اخبار البلد - بقلم ماهر أبو الطير
عدد السلفيين الجهاديين الاردنيين في سورية وفقا لاخر الارقام من داخل «السلفية الجهادية» وصل الى مئتين وخمسين مقاتلا، وبرغم ارتفاع العدد الا ان هناك من يقول ان المقاتلين بدأوا مؤخراً بالخروج من سورية والعودة الى الاردن.
الرواية تقول ان عشرات المقاتلين الاردنيين من السلفية الجهادية المنتسبة الى تنظيم القاعدة بدأوا بالعودة الى الاردن،من سورية.
قبيل عيد الاضحى عاد ثلاثة وعشرون مقاتلا عبر الحدود البرية،وهذه معلومة مؤكدة، فيما يعود بالتدريج بقية المقاتلين،وهذه رواية يتحفظ عليها بعض زعماء السلفية الجهادية في الاردن،ويرونها غير دقيقة،بل وينفون ما فيها.
السلفيون الجهاديون في الاردن تسللوا الى مناطق درعا،ومناطق اخرى،وبرغم آراء قالت لهم مبكراً ان الوضع في سورية معقد،وتتداخل فيه اطراف كثيرة،ولايمكن وضعه تحت عنوان الجهاد في سبيل الله فقط،الا ان غالبية من السلفيين اصرت على الذهاب انذآك.
هل بدأ الجهاديون،حقاً،رحلة الاياب الى الاردن،وهل لعب الواقع الميداني دوراً في هذه التغييرات في توجهات السلفية الجهادية؟.
محمد الشلبي «ابوسياف «احد قادة السلفية الجهادية في معان يقول اذ اسأله ان السلفيين الجهاديين اكتشفوا ميدانياً ان الوضع معقد،فهناك عمليات قتل وابتزاز وسلب ونهب وتصفية حسابات،بالاضافة الى تداخلات اخرى،من بينها موقف بعض أجنحة الجيش الحر من السلفيين، اذ هناك مقاومة من هؤلاء لتدفق السلفيين الجهاديين من اي بلد عربي.
الفترة الماضية شهدت كل وقت اعلاناً عن استشهاد مقاتلين من السلفيين الجهاديين الاردنيين في سورية،وسياسياً تسبب هذا بإحراج للسلطات الرسمية كون هؤلاء يعبرون عبر الحدود،وهذا ارتد على حالة الحدود التي باتت تشهد اغلاقاً كاملا في وجه التسلل الى سورية،مما جعل عملية المرور اصعب ايضاً.
في مطابقة لم تنجح لرواية ابي سياف،فأن «ابومحمد الطحاوي» وهو زعيم آخر من زعماء السلفية الجهادية يتحفظ بشدة على كل رواية عودة المقاتلين الى الاردن ويقول اذ اسأله انه عاد الى الاردن فقط ستة مقاتلين لاعتبارات عائلية،وهم يتمنون العودة الى القتال في كل لحظة.
يوّضح ان لا عداء بين مقاتليهم والجيش الحر،وهناك تسهيلات،وتفاهم ضمن حد معين،ولكل طرف ميدانه واتصالاته،معتقداً ان عدد المقاتلين السلفيين الجهاديين سيزداد خلال الفترة المقبلة في سورية،وليس العكس.
مابين الرقم الدقيق حول ارتفاع عدد المقاتلين الجهاديين في سورية،وتلك الرواية التي تقول ان المقاتلين بدأوا بترك الميدان والعودة الى الاردن،تأتي تقييمات قائدين للسلفية الجهادية،حاملة ذات وجه التناقض.
تبقى التحليلات موسعة حول تمدد التيار في الاردن،وقدرته على ارسال عناصر مدربة مسبقاً،وارتداد هذه القدرات حالياً ومستقبلا على الداخل الاردني،خصوصاً،ان رجال القاعدة عموماً ينتقلون من «معركة» الى «معركة» ومن «ميدان» الى «ميدان».
كل هذا يقول ان تيار السلفيين الجهاديين ينمو يوماً بعد يوم،في الاردن،وفي هذه المنطقة،وجاذبية القتال ضد النظام السوري لاتخضع على مايبدو لاي تقييمات سياسية،بقدر كونها فعلا من افعال ارضاء الله، وهي جاذبية لن تبقى محصورة في وجه النظام السوري.
لابد من اقناع السلفيين الجهاديين الاردنيين بالخروج من سورية،فهذه معركة غير نظيفة،وهي ايضا تسمح باستبدال الاولويات والاعداء،ولعل في نموذج غزة الاخير،تذكير بالعدو الاصلي واولوياته قبل غيره.
الرأي الغائب يقول للاسف:دعوهم يذهبون ويقاتلون ولنتخلص منهم هنا،وهذا رأي مقامر،لانه يتوقع نهاية قد لاتتم على ارض الواقع.