أخبار البلد
"لا شيء أجمل من أن تكون حرّ مالك وتحقق أرباحك بنفسك وتبدأ حتى لو بشيء صغير ويكبر معك.. حتى لو عانيت الصعوبات، ولكن طعم النجاح سيعوضك"، ذلك ما تقوله غدير القصراوي.
وتقول القصراوي، التي بدأت التفكير جديا بمشروع صغير خاص بها بدلا من الالتزام بالوظيفة في شركة سياحية، إن هذه الخطوة تهدف إلى تحسين دخلها والخروج من روتين العمل المكتبي وامتلاك عمل خاص تستطيع التحكم به.
وتضيف القصراوي أنها منذ وقت طويل تفكر في إنشاء حضانة للأطفال الصغار توفر فيها كافة احتياجات الأطفال لتعليمهم والترفيه عنهم في وقت يغيب عنه آباؤهم، مشيرة إلى أنها بدأت تفكر بها جديا بعد أن سمعت بوجود مؤسسات تساعد في وضع خطط لدراسة الجدوى الاقتصادية لأي مشروع وأخرى تساعد في الدعم المادي.
وتشير إلى أن إنشاء حضانة صغيرة وتوظيف فتاة أو اثنتين للعمل فيها كبداية هو عمل ناجح برأيها حتى يكبر المشروع ويخدم أكبر عدد من الأطفال وبالتالي العائلات.
وتؤكد القصراوي أنها ستلجأ للتمويل "الحسن" بحيث تبدأ بتقسيط المبلغ بعد أن يبدأ مشروعها بتحقيق الأرباح.
وكانت الحكومة العام الماضي أطلقت مبادرة برنامج تمويل المشاريع الصغيرة والمتوسطة بكلفة تصل إلى 200 مليون دينار على مدى 3 سنوات.
وتأتي المبادرة بدعم من عدد من الجهات المانحة، وذلك من خلال تخصيص ضمانات قروض تسهم في توفير التمويل الميسر للمشاريع الصغيرة والمتوسطة ومنحة مالية للمؤسسة الأردنية لتطوير المشاريع الاقتصادية.
وتشرف على البرنامج لجنة توجيهية برئاسة وزير التخطيط والتعاون الدولي وعضوية كل من وزير الصناعة والتجارة ومحافظ البنك المركزي والمدير التنفيذي للمؤسسة الأردنية لتطوير المشاريع الاقتصادية ورئيس مجلس إدارة جمعية البنوك الأردنية.
بدورها، تفكر رشا عويس في مشروع صغير عبارة عن صالون للتجميل لتنمية هواية التجميل بالمستحضرات وتسريحات الشعر رغم أنها موظفة في إحدى الشركات الخاصة.
وتقول عويس (29 عاما) "لم تعد الوظيفة تلبي طموحي، فأنا لا أريد أن أقضي عمري وراء مكتب وأتلقى الأوامر من مديري وأنتظر الراتب آخر الشهر، لذا أبحث عن أكبر من ذلك في عمل أحب أن أعمله ولست مجبرة عليه". وتشير إلى أنها درست المشروع بالكامل وعرفت ما تحتاج إليه من تكاليف مطلوبة وهي بحاجة الآن إلى التمويل للبدء بالمشروع، لافتة إلى أنها تفكر بالتوجه إلى برنامج إرادة التابع لوزارة التخطيط لمساعدتها.
ويعد "إرادة" أو "مراكز تعزيز الإنتاجية" برنامجا وطنيا منبثقا عن وزارة التخطيط والتعاون الدولي، ويدار من قبل الجمعية العلمية الملكية، أطلق من قبل وزارة التخطيط والتعاون الدولي على أرض الواقع في العام 2002 بهدف تحسين الظروف المعيشية للمواطنين، والمساهمة في الحد من ظاهرتي الفقر والبطالة من خلال المساعدة على تقديم الاستشارات الإدارية والفنية والتدريبية للمواطنين الراغبين في تأسيس مشاريع صغيرة ومتوسطة مجدية، توفر فرص العمل وتساعد على تحسين المستوى المعيشي للأفراد في مختلف مناطق المملكة.
بدوره، يقول الخبير الاقتصادي، حسام عايش، إن المؤسسات الصغيرة والمتوسطة أصبحت تشكل نحو 98 % من إجمالي المؤسسات الخاصة الموجودة في الأردن وهذا دليل على نجاحها، لافتا الى ضرورة تعميم هذه المبادرة على القطاعات كافة.
ويرى عايش أن عدم الشعور بالأمان الوظيفي والخوف من إعادة هيكلة الرواتب في ظل الظروف الاقتصادية الحالية يدفع العديد من الشباب والشابات وخاصة من ذوي الدخل المحدود بالتفكير بإنشاء مشاريعهم أو مشاريعهن الخاصة.
ويشير الى أن هذه المشاريع توفر لهم دخلا بجهدهم وتعبهم أو من خبرة سابقة أو موهبة بشكل قادر على وضع الخطط الخاصة بهم.
ويؤكد أن هذه المبادرات إنما هي شكل من أشكال الريادية في التفكير وأصبحت تطبق في كل العالم وتعكس التململ من الوظيفة الروتينية والهرب من البيروقراطية والعمل ذي الدخل الثابت في ظل التضخم.