أخبار البلد
في آخر "تصريحات وصرعات" رئيس الوزراء فايز الطراونة، ما أكده يوم أمس من أن بوادر انفراج مالي وسط اجراءات ومساعدات مرتقبة، فقد كتب الزميل الصحفي والمحلل السياسي فهد الريماوي على صحيفة المجد الاسبوعية ما يعري هذه "الهرطقات" الذي يراد بها تطمين الشارع الاردني على أرضية لا وجود لها .
وتاليا التقرير ننشره للأهمية ..
تفاقم الازمة السياسية/المالية واقترابها من الخط الاحمر.. السعودية والكويت وباقي الدول الخليجية ترفض مد يد العون للاردن وتكتفي بالوعود الجوفاء
تقاطع المأزق الاقتصادي مع الانسداد السياسي يُنذر بصيف ملتهب شعبياً وسقف مرتفع مطلبياً
الحكومة تتعهد للاردنيين من اصول فلسطينية بعدم التعرض لارقامهم الوطنية اذا شاركوا بالانتخابات النيابية
امريكا واوروبا تطالبان الحكومة بتشجيع الحركة الاسلامية والمخيمات الفلسطينية على المشاركة في العملية الانتخابية
تفاقمت الازمة المالية الاردنية خلال الاسابيع القليلة الماضية، وباتت مرشحة لاسوأ الاحتمالات في القريب العاجل، اذا لم يتم تداركها فورياً، وقبل بلوغ الخط الاحمر الذي لا يعقبه سوى الانفجار·
ولعل مما يزيد الطين بلة، والوضع العام تعقيداً، تقاطع هذه الازمة المالية والاقتصادية العويصة، مع ازمة الاصلاح السياسي والانفتاح الديموقراطي التي وجدت نهايتها البائسة على يد حكومة الطراونة، ومن خلال قانوني الاحزاب والانتخابات النيابية اللذين شكلا خطوة الى الخلف، وليس قفزة الى الامام·
ويرجح المراقبون والمتابعون للوضعين السياسي والاقتصادي اللذين يواجهان حالة استعصاء وانسداد، ان يبرز اكثر ضغط العامل الاجتماعي على ساحة الحراك الشعبي، وان ترتفع كثيراً وتيرة هذا الحراك وسقف شعاراته، بعد اتساع مساحات الفقر والبطالة والغلاء، وتصاعد مشكلات الجوع والعطش والمرض التي باتت تتوالد على مدار الساعة، دون ان تملك الدوائر الحاكمة اية حلول او علاجات ناجعة·
وقد علمت "المجد" ان السعودية التي كان المأمول ان تبادر سريعاً الى توفير الدعم المالي للاردن، وتحول بينه وبين اية انهيارات مالية ونقدية، ما زالت تماطل في مد يد العون، رغم الالحاح الاردني المتكرر عليها، والذي تمثل مؤخراً في زيارة ناصر جودة، وزير الخارجية للرياض، واجتماعه بخادم الحرمين، وما اعقبه من اتصال الملك معه هاتفياً، لشكره على "النوايا الطيبة" التي صرفها للوزير جودة، والتي لم تتم ترجمتها الى فعل ناجز حتى هذه اللحظة·
وقال مصدر رسمي مطلع "للمجد" ان الوزير جودة قد طلب بشكل صريح من المسؤولين السعوديين معونة مالية عاجلة وضرورية بقيمة ثلاثة مليارات دولار، وكان يأمل في الحصول على المليار الاول منها قبل عودته، غير ان حسابات الحقل الاردني لم تتطابق مع حسابات البيدر السعودي الذي ظل حافلاً بالوعود المعسولة، وقاحلاً من حيث المردود الفعلي·
اما حصيلة زيارة رٌّئيس الوزراء، فايز الطراونة الاخيرة للكويت، فلم تكن افضل حالاً من مردود زيارة جودة للرياض، ولم تتجاوز حد الوعود والعواطف والاستعداد لتشجيع الاستثمار الكويتي في الاردن، بينما جرى غض الطرف الكويتي عن تقديم اية مساعدات مالية ونقدية يتلهف الاردن للحصول عليها دون ابطاء، نظراً لحاجته الشديدة لها من جهة، ولتعذر مصادر التمويل والاقراض من جهة اخرى·
فقد علمت "المجد" ان الاقتراض الحكومي الداخلي والخارجي قد وصل الى سقوفه العليا التي لا مجال لتجاوزها والافتئات عليها، حيث لم يعد بمقدور البنوك المحلية التجارية، ومعها البنك المركزي الرسمي، تقديم اية قروض اضافية، وكذلك الامر بالنسبة للبنك الدولي والقروض الخارجية، بعدما تضخمت المديونية الاردنية بشكل غير مسبوق، فيما انخفض احتياطي العملات الاجنبية لدى البنك المركزي الاردني مؤخراً الى مبلغ 5،7 مليار دولار، بعد ان كان 21 ملياراً قبل بضعة اشهر فقط·
ازمة المديونية لم تتفاقم على الصعيد الخارجي فحسب، بل على صعيد الداخل ايضاً حيث تواجه مصفاة البترول، وشركة توليد الكهرباء، وبينهما حكومة الطراونة، معضلة في حجم الديون التي تقارب المليار دينار المترتبة للمصفاة على شركة الكهرباء ومعها الحكومة·· وهو الامر الذي قد يؤدي الى عجز الشركة والحكومة عن ادامة التيار الكهربائي لدى المستهلكين، جراء تعذر شراء زيت الوقود الثقيل اللازم لمولدات الكهرباء، رغم انخفاض اسعار النفط عالمياً·
ويرى المراقبون والمتابعون، ان تداخل الهموم السياسية والاقتصادية لدى الجمهور الاردني، سوف يضاعف حدة الاحتجاجات ويرفع من سخونة هذا الصيف، وقد يؤدي الى انفجارات شعبية لا تحمد عقباها، جراء الاحباط الذي سببته اعادة انتاج قانون الصوت الواحد، والسير بموجبه على درب الانتخابات النيابية المقبلة التي سوف تجري في النصف الاول من شهر كانون الاول القادم، والتي لن تحمل، في الغالب، اي جديد، خصوصاً وان الحركة الاسلامية ومعظم احزاب المعارضة وقطاعات الشعب سوف تقاطعها، وتدير الظهر لها·
وعلمت "المجد" ان موعد حل مجلس النواب الحالي، وبالتالي رحيل حكومة الطراونة، ليس قريباً، كما يتوقع الكثيرون، بل غالباً ما سيتم في شهر ايلول المقبل، اي قبل شهرين فقط من موعد الانتخابات الجديدة، وليس اربعة شهور، كما قيل في وقت سابق·
وقال مصدر مسؤول "للمجد" ان مجلساً جديداً للاعيان سوف يتشكل بالتزامن مع انتخاب مجلس النواب، وان تغييرات واسعة سوف تطرأ على تشكيلة مجلس الاعيان المقبل، بدءاً من رئيس المجلس ومروراً باركانه المعهودين·
وبالنظر الى ضعف الاقبال المتوقع على صناديق الاقتراع، فقد كشف المصدر عن ان حملة تطمينات واسعة سوف تباشرها الدوائر الحاكمة قريباً حيال الناخبين الاردنيين من اصول فلسطينية، لحفزهم عن تشكيل "قوة انتخابية" كبيرة، بعد طمأنتهم على عدم سحب ارقامهم الوطنية عقب عملية الاقتراع، والتأكيد لهم ان ما يتردد بهذا الخصوص ليس سوى شائعات مغرضة هدفها احباط الانتخابات المقبلة·
وقال المصدر، ان الحكومة سوف تصدر قريباً بياناً رسمياً تؤكد فيه عدم المساس بالارقام الوطنية للمقترعين لدى ابرازهم الهوية الانتخابية، او بطاقة الاحوال المدنية، وتحثهم على ممارسة حقهم في الانتخاب بكل اطمئنان، ولا سيما ان هؤلاء الاردنيين/الفلسطينيين عازفون بطبعهم عن المشاركة في العمل السياسي عموماً، والنشاط الانتخابي خصوصاً·
واشار المصدر الى ان السفارات الاوروبية والامريكية تكثف اتصالاتها حالياً مع الدوائر الحاكمة، لحثها على تشجيع الحركة الاسلامية، والاردنيين من اصول فلسطينية على المشاركة في الانتخابات المقبلة·· ترشيحاً واقتراعاً·