لا تحشروا اسم جلالته في كل شيء!

لا تحشروا اسم جلالته في كل شيء!
أخبار البلد -  

كثر الحديث ليس في الآونة الأخيرة بل منذ أن بدأت احتجاجات ما يسمى «الربيع العربي» عن :»صاحب القرار ومركز القرار وصانع القرار» في الإشارة الى أن كل الأمور في هذا البلد في يد جلالة الملك وكأنه لا توجد لا سلطة تشريعية ولا سلطة قضائية ولا سلطة تنفيذية.. وذلك إن كان بعض هذا يصدر عن حسن نية وعن عفوية لا أبعاد سياسية لها بينما بعضه الآخر مقصود وهدفه تحميل جلالته مسؤولية كل صغيرة وكل كبيرة من خطأ ارتكبه موظف صغير في إحدى المحافظات ومشاجرة بين طلبة إحدى المدارس او إحدى الجامعات الى انقطاع المياه عن قرية من القرى أو وقوع حادث سيرٍ على طريق من الطرق الداخلية أو الخارجية.

ولعل الذين يحشرون اسم جلالته في كل صغيرة وكبيرة، إن عن قصد وسوء نية وإن بعفوية وبدون التدقيق في الأمور، لا يعرفون أن هناك نصوصاً دستورية تقول :»تناط السلطة التنفيذية بالملك ويتولاها بواسطة وزرائه وتناط السلطة التشريعية بمجلس الأمة والملك والسلطة القضائية تتولاها المحاكم على اختلاف أنواعها وتُصدر الأحكام وفق القانون باسم الملك وأوامر الملك الشفوية أو الخطية لا تخلي الوزراء من مسؤوليتهم».

جميل أن ينظر الأردنيون الى جلالة الملك على أنه الأب والأخ الأكبر وكبير القوم وشيخ كل العشائر والقبائل والعائلات الأردنية وحادي الرَّكب أما أن تبقى فئة معينة تركز، وعلى الطالع والنازل، على :»صاحب القرار ومركز القرار وصانع القرار» فإن هذا لا يدل على حسن نية على الإطلاق وإن هذه الفئة تسعى لتصوير بلدنا وكأنه إقطاعية لشخص واحد وأنه لا قيمة ولا دوراً لا للدستور ولا لكل هذه القوانين النافذة وأنه لا رأي فيه لصاحب رأي وكأن هذا البلد إحدى جمهوريات الموز وكأن نظامنا احد انظمة الانقلابات العسكرية التي لا قرار فيها وبالنسبة لكل صغيرة وكبيرة إلا قرار صانع القرار الذي هو الزعيم الأوحد ومبعوث العناية الإلهية.

ينسب الى عمر الخطاب رضي الله عنه أنه قال :»والله لو أن بغلة عثرت في نبيط العراق لكان عمر مسؤولاً عنها» ولقد كان هذا قبل نحو ألف وخمسمئة عام وكان المقصود هو أن أمير المؤمنين مسؤول أمام الله عزَّ وجل أمام كل أبناء رعيته وكل هذا بينما الولاة وقادة الجيوش المنتشرون في أربع رياح الأرض يديرون أمور الدولة وفقاً للصيغ العامة المتفق عليها ووفقاً لمبادراتهم واجتهاداتهم وأنهم لا يرجعون الى الخليفة إلا في الأمور الكبرى ومن بينها إرسال الجيوش وراء البحار والمباشرة بحرب مع إحدى دول الجوار و»تعليق» فرضٍ من الفروض الإسلامية لأمر طارئ ومسألة قاهرة.

أما بالنسبة إلينا في المملكة الأرنية الهاشمية فإن هناك محددات لممارسة السلطة وصنع القرارات وكيفية تنفيذها واضحة كل الوضوح إن في النصوص الدستورية المتعلقة بالسلطة التنفيذية أو القضائية أو التشريعية وبأوامر الملك الشفوية أو الخطية وبالقوانين النافذة ولذلك فإن كل هذا الذي يقال إن بحسن نية أو سوء نية هو إظهار لبلدنا وكأنه يخضع لنظام ديكتاتوري كل القرارات فيه لشخص واحد وكل مؤسساته هي مجرد أشكالٍ وهمية وهذا استهداف واضح وإساءة لابد من وضع حدٍّ لها بوضع كل الامور في أنصبتها وبحيث يتم تحميل كل مسؤولٍ مسؤوليته.

لا شك في أن هناك قرارات وفقاً لنصوص الدستور هي لجلالة الملك وحده إن في الحرب وإن في السلم لكن أن نسمع ونقرأ يومياً الكثير من تحميل جلالته كل صغيرة وكبيرة والإكثار من استخدام مصطلح صاحب القرار وصانع القرار فإن هذا غير جائز على الإطلاق ويجب وضع حدٍّ له لأن بعض مستخدمي هذا المصطلح ينطلقون من سوء نية ويسعون لإلقاء مسؤولية أي خطأ يقع فيه أي مسؤول على كاهل صاحب الجلالة المحددة مسؤولياته في الدستور والذي يشاركه مجلس الأمة في الأمور والقرارات التشريعية وتقتصر مسؤوليته بالنسبة للقضاء على مجرد صدور الأحكام باسمه بينما هو يتولى السلطة التنفيذية بواسطة وزرائه الذين لا تخليهم اوامره الشفوية والخطية من مسؤوليتهم.

 
شريط الأخبار وفيات الجمعة 19 - 12 - 2025 الاتحاد الأردني لكرة القدم يعلن موعد عودة النشامى إلى عمان الذهب يسجّل أعلى مستوى له في التاريخ الأمن العام: خذوا تحذيراتنا على محمل الجد... الشموسة أداة قتل أجواء باردة في أغلب المناطق.. وتحذيرات من تدني مدى الرؤية الأفقية البوتاس العربية" تهنّئ المنتخب الوطني لكرة القدم بحصوله على لقب وصيف كأس العرب الملكة تشكر النشامى.. "أداء مميز طوال البطولة" الملك يشكر النشامى.. "رفعتوا راسنا" «لدورهم في 7 أكتوبر»... تحركات إسرائيلية لإعدام 100 من عناصر «القسام» وزير التربية: إرسال مسودة قانون وزارة التعليم وتنمية الموارد البشرية لمجلس النواب الشهر المقبل المنتخب الوطني وصيفا في كأس العرب بعد مشوار تاريخي دور شراب الشعير في علاج حرقة البول مجمع الضليل الصناعي خبران هامان عن الشقاق وحمد بورصة عمان تغلق على ارتفاع بنسبة 0.56 % الأردن على موعد مع الانقلاب الشتوي الأحد المقبل وزير المالية: النظر في رفع الرواتب خلال موازنة 2027 صوت الأردن عمر العبداللات يمثل الأردن في ختام بطولة كأس العرب 2025 "شركة التجمعات الاستثمارية" لغز الاقالة سيعيد الشركة للمربع الأول مبادرة "هَدبتلّي" تصنع الفرح في الشارع الأردني وبين الجمهور والنوايسة: الشماغ رمز أصيل للهوية الوطنية يعكس لباسه معاني الشموخ خطط واجراءات حكومية قادمة من رئاسة الوزراء