رئيس الديوان الملكي فايز الطراونة والذي لعبت الحظوظ وخيوط الصدفة في اعادته الى الواجهة السياسية والحكومية مجددا بعد أن خطفته الشركات المساهمة العامة لسنوات وسنوات خرج منها بلا تراث أو مكسب أو حتى نتيجة ونقصد هنا شركة المستثمرون العرب التي كان يتولى دولة فايز الطراونة واجهتها الادارية والسياسية معاً فانهارت الشركة وتبعثرت وتطايرت لدرجة ان القائمين عليها قد ذهبوا مع الريح في كل الاتجاهات وبعضهم دخل الجويدة وآخرين ينتظروا وما بدلوا تبديلا ...الطراونة الذي أعيد الى الواجهة الوطنية والسياسية بفعل منصبه الكبير الذي يتولاه الآن بعد أن كان يتولى منصبا من العيار الثقيل جعله يتمدد ويتوغل على كل الجبهات فدولة الطراونة أصبح ذو شأن كبير وكلمة عليا في تحديد هوية وشكل وصورة الحكومة التي تعيش مخاضا منذ ثلاثة شهور بعد أن جرى توكيل الطراونة ومنحه الضوء الاخضر بفتح جبهات وطرق خضراء لحكومة عبد الله النسور التي كانت مرجعيتها لقاءات ومحاضر وحوارات الطراونة التي كانت بوابة الولوج مرحلة حكومية جديدة .
حسابات فايز الطراونة لا تخلو من أوراق ضاغطة وحسابات متشابكة نغصت عليه الصورة التي يسعى اليها , فالطراونة وجناحيه لا يقويان على الطيران بفعل عدم هيمنته وسيطرته على أهم مؤسستين في الدولة وهما هيئة العدل والقضاء وهيئة مكافحة الفساد اللتان تنفذان رؤى قانونية عادلة تنسجم مع رؤى الدلوة وجلالة الملك في تعزيز سيادة القانون وقيم العدالة والحق ولذلك فالطراونة يجد أن الفضاء ينكمش أمامه ويتقلص بفعل وجود هرمين اثنين هما هشام التل وسميح بينو ولذلك فهو يسعى للتأثير على مراكز النفوذ والقوى من أجل إبعاد الطرفين عن فضاءه فالعلاقة بين الطراونة والاثنين غير طيبة أو أنها غير متطابقة لذلك فهو يسعى اي الطراونة لابعاد رئيس المجلس القضائي هشام التل عن منصبه واستبداله بآخر محسوب عليه مثل خليفة السلمان أو أكرم مساعدة ويبدو أن قصة الطراونة لها ابجديات ومقدمات لها علاقة بموقف هيئة مكافحة الفساد والادعاء العام لقضية المستثمرون العرب التي دخلت عالم القضاء ودائرة القضبان ولا تزال تتدحرج كرتها بعد قرار مدعي عام مكافحة الفساد بسجن اثنين من شركة أمان لعلاقتهما بصديق ومعم الطراونة هيثم الدحلة ولذلك فدولة الطراونة حريصة كل الحرص بأن تبقى قضية المستثمرون العرب خارج أطر المسائلة وبعيدة كل البعد عن المحادثات والمناقشات القانونية والقضائية خصوصا وأن لدى الجهات ا لقانونية والرقابية مساحة واسعة في متابعة تفاصيل كرة الثلج المتدحرجة من أتون شركة المستثمرون العرب التي دمرت الاردنيين ومستقبلهم وذاتهم وحياتهم .
كنا نتوقع أن اهتمام دولة فايز الطراونة سيكون منفضاً على قضايا وطنية كبيرة وهامة ومصيرية وخطيرة مثلما حدث مع الصحفي الامريكي الذي كاد ان يدمر الوطن ووحدته الوطنية ونسيجه الاجتماعي وثوابته لا ان يخترق الديوان وينظر من خلاله الى قضايا خاصة لا تزال منظورة أمام القضاء ..
الرأي العام حريصة كل الحرص على استقلالية الجهاز القضائي ونزاهته وشرف العاملين عليه ممثلاً برأيسه هشام التل الذي بات يشعر بأن أيادي خفية من المتنفذين والحيتان يسعون لخلخة بنيان وأسس الجهاز القضائي بالكامل يتقدمهم الطراونة الذي يسعى لاعادة ترتيب الاوراق المبعثرة بما يضمن تحقيق نظرته لما يجري الان على شركته التي أصبحت في خبر كان .