أخبار البلد -
تابعت لأيام خلت ما يجري في مصر، وتنقلت بين كل القنوات، ورصدت ما يجري في الفيس بوك وتويتر، وخرجت لكم بالنتائج التالية..
أولا/ يقال لي أنني متفائل بطبعي، رغم اني لا أؤمن لا بتفاؤل ولا بتشاؤم، بل أتسلح دائما بالأمل، وأؤمن بالإنجاز والعمل، وأسلم بقضاء الله عز وجل، فالخير دائما فيما اختار الله، لهذا افهم أن الإنتكاسات التي أصيب بها إخوان مصر ناتجة عن أخطاء ارتكبوها، مكنت أعداءهم من استثمارها على نحو ذكي، كي يظهروهم بصورة مغايرة لواقعهم تماما، بالأمس شاهدت المخرج السينمائي خالد يوسف يتحدث على التلفزيون المصري الرسمي، وشاهدت غيره من الضيوف، والمذيعين، وكانوا كلهم من لون واحد فقط، وهم من مناهضي الإخوان والتيار الإسلامي برمته، واستمعت لكثير من الأراجيف والأكاذيب والتخذيل والسخرية، وكان القوم يتحدثون عن مرسي والإخوان والمرشد، والتيار الإسلامي بكلام استشراقي مليء بالأكاذيب والإدعاءات، ولم يكن في الأستوديو أحد يدافع عن وجهة النظر الأخرى، وهذا نموذج حي لما يجري في إعلام مبارك، الذي لم يزل يتصرف بروحية الفلول، وحماية لحكم العسكر، وكل هذا يدل على أن رأس النظام قطع، لكنه لم يزل متجذرا في مؤسسات الدولة، وخاصة الإعلام والمنظومتين الأمنية والقضائية!
ثانيا/ أمام الإخوان وتيارات الثورة النظيفة التي لم تتلوث بفكر شيطنة الإخوان، وتصويرهم على أنهم جاءوا لاحتلال مصر (لا تحريرها) كما يقول المخرج «المبدع» خالد يوسف، أقول أمام هؤلاء مشوار طويل من السلوك النظيف المحسوب بميزان الذهب، كي يثبتوا أنهم أم «الولد» وليسوا مرضعته، أو أما بديلة، فالمرشد والإخوان، والإسلاميون جميعا كلهم مصريون، ولا يقلون حبا لمصر ولأمتهم عن أي من ابناء مصر الذين تترقرق عيونهم بالدمع حينما تذكر مصر او فلسطين، لكنهم لم يُمكنوا بعد من أن يعملوا، بسبب المقاومة العنيفة التي يجدونها من الفلول وأتباعهم الجهلة، الذي يرددون أكاذيبهم كالببغاوات!.
ثالثا/ ثمة فئة من معارضي الإخوان والإسلاميين، ترى أن حكم مرسي يهدد زجاجة الخمر خاصتهم، ويحد من ممارساتهم للرذائل والزنا، ويضع قيودا على فسقهم وفجورهم، لذا يدافعون عما يسمونه «مدنية الدولة» و»السياحة» وهم في أعماقهم يشعرون أن ملذاتهم الشخصية مهددة، وهم لا يختلفون كثيرا عن الفلول الحقيقيين، الذي يريدون الاستمرار في مص دم الشعب ونهب خيرات البلد بلا رقيب أو حسيب، كما هو شأن العسكر ومنظومة الأمن، التي تستأثر بنحو ثلث اقتصاد مصر!.
رابعا/ التيار الإسلامي هو الوحيد الذي لم تجربه شعوب هذه المنطقة، وهناك مقاومة عنيفة تقف في وجه صعوده، داخليا وخارجيا، لكنها ستتحطم كلها على صخرة إيمانه ووطنيته وقدرته على الاستماع لأنين الشعوب ومعاناتها، وهو منتصر بإذن الله، رضي من رضي وغضب من غضب، وهذا ليس بشعر أو مجرد أمان عذاب، بل استقراء للواقع والتدافع الحضاري!.