أخبار البلد -
قبل يومين وفي سحور رمضاني وصف مسؤول سابق الناس في المحافظات بأنهم تحولوا الى قطاع طرق،والذين استمعوا الى وصف المسؤول،ذهلوا من انحدار التعبيرات نحو هذا المستوى المؤسف جداً.
موجة الانتقادات بين مسؤولين حاليين وسابقين،للناس في المحافظات،باتت معروفة،ويتم وصف الناس في المجالس الخاصة،بأنهم اعتادوا على الطلبات والنهش من الدولة،واخذ المال والوظائف والخدمات،دون تعب،وان هؤلاء يعتدون على الدولة عبر قطع الطرق،والتطاول على هيبة الدولة بوسائل كثيرة،وان هؤلاء يريدون الدولة ضرعا يحلب ولايجف لهم وحدهم فقط.
هذا كلام معيب جدا،لان الاهمال في المحافظات كبير جدا،والمعيار ليس في الشارع المفتوح،ولا في المؤسسة المقامة هناك،وعلينا ان نعترف ان التنمية غائبة كلياً عن المحافظات،فلا مشاريع ولا وظائف،ولا فرص للحياة ولا للمستقبل،حتى باتت الهجرة الى عمان هي الحل الوحيد المتاح للناس،ودنانير القطاع العام لاتساوي حتى اضاعة النهار في هكذا وظائف.
مسؤول سابق وصف الناس في المحافظات بأنهم «قطاع طرق» لانهم يقطعون الطريق غضبا عند كل مشكلة،ولم يفدنا هذا بعبقريته ليقول لنا سر وصول الناس الى هذا المستوى من الغضب.
برغم رفضنا لقطع الطريق،الا انه لا يجوز وصف الناس بقطاع الطرق،ولا تجريحهم،ولتسألوا انفسكم لماذا وصل الناس الى هذا المستوى من الغضب في التعبيرات؟!.
الاسباب معروفة وواضحة مثل الشمس،في بلد تختفي فيه المياه،وترتفع اسعار كل شيء،وتزيد البطالة،ويسمع الناس عن السرقات والفساد ونهب بلدهم،الاسباب واضحة فلم تتركوا في صدور الناس مساحة للحلم،لانهم لا يجدون ايضاً من يستمع اليهم ويحل مشاكلهم.
وصف «قطاع الطرق» معيب جداً،ويكون مقبولا لو قال المسؤول السابق انه يرفض قطع الطريق،فقط،اما تعبير قطاع الطرق،فيقال للمجرمين واللصوص الذي كانوا يسرقون الناس سابقا ويسلبونهم ليلا كل ما لديهم،وهذا لايليق بشعبنا في كل مكان.
بدلا من اطالة اللسان على الناس وتجريحهم في المحافظات بكلام معيب جدا،فالاولى ان تعترفوا بما فعلته ايديكم في علاقة الناس بالدولة،لان اهل المحافظات كانوا دوما يصبرون على كل شيء،والمنافع القليلة التي يتم حسدهم عليها،لاقيمة لها ابدا،امام عدم جدواها في تحسين ظروف حياتهم.
فرق كبير بين نقد قطع الطريق،ووصف الناس بقطاع الطرق،فالاولى جائزة،والثانية مرفوضة ومردودة على هكذا نماذج من مسؤولين سابقين،كانوا سببا في اثارة غضب الناس،امام احوالهم الصعبة والمأساوية.