أثار خبر السماح للمذيعات المصريات بالظهور بالحجاب في القنوات المصرية ردود فعل شعبية متفاوتة في إسرائيل، ونقاشاً حاداً وصل حد الخلاف على ضوء الاختلاف بالرأي بين المتدينين والعلمانيين اليهود وحتى بين العلمانيين أنفسهم في حالات أخرى، بعد أن أعرب معلقون على الأخبار في المواقع العبرية عن خشيتهم من وصول الظاهرة إلى إسرائيل، فيما اعتبرها آخرون حقا ديمقراطيا.
وبين الفتنة بسبب خلاف المواقف والانبهار بالخيار الديمقراطي الذي يوفره النظام المصري الجديد برئاسة الدكتور محمد مرسي، تداول الإسرائيليون مئات التعليقات التي رصدت "العربية.نت" عددا منها، ليتبين منها جانب من جوانب الخلافات والكراهية الإسرائيلية الداخلية بين من يريدون إسرائيل دولة شريعة ومن يريدونها بعيدة عن الدين.
"بماذا تختلف المتدينات اليهوديات (الحريديات) عن المذيعات المصريات؟ هذا ما سيحدث عندنا أيضا بعد فترة قصيرة حين تقام هنا دولة شريعة"، قال أحد الرافضين للفكرة، عبر موقع "واينيت"، ليضيف آخرون من مناصري موقفه: "هذه ليست حرية ولا عدالة"، "نحن نسير على هذا الطريق أيضا والانتخابات القادمة (في إسرائيل) ستحمل نتائج كارثية"، "قريبا ستمنع المذيعات اللواتي لا يضعن غطاء على رأسهن من الظهور على التلفزيون"، "أية حريات شخصية هذه التي يتحدثون عنها... هذا مرفوض".
وتمادى بعض المعلقين الإسرائيليين المناهضين للدين في آرائهم إلى حد شتم الإسلام وحتى تحقير الديانات كلها بما فيها اليهودية، ومعتبرين أن "الربيع العربي بدأ يتحول إلى خريف"، و "مصر باتت تغرق بالظلمات"، ومهاجمين الحركات اليهودية الدينية ومنها حركة "شاس" معتبرين أنها تضطهد المرأة اليهودية، مضيفين "يوجد لدينا هنا متدينون وهم ليسوا طبيعيين"، "ولدينا بعض المتدينين الرجال ونساء مع غطاء على الرأس يعملون في قنوات إسرائيلية وهي ظاهرة وصلتنا منذ زمن"، وهو تعقيب دفع إسرائيليا آخر للسخرية من شكل إحدى المتدينات اليهوديات العاملات في إحدى القنوات في تل أبيب.
ولاقت تلك التعليقات رفضا وسخطا في أوساط المعلقين من المتدينين اليهود وحتى في أوساط غير المتدينين الذين يؤمنون بالحريات الفردية.
وبين التعليقات التي رصدناها: "في نهاية المطاف هذا سيصل إلينا في إسرائيل إن شاء الله"، "هذه خطوة جميلة برأيي فما كان ممنوعا في عهد مبارك الموالي للغرب بات مسموحا وهذا الأمر يلقى استحساني"، "من حق المذيعات المصريات لبس الحجاب فبينهن من رغبن بذلك منذ فترة طويلة لكن تم منعهن"، "إنها خطوة مباركة فيجب منح الناس حريتهم"، "منع المتدينات من الظهور على الشاشة قد ألغي وهذا يدخل في باب الحرية".
وأوضح بعض المعلقين المؤيدين للخطوة "أن هناك ردودا لفئة تعاني من مشكلة في فهم المقروء وتتعامل مع الخبر وكأنه تم فرض الحجاب على المذيعات المصريات وهذا غير صحيح، فكل ما في الأمر أنه تم السماح لمن ترغب بالحجاب بالظهور على الشاشة في حين أن مبارك كان يخشى من أية رموز إسلامية في القنوات المصرية". "لو كان الخبر يشير إلى فرض النظام للحجاب لاختلف الأمر، ولكن هذه حرية، فمثلما من حق غير المتدينات الظهور على الشاشة فكذلك من العدل السماح للمتدينات بالأمر نفسه وهذا منطقي".
وردت متدينة يهودية على إسرائيليين وصفوا المتدينين اليهود في تعليقاتهم بأنهم "متخلفون" و "بحاجة إلى فحوصات نفسية والدين من سمات التخلف".
ووجد رصد من قارن بين ما يحدث في مصر وما يحدث في تركيا، في إشارة إلى أن التجربتين متشابهتين، وأن المذيعات حصلن على حقهن في ممارسة الحريات الشخصية وبالظهور على شاشات التلفزيون وفي مجالات أخرى، وأن التضييق على المتدينين عامة قد انتهى بوصول رؤساء إسلاميين إلى الحكم.