دمشق - عمان - كشف مصدر عسكري سوري عن أسرار هروب العقيد الطيار حسن مرعي الحمادة إلى الأردن بطائرة "ميج 21 " من قاعدة الضمير الجوية الواقعة في شمال دمشق.
وأكد المصدر العسكري وهو من قيادة "اللواء 82" «لواء الاستطلاع الجوي في مرج السلطان في غوطة دمشق الشرقية» أن عملية الفرار «حصلت بالاتفاق مع أكثر من جهة» .
وقال المصدر إن « الطيار حسن الحمادة، لم يكن في طلعة تدريبية ولا في طلعة قتالية، فقد أقلع من القاعدة منفردا واتجه إلى قاعدة المفرق شمال الأردن مباشرة دون أن يجري أي مناورة تضليلية ».
ومن المعلوم أن المسافة البالغ طولها حوالي مائتي كم تحتاج ما بين 4 إلى 5 دقائق بطائرة ميج 21 ، آخذين بعين الاعتبار قيام الطيار بتشغيل غرفة الاحتراق الإضافية من أجل زيادة السرعة والطيران على مستوى منخفض لتجنب شاشات الرادار.
وأوضح المصدر بقوله "يعرف القاصي والداني في القوى الجوية السورية أنه ومنذ أكثر من عقدين من الزمن يمنع على أي طيار أن يقلع منفردا من قاعدته، سواء كان في مهمة تدريبية أو قتالية" .
وهو ما يرتب عددا من الأسئلة أهمها:
كيف استطاع الإقلاع منفردا من القاعدة، ومن سمح له بذلك؟ وكيف تمكن من الوصول إلى الحدود الأردنية رغم أن المنطقة من مكان إقلاعه إلى الحدود مع الأردن هي منطقة عمليات الفرقة 26 في الدفاع الجوي ، وعمليات اللواء 82 في الاستطلاع الجوي، وفي هذه المنطقة أكثر من خمسة ألوية دفاع جوي !؟".
وأضاف المصدر أن هذه الأسئلة تصبح أكثر أهمية إذا علمنا أن هناك قرارا قديما جدا يعود إلى أوائل الثمانينات، يعطي عمليات ألوية الدفاع الجوي حرية الرمي التلقائي، أي دون الرجوع إلى عمليات قيادة القوى الجوية والدفاع الجوي، على أي طائرة صديقة «سورية» إذا كانت تطير بشكل منفرد واقتربت إلى مسافة تقل عن 2 كم من حدود الدول الخمس المجاورة، فهذا يعني أنها أصبحت في دائرة الشبهة .
والسؤال الآن : لماذا لم تقم أية كتيبة من كتائب الفرقة 26 في الدفاع الجوي «حوالي عشرين كتيبة» بالرمي عليه حين اقترب من الحدود الأردنية، لاسيما وأن المنطقة التي خرج منها فوق الحدود السورية ـ الأردنية تقع في مجال الرمي لثلاث كتائب دفاع جوي على الأقل، بعضها «فولغا» يصل مداه إلى 45 كم ، وبعضها الآخر « بتشورا وكفادرات و أوسا و بوك ـ إم 1» يتعامل مع الأهداف المنخفضة جدا، علما بأن الطائرة لم تبرح شاشات الرادارات طيلة خمس دقائق من لحظة إقلاعها إلى لحظة هبوطها في قاعدة المفرق"!؟ .
هذه الأسئلة يجيب عليها ضابط في إحدى وحدات الدفاع الجوي في منطقة "خان الشيح" جنوب دمشق فقال لرؤية : جرى منع ضباط الرمي في إحدى الكتائب في محافظة درعا من الرمي على الطائرة .
وكشف المصدر أن الطيار لم يكن في طلعة تدريبية مقررة في هذا التوقيت لأي سرب من أسراب القوى الجوية، على الأقل في منطقة عمليات المنطقة الجنوبية، ولم تكن هناك أية دوريات حراسة نهارية أو ليلية مقررة، موضحا بالقول "نحن نتلقى يوميا، مثل أي سلاح دفاع جوي، جدولا بالطلعات التدريبية للطيران الصديق ، ولطلعات الحراسة / الدوريات ، مرفقا بشفرات التعارف مع الطيارين .
والأوامر التي تلقيناها، ليلة الأربعاء، لم تتضمن أية طلعة تدريبية في هذا التوقيت، سواء من قاعدة الضمير أو من قاعدة خلخلة أو قاعدة الثعلة أو سواها في المنطقة الجنوبية أو الوسطى أو غيرهما".
ومن جهة أخرى، أكد مصدر خاص لـرؤية في عمان، أن الطيار الهارب "جرى تجنيده من قبل المخابرات البريطانية عبر سفارتهم بعمان ودون علم السلطات الأردنية بذلك، وكان على تواصل معها منذ بضعة أسابيع عبر أحد عملاء في المجلس الوطني السوري في تركيا وطلبت منه عندما يدخل الأجواء الأردنية أن يطلب اللجوء السياسي" .
وأضاف المصدر أن 4 طائرات أردنية حربية أقلعت من قواعدها العسكرية وقت دخول الطائرة السورية الأجواء الأردنية للتصدي لها قبل أن يطلب قائدها اللجوء السياسي، وأنها رافقت الطائرة حتى هبوطها في قاعدة الملك حسين الجوية في مدينة المفرق الأردنية .
وحين وصل إلى قاعدة المفرق، تولى شخصيا السفير البريطاني بالاتصال بالسلطات الأردنية وطلب منهم منح الطيار السوري اللجوء السياسي، وقد أصدرت الحكومة الأردنية قرارا بمنحه اللجوء السياسي خلال أقل من ساعتين على وصوله، وهو أسرع لجوء سياسي في التاريخ .
وأكد المصدر، أن الطيار حسن الحمادة "سيتوجه إلى لندن خلال أيام مقبلة بصحبة أحد ضباط المخابرات البريطانية العاملين في السفارة البريطانية بالأردن".
رؤية - محمد حمدي