أخبار البلد -
أخبار البلد
فاجأ عدد من ضباط وعناصر "الجيش السوري الحر" الأربعاء، المجتمعين في مؤتمر
المعارضة الداخلية في دمشق بحضورهم الى قاعة الاجتماع وإعلان تخليهم عن
حمل السلاح، والانخراط في سياق المصالحة الوطنية، ووضعوا أنفسهم بتصرّف
قيادة الجيش السوري النظامي.
وقال المقدّم خالد الزالم، نائب رئيس
المجلس العسكري في "الجيش السوري الحر" في المنطقة الجنوبية ومعه عدد من
الضباط والعسكريين، خلال مؤتمر المعارضة الداخلية الذي عقد في دمشق بحضور
سفراء روسيا والصين وإيران وسكرتير السفارة المصرية، "نعلن تركنا قطعنا
والعمل مع المسلّحين بعد أن اكتشفنا أن الحل ليس بحمل السلاح السوري ضد
السوري".
وأضاف أن "السلاح هو لنصرة أخواننا في فلسطين في مواجهة أعداء الإنسانية وليس مواجهة الأخوة".
وتابع "رأينا أن رفع المعاناة عن الأمة يتطلّب جهود كل المخلصين، لذلك
قررنا العودة عن ما قررنا عليه بالتعاون مع وزارة المصالحة الوطنية، ووضعنا
أنفسنا تحت إمرة قيادة الجيش"، موضحاً أن "الحل ليس باستخدام سلاح، بل
الحل هو بالعودة عن الخطأ والعودة إلى حضن الوطن.. إنها دعوة الى جميع رفاق
السلاح إلى العودة إلى حض الوطن".
وفي السياق، قال قائد إحدى المجموعات المسلّحة في حلب، ياسر العابد "أرادوا إحراق بلدنا والمستهدف هو وطننا، ولهذا تخليت عن السلاح".
وأضاف "كان لوزير (المصالحة الوطنية) علي حيدر دور في دعوته لنا إلى رمي
السلاح، وحضوري هو تأيد لجهود لحل الأزمة في سوريا، ونعتبر نفسنا في فريق
العمل الذي سيشكل".
وافتتح مؤتمر المعارضة السورية الداخلية أعماله في دمشق الاربعاء، بحضور
سفراء روسيا والصين وإيران وسكرتير السفارة المصرية، وذلك بعد شكوك حول
انعقاد المؤتمر عقب تفجير عبوتين ناسفتين في دمشق بالقرب من مكان الاجتماع.
وقال السفير الروسي في دمشق عظمة الله كولمحمدوف في كلمة له أمام المؤتمر،
إن "انعقاد المؤتمر هو دليل وبرهان على نهج في التغيير السلمي ووقف العنف،
وسعي حر وصادق إلى كسر العنف والخراب الذي وجد الشعب السوري نفسه به".
وأضاف "الوضع في سوريا صعب، ولكن لا بد من الجهود للخروج منه، وهذه الجهود
يجب أن تبنى على رفض التدخل الخارجي ووقف المجموعات المسلّحة والوقف الفوري
للعنف المسلح والحوار الشامل من دون أي شروط مسبق".
واعتبر أن "القاعدة الأساس هي نقاط خطة (المبعوث الأممي السابق) كوفي أنان
وبيان جنيف الختامي ودعم مهمة (المبعوث الجديد الأخضر) الإبراهيمي"،
معتبراً أن "تحقيق الأهداف يعود إلى المعارضة الوطنية التي تقف ضد التدخّل
الخارجي والوقف الفوري للعنف ودعم الحوار البنّاء مع السلطة".
ومن جانبه، قال السفير الصيني في دمشق زانغ زون، "نجتمع لتجنيب سوريا مزيد من المعاناة".
وأضاف أن "الصين ليس لها مصالح شخصية وظلّت تقف موقف عادل انطلاقاً من
مصالح الشعب وتقرير مصيره بإرادته المستقلة والتمّسك بالحل السياسي
والالتزام بخطة أنان وبيان جنيف"، مؤكداً أن "الأولوية في المرحلة الحالية
هي لوقف النار وبدء العملية السياسية".
وأشار أن الصين تبذل جهود بين كافة الأطراف بشكل متوازن، آملاً أن يلعب
المجتمع الدولي دوراً إيجابياً وعادلاً وسلمياً لحل للازمة السورية.
من جانبه، أكّد السفير الإيراني في دمشق محمد رضا شيباني، أن طريق الحوار
هو الحل الأمثل للوصول الى الهدف المنشود، معتبراً أن مواكبة الحكومة
السورية لهكذا مؤتمرات هو دليل حسن النوايا.
وأشار الى أن "هذه الأزمة في معظمها خارج إرادة الشعب لإضعاف كيان الدولة السورية لأنها تشكّل أحد أركان المقاومة".
وأضاف "نحترم الإصلاحات ونشجع تنفيذها"، ورأى أن الحل السياسي هو السبيل
الأوحد والأمثل، مشدّداً على ضرورة تحقيق المطالب الشعبية، وعلى أن "الشعب
السوري هو المرجعية الأولى والأخيرة لتقرير مصيره".
وأكد السفير الإيراني معارضة بلاده لأي تدخّل خارجي في سوريا خاصة العسكري،
معتبراً أن "الوصول إلى الديمقراطية ليس عن طريق البنادق".
وتشهد سوريا منذ 15 آذار/مارس عام 2011 مظاهرات تطالب بإصلاحات وبإسقاط
النظام، تحوّلت الى مواجهات بين قوى مسلّحة وأجهزة الأمن الحكومية، أدّت
الى مقتل الآلاف من الطرفين.
وفيما تتهم المعارضة الحكومة بأنها تقصف البلدات وتقتل من تصفهم
بـ"المتظاهرين السلميين"، تقول السلطات السورية إنها تخوض حرباً مع من
تصفهم بـ"المجموعات الإرهابية المسلّحة" التي تقول إنها مدعومة من الخارج،
وتتحدث عن إستقدام المعارضة آلاف المقاتلين العرب والأجانب من أصحاب
الخلفيات الأصولية للمشاركة في القتال.