الشعوذة عبر الفضائيات واستغلال البسطاء

الشعوذة عبر الفضائيات واستغلال البسطاء
أخبار البلد -  

* مهدي مبارك العبداللات


بعدما أصبح العالم قرية صغيرة بحكم التطور التكنولوجي وأصبح التواصل ونقل الخبر والمعلومات يفوق في سرعته البرق والصوت وبما فتح المجال الرحب للمعرفة وللثقافة العلمية المفيدة والاطلاع على التطورات المستجدة في أي مكان من المعمورة بصورة فورية وبالصورة الحية المباشرة وفي المقابل انتشرت البرامج الهابطة والعبثية بالإضافة إلى العديد من قنوات الرذيلة وإثارة الغرائز البهيمية واستغلال مصائب الناس النفسية والمرضية في ظل ظهور المشعوذين والمنجمين والسحرة على شاشات الفضائيات المتنوعة والذين يدعون القدرات الخارقة على المعالجة الجاهزة لجميع الأمراض والعلل العضوية والنفسية وبلمسة يد سريعة وفتوى عاجلة ومن خلال قراءة الكف والفنجان والصحون حيث دخلنا منعطفا جديدا مع الشعوذة بفضل العولمة وثورة الاتصالات وأصبح عدد كبير من الناس يلاحقون هؤلاء المشعوذين عبر الأثير والأقمار الصناعية بالاتصال والأسئلة بشكل يومي حتى تسللوا إلى غرف النوم ودخلوا في أعماق خصوصيات الناس الأكثر سرية وحرمة ونشروا الجهل والخرافات والخزعبلات وقد تابعت بعض تلك الفضائيات بدافع الفضول والتعرف على واقعها وما يجري من حديث لا يرتقي في كثيره إلى أدنى مستوى للمنطق أو العقل حيث كنت انتقل من قناة إلى قناة ومن مشعوذ إلى آخر في العيادات الفضائية لكل داء وبلاء والعلاج لكل مرض مهما استعصى على أهل الطب والجينات وفحوص المختبرات

لقد وجد المشعوذون " المودرن " في العولمة أبوابا للانتشار والعالمية ومفاتيح للتكسب والعمل والزرق وصاروا بين عشية ودجاها أكثر نجومية من أساطين الفنون وأكثر شهرة من أمهر الأطباء في العالم وصاروا يعالجون كل الإمراض ويشخصون جميع العلل للروح والبدن وهم يتربعون على كراسيهم تحيط بهم الحسناوات وأضواء الكاميرات من كل جانب وتتناهى إلى أسماعهم شهقات المعجبين والمعجبات بقدراتهم وكراماتهم

فهولاء الدجالون تمكنوا في حلقات معدودة من فك شيفرة الإمراض الوراثية المستعصية التي وقف الطب الحديث عاجزا حتى الساعة أمام الكثير منها لقد حلها هؤلاء الكاذبون بطريقة أسرع مما يحل المرء فيها أزرار ملابسه وبكل سهولة ويسر

هؤلاء الأطباء المشعوذون الذين تخرجوا من جامعات العولمة ودرسوا فصول ومقررات مكثفة في تعليق التمائم في الخرابات وكتابة الطلاسم على قراطيس الرياء والباطل هاهم اليوم ومن خلال عياداتهم ومستشفياتهم الفضائية المتنقلة يبوحون بأسرارهم الطبية العظيمة مستهدفين الجهلة والمغفلين ومن سدت في وجهم الدنيا نتيجة أمراض متعصية أو مشاكل مستوطنة والذين يبحثون عن الحلول المسلوقة والعاجلة دون اعتبار للحقيقة والجدية والفائدة


أيها القراء الأحبة :


إذا كان السرطان داء خبيث وأخبث منه مرض الايدز فهما أخف وطأة وأقل ضررا على المريض ومستقبله وأسرته من مشعوذ كافر فاسق وقد يأتي الله يوما يجد الطب الحديث لها العلاج وسبل المناعة لكن سرطان الشعوذة والدجل واستغلال مصائب العباد والتسلي بأوجاعهم مرض مستفحل يصيب خلق كثير وله أعراض جانبية أبدية يتوارثها الأبناء وتتناقلها الأجيال وخاصة في نصف المجتمع الأنثوي


فالعاقل والمدرك والمؤمن يجد ضالته عند أهل العلم والمعرفة والخبرة من الأطباء المختصون علاجيا أو نفسيا وان لم يجد الشفاء ودفع البلاء فذلك القدر المحتوم والصبر والاحتساب فيه الأجر والثواب والله قادر على أن يشفي ويزيل الغمة والكرب بالدعاء والرجاء مهما ادلهمت الحالكات وأعلموا أحبتي أن من ذهب إلى عراف يسأله فصدقه بما قال ( فقد كفر بما أنزل على محمد ) وذلك هو الضياع والهلاك كفانا الله وإياكم شره

فلنغلق بوعينا وعزمنا هذه الأبواق الشريرة بعدم التصديق والاهتمام م ووقف الاتصال بشياطين الشعوذة الذين يزينون الباطل للناس من أجل الابتزاز المالي والاستنزاف الإنساني بشكل مستمر وعلى مدار الساعة

شريط الأخبار "طوفان الأقصى" يربك إسرائيل.. أزمة "التحقيق" تنفجر وارتدادات الهزيمة تكشف انهيار الأسطورة الأمنية الحكومة: لن نتهاون مع أي جهة أو شخص يروج لمعلومات كاذبة أو مضللة تمس مشاريع الدولة إعلام رسمي إيراني: تدريبات بالصواريخ في عدة مدن "الصحة النيابية": تخفيض ضريبة على السجائر الإلكترونية يشجع على التدخين تطورات متلاحقة في حلب.. الصحة السورية تعلن مقتل شاب ووالدته وإصابة 8 آخرين جراء قصف قوات "قسد" محيط مستشفى الرازي أم مصرية تعرض اطفالها للبيع بسبب الفقر "القانونية النيابية": إلغاء جميع الاستثناءات في معدل قانون المعاملات الإلكترونية 3 قنابل ثقيلة من مصطفى العماوي الى البريد الأردني.. هل يستطيعون الاجابة ؟ الديوان الملكي ينشر صورة من اجتماع للملك بالعيسوي وزير للنواب: امانة عمان بلدية قلق واحتقان وملفات وشكاوى من الموظفين تضرب بقوة بمؤسسة صحية وجهات رقابية تتابع الملفات النواب يقر مشروع قانون معدل للمعاملات الإلكترونية لسنة 2025 السلامي .. هل يجيز القانون الأردني والمغربي الجمع بين الجنسيتين؟ محافظة العاصمة حكاية تُحكى وتُروى مبنى له معنى .. السلطة في قلب عمان نائب: قرابة ربع مليون مركبة غير مرخصة بالأردن الرياطي: محاسبة انتقائية أم عدالة واحدة؟ دماء العقبة لن تُنسى والصمت غير مقبول صندوق النقد: تمديد سن التقاعد ضمن خيارات الضمان إصابة جديدة جراء استخدام مدفأة "الشموسة" المنارة الإسلامية للتأمين تحصد المركز الأول في هاكاثون الابتكار في التأمين 2025 وفيات الإثنين 22 - 12 - 2025