ،وهو يشتم امين عام اكبر حزب سياسي في الاردن على مسمع الحكومة ومسمع النواب ومسمع الاعلام ، ويريد ان يوصل صوته للعالم ان المجلس الذي ينتمي له هو اقوى مجلس تشريعي في العالم منذ الثورة الفرنسية ، معارض ، موالي ، يريد ان ينجح فيما فشل به سعد الحريري ، منذ فرطت حكومته ، ويريد ان ينجح فيما فشل به وعلاوي والمالكي على مدار عام من عدم التوافق ، يريد ان يتجاوز عقود من المحاور الجمهورية والديمقراطية ، يريد ان يجتاز العمال والمحافظين "!!"، يريد ان ينجح فيما فشل به الآخرون ، أمره غريب عجيب ، في اي اتجاه تريد ان نصفق لك يا سعادة النائب ، نرجوك مازال لدينا ولدى الشعب عقول تفكر وتحكم ، فرفقا بنا يكفينا تلك الطامة الكبرى التي ابتلينا بها منذ ثلاثة شهور ، ولم يعد الناس قادرين على الصمت فخرجوا الى الشوارع " ساخطين!!"