اللهم ارحم البوعزيزي ورفاقه أبطال ثورة البطالة والجوع في تونس واشفي الجرحى من ذلك الشعب الذي لم يحتمل الذل اكثرمن ذلك وفجر ثورة كانت الاولى في عالمنا العربي الذي يغط في سبات عميق بعد ان تعود على الذل بل وبات الذل له خليلا .
واثبت البوعزيزيون من التوانسه ان لدى الشباب العربي مكنونا ومخزونا من القوة والقدرة على التمردعلى شكل قوة كامنه بحاجة فقط لشرارة تفعيلها وها هي الشراره انطلقت في ولاية بو زيد وما على الشباب والشعوب سوى ان تتمسك بشظايا تلك الشراره التي توزعت شرقا وغربا واحيت آمالا كانت ضائعة واظهرت فسادا كان سائدا وكشفت دكتاتورا كان مستبدا وناهبا لخيرات البلد .
تلك جراح كنا نظن انها نكئت واتهمنا الزمان ان هذا قدرنا ونحن نؤمن بالقضاء والقدر ونلصق خيبتنا دوما إما بالنصيب من الدنيا او بالمؤامرت ألصهيونيه الأمريكيه أو بالخيانه العربيه المستعصيه .ولم ولن نرغب ابدا في ان نضع اي لوم على جهلنا وتقصيرنا وفسادنا وانانيتنا وحبنا للذات والنفاق والكذب والنساء والمال .
ولكن نتائج انتفاضة التوانسه كأنها لم تكن كما تمناها التوانسه والعرب الاحرا ر حتى الان فصحيح ان هناك طاغية قد هوى من لهيب شرارة البوعزيزي وحرقة قلوب الجياع والعاطلين عن العمل ورحل عن بلاد ادعى انه احبها ولكنه سلب الحب من قلوب عذاراها وقتل البسمة من على شفاه اطفالها وارتحل هو وليلاه الى ليل طويل لا نهار له .
والمحزن انه بعد هذا الجهاد والتضحيه والصبر على فراق الاحباب نرى ان ازلام النظام وبقاياه هم من استلموا الحكم من بعده فها هو من قتل اشاوس الانتفاضة في الشوارع يكلف بتشكيل الحكومه والرئيس الساكت اوقات ما كان يلزم صوته وهو يمثل الشعب الذي يُقتل ها هو يصبح رئيسا للجمهوريه وها هو من سكت على انتهاك الدستور عندما كان رئيسا للهيئه الدستوريه العليا يعلن شغور مركز الرئيس ويصبح من القادة الثلاث الذين يحكمون تونس الخضراء وعلمها الاحمر الناقع بدم الشهداء الابرار .
فهل تستمر الانتفاضة حتى يتم تنظيف شواطيء تونس الجميله وميادينها ممن يتحايلون على الشعب طيب القلب وحتى نقول ان شهداء تونس خلقوا آفاقا للشعوب العربيه وولدت آمالا للذين كفروا بعروبة قادتها وليصبح الفجر الجديد آت بالقريب ولا نبقى نكرر ما قاله شاعرنا امرؤ القيس
ولَـيْـلٍ كَـمَـوْجِ الـبَـحْـرِ أَرْخَـى سُـدُوْلَــهُ
عَــلَـيَّ بِـأَنْـوَاعِ الـهُــمُــوْمِ لِــيَــبْــتَــلِـي
فَــقُــلْــتُ لَـهُ لَـمَّـا تَـمَــطَّــى بِـصُــلْــبِـهِ
وأَرْدَفَ أَعْــجَــازاً وَنَـــاءَ بِــكَــلْـــكَــلِ
ألاَ أَيُّـهَـا الـلَّـيْـلُ الـطَّـوِيْــلُ ألاَ انْـجَـلِــي
بِـصُـبْـحٍ، وَمَــا الإصْـبَـاحُ مـنِـكَ بِأَمْثَلِ
فَــيَــا لَــكَ مَــنْ لَــيْــلٍ كَــأنَّ نُــجُــومَــهُ
بــكــل مُــغــار الـفــتـل شُــدّت بـيـذبل
كَـأَنَّ الـثُـرَيّــا عُـلِّـقَــت فـي مَـصـامِــهـا
بِــأَمْــرَاسِ كَــتَّـانٍ إِلَــى صُــمِّ جَــنْــدَل
ولتكن تونس شرارة تضيء عالمنا العربي بأنوار الحرية والديموقراطية والحياة الأفضل .
المهندس احمد محمود سعيد
دبي – 16/1/2011