انتفاضة أحرار العراق، جاءت ضد التسلط، وامريكا، وضد الاحتلالات كلها، وضد شرذمة العراق وتقسيمه طوائف واقاليم طائفية، تحية خالصة لهذه الانتفاضة المباركة..
قبل اندلاع هذه الانتفاضة ، بصراحة، كنت بدأت أعيش حالة من الخوف على ثورات الشعوب العربية أن تتوقف ويحبطها التعسر الذي أصاب الثورة السورية، لكن اشتعال ثورة العراق بدد هذا الخوف، خاصة وأن هناك بوادر اشتعال انتفاضة ثالثة في فلسطين ايضا..
موتوا بغيظكم يا من تمثلون الأفاعي والعقارب التي تخرج من جحورها.. حينما يأتي الربيع!
ثورة العراق، جاءت نتيجة تراكم تلال من المظالم والقهر، ولا يمكن هنا لأحد أن يزعم انها «أمريكية» مثلا، او بتحريض غربي، كما دأب بعض المرجفين أن يقولوا، تسخيفا لتململ الشعوب العربية ورفضها للوصاية على عقولها..
وبمناسبة الوصاية، منذ أن يفتح الطفل العربي عينيه على الدنيا، يبدأ «أولياء الأمر» بالوصاية عليه، خير ما في الربيع العربي أنه حرر هذا «الطفل» من كل الوصايات، وإن لم يكتمل هذا التحرر بعد، لكنه ألقى في روعه أنه سيد نفسه، وانه لا يمكن أن يبقى العوبة بأيدي الغير، يقررون نيابة عنه، ويتحدثون باسمه، كما انه أقنعه أنه «مهم» ويستطيع، ولم يعد سلبيا، واقعا تحت أسر القول الشهير: وأنا مالي!
ثورة العراق، دليل آخر على أن الروح العظيمة التي سرت في جسد الأمة لم تمتها المؤامرات، ومحاولات سرقة ثمار حركات الشعوب، ولم تفت في عضضها ملايين الدولارات التي صُبت في جيوب الثعابين والعقارب التي خرجت من جحورها، بعد أن حل الربيع، في محاولة يائسة لإطفاء جذوة الحرية التي اشتعلت في قلوب الملايين المقهورة من أبناء هذا الأمة..
ثمة ثورات عربية عبرت عن نفسها، وثمة ثورات لم تزل تحت الرماد، تشهدها في «تويتر» وفيس بوك، وفي تعليقات هنا وهناك، ولكنها ستشتعل لا شك، وربما بنيران أشد مما شهدناه من ذي قبل، فمستوى الظلم الذي بلغ سيله الزبى، كفيل بتحريك الحجر والشجر، فما بالك بالبشر؟
أزهار الربيع تتفتح ولن تستطيع سحقها أضخم البساطير!