|
|||
اعتصم عشرات من شباب الحراكات أمام مجلس النواب أول أمس، وقاموا برفع أحذيتهم عالياً باتجاه بوابة المجلس كواحدة من فعاليات الاعتصام. ليسمح لي شباب الحراك هذه المرة أن أهمس في آذانهم أن المشهد كان بشعاً. إن رفع الحذاء بحد ذاته لا يعتبر شجاعة، وانضمامه الى أفعال الشجاعة أمر مشروط بدقة، وأهم شروطه أن يكون رفع الحذاء في وجه متجبرٍ مستعلٍ قادرٍ على أن يتسبب لك بالأذى بسبب ما يحوزه من مقدرة على البطش، فيكون رفعك للحذاء استخداماً لسلاح بسيط بهدف إفهامه أنك تتحداه وتستهين بقوته وجبروته، لأن أذى الحذاء يقتصر فقط على ما فيه من إهانة. إن رفع الحذاء لأسباب عامة هو سلاح شعبي بامتياز، لكن يتعين على الشعوب أن توفره وان تقتصد كثيراً في استخدامه كي يبقى محافظاً على قيمته. على الصعيد المحلي، أكثر حالات رفع الأحذية تكون في مشاجرات الحارات، اما أشهر حالات رفع الحذاء في مناسبات عامة فكانت في مجلس النواب نفسه وبين النواب أنفسهم من الرجال، غير أنها في كل المرات كانت تفتقر الى الشجاعة . لست بحاجة للتأكيد الى انني أويد واوافق على ممارسة أقصى درجات المعارضة للنواب ككل، والسعي لإسقاطهم جميعاً وبأقسى الوسائل، ولكن بشرط ان تظل في نطاق الأخلاق. ودعوني هنا أكون أكثر صراحة وأدعو الحراك، ومن موقع الحرص على صورته باعتباره يمثل حيوية المجتمع، إلى التعرف على الفارق بين الشجاعة والرعونة بقلم:أحمد أبو خليل. |
شباب يرفعون أحذيتهم أمام النواب
أخبار البلد -