وفي واقع الحال ان الكتل البرلمانية عبرت عن نفسها كما هي عليه في الصميم ابان انتخاب رئيس مجلس النواب، وتكشف ما يحيطها من حيث وزنها والحجم الذي هي عليه وكذلك الكثافة التي يمكن ان تحققها.
ولان المعروف علميا ان الكتلة تساوي الحجم في الكثافة فان اي كتلة لا بد وان يكون لها حجم ما وكثافة ايضا. وعليه ينبغي لرئيس الديوان الوقوف الجدي لمعرفة هذه الامور بغية التحكم التام بالاختيارات التي ستكون امامه، وفيما اذا كانت ملبية للمطلوب. وذلك طالما ان حجم اي كتلة يساويها بقسمته على ما لها من كثافة، ولان اي كثافة يجب ان تساوي الكتلة على حجمها فلا بد مع هذا الحال التأكد من الوزن الذي يجب ان يساوي الكتلة مع قوة انشدادها للجاذبية.
بطبيعة الحال سيواجه رئيس الديوان معضلات عدة، غير ان ابرزها على الاطلاق سيكون متعلقا بالجاذبية، ففي حالة انعدامها لن يكون هناك وزن لاي كتلة، فما البال ان كان حجمها صغيرا ام كبيرا بلا كثافة لتأمين اي وزن. والجاذبية في المقام هنا تخص الاشكال والافعال على حد سواء، والركون الى الاشكال فقط كما حدث خلال فترة الدعاية الانتخابية باستعراض الصور وكثافتها لن يفيد رئيس الديوان، اذ من سقط منها لم تقل جاذبيته عمن حالفهم الحظ، والامر يعني البحث في جاذبية بقدر الوزن ومركب الكتلة.
من هنا يكون الامر محسوما، وان على رئيس الديوان البحث في وزن الحكومة ومدى الجاذبية فيها وطبيعة الحجم الذي ممكن ان تحتله بالدوار الرابع وعند الناس، واذا كان رئيس النواب وعد بالعمل من اجل استعادة الهيبة للمجلس؛ فانه لا ينبغي استحضار حكومة من وضع مشكوك بهيبته، وبدلا من ذلك البقاء على ذات السوية بالاختيار والتكليف الى ان يقضي الشعب امره ولا يعود مفعولا به.
بقلم: جمال الشواهين