أخبار البلد - بالامس سمعت عبارات من بعض الحزبيين والنقابيين الذين اعصتموا امام مجلس النواب مطالبين برحيل حكومة الرفاعي واجراء اصلاحات سياسية من العيب ان تخرج من اردنيين يحبون الاردن وقيادته .. لقد حاول المتظاهرون يوم امس ايهام الناس وخاصة وسائل الاعلام الخارجية ان الوضع بالاردن على شفى حفرة وان ما جرى بتونس سيحصل بالاردن اذا لم تقال الحكومة .. !
وحتى لا افهم على غير ما اقصد فأنا لا ادافع عن الحكومة التي طالبت في مقالاتي السابقة ومنذ تشكيلها وليس الان باستقالتها .. لكن اذا كان البعض يعتقد انها فرصة مواتية للطعن بالاردن ومقدراته من خلال المطالبة برحيلها والتلويح بالنموذج التونسي وشعبه الذي كان يتعرض لاسوأ انواع التلسط والظلم والذي احرق تونس قبل الوصول الى مطالبه.. فانني اقف اول المدافعين عن هذه الحكومة التي اتحفظ على كثير من قراراتها والعديد من وزرائها .. اقف بجانبها ليس حبا بها بقدر ما هو كرها للمتسلقين الذين يراهنون ان الاردن ضعيف وان النموذج التونسي من السهل ان يطبق في الاردن .
لقد ثار الشعب في تونس بعد 23 عام من الظلم وكبح الحريات وانعدام الاصلاح السياسي اما ان يقول احد كبار القياديين في الاخوان المسلمين ان على سمير الرفاعي الاتعاظ من النموذج التونسي والا .. فأن هذا القيادي الاسلامي يلوح باعمال عنف وتخريب وقتل وهذا النموذج يسكن في رأسه منذ زمن بعيد وينتظر الفرصه المواتية للخروج به كفكر وثقافة يعيشها حزبه... لذلك فلا بد ان يعلم هذا القيادي وغيره من المتسلقين ان اليد التي قد تمتد الى الممتلكات العامة او الخاصة ستقطع من دابرها .
كتبت الاسبوع الماضي مقالا تحت عنوان لا تسيسوا لقمة العيش وطلبت من الاحزاب الابتعاد كثيرا عن قرار اللجان الشعبية بالاعتصام من اجل المطالبة بتخفيف الاسعار وسبب اصراري على ابتعاد الاحزاب عن هذه الاعتصامات ان الاحزاب لا يهمها كثيرا الوضع العام للمواطن بقدر ما يهمها مصالحها الشخصية .
ان الخطأ الكبير الذي اخطأه الرفاعي هو ايكاله مهمة التفاوض مع النواب لاحد المقربين منه والذي اوقع الحكومة بحفرة كبيرة جدا وهذا دليل واضح على جهل الشخص الذي لعب لعبة الثقة مع النواب بالسياسة .. حيث لم تكن هذه الحكومة بحاجة الى اكثر 51% من اصوات النواب لتكمل مسيرتها لان الثقة الكبيرة التي حصلت عليها الحكومة من قبل مجلس النواب ( 111 ) صوت , هي العامل الرئيسي لرفع مستوى الاحتقان الشعبي لدى الناس وخاصة ان حكومة الرفاعي استهلت مشوارها بأفتعال ازمات غير مبررة مع عدد كبير من قطاعات المجتمع الاردني .. لذلك فأن الشخص الذي لعب لعبة الثقة مع الحكومة اوقع سمير الرفاعي بمصيدة السخط الشعبي على الحكومة وعلى النواب على حد سواء .
لا زلنا بحاجة الى اجراءات اكثر بكثير لتخفيف الاعباء الكبيرة عن الناس وهي كثيرة .. وعلى الحكومة السعي لتحقيقها واما بالنسبة لقناصي الفرص من بعض الاحزاب ومن لديه اجندة لتصفية حساباته مع سمير الرفاعي اذا كان مرشح خاسر او سياسي قديم الابتعاد عن لقمة عيشنا والابتعاد عن العبث بالوطن .