مستشفى الفحيص: فرع مجلس النواب
- الثلاثاء-2012-06-19 | 09:47 am
أخبار البلد -
اخبار البلد _ د.ديمة طهبوب _ كان تقريرا مثيرا ذلك الذي نشره الزميل
محمد محيسن في صحيفة السبيل حول توصية جمعية أطباء الأمراض النفسية في مؤتمرها الأخير
بعمان، والمبنية على دراسة علمية أعدها الدكتور قاسم الصالح،بإخضاع جميع المرشحين الذين
ينون التقدم لمنصب رئئيس الدولة أو رئاسة الوزراء في دول الربيع العربي الى فحص نفسي
يحدد أهليتهم العقلية و ضميرهم الأخلاقي و قدرتهم على مواجهة الضغوط و التحكم بالانفعالات
و الخبر يستحق الوقوف عنده من أكثر من زاوية
فمن الجيد أن الشعوب بدأت تدرك أن من حكموها و أوغلوا في القتل و النهب و الاستبداد
لم يكونوا من السويين فمن يفعل ما فعله بن علي و مبارك و القذافي و صالح و ما يفعله
الأسد لا يمكن أن يكون بشرا له قلب يحس به و عقل يفكر به كما الآدمييون الذين خلق الله
فيهم الإحساس و المشاعر التي تمكنهم من العيش و التعامل مع الآخرين هذا مع غض النظر
عمن سبقوهم قبل الربيع العربي و كانوا مسؤولين بما يعانون من نرجسية وجنون عظمة و حب
للذات عن مآسي العرب و ضياع فلسطين
المؤسف في التوصية العلمية أنها تركز فقط
على دول الربيع العربي فماذا عن الدول التي لم يصلها الربيع العربي أيبقى المجانين
يقودونها و ماذا عن الدول التي وصلها الربيع ثم خرج منها بغير نتائج هل يظل الرؤوساء
القائمين عليها دون فحوص نفسية و الأ يدرك شعوبهم أن من يتولون أمورهم بحاجة ماسة الى
تقييم عقلي؟!
و لماذا يقتصر التقييم للأهلية العقلية
على مرشح الرئاسة و رؤوساء الوزراء ؟! ماذا عن بقية المسؤولين في الهرم السياسي و المشاركين
في حكم الشعوب؟!
إن المسرحية التي حدثت البارحة في مجلس
النواب الأردني و التي يقودها ممثل أوحد لا ينفك يقدم مشاهد من ذات النوعية و المستوى
تؤكد ضرورة شمول النواب و ممثلي الشعب بذات الفحوصات فالواقع يظهر أنهم يقومون بتصرفات
جنونية ولن يثبت عكس ذلك الا التقييم الطبي، فهم نواب جاءوا بدوائر وهمية و انتقل الوهم
الى عقولهم فظنوا أنهم يمثلون الشعب الأردني و يملكون قراره و إرادته
أما الطامة الكبرى في الدراسة فهي أنها
أوصت البرلمانات العربية بإعتماد قانون الفحص النفسي، و كيف يعتمد الدواء من يشكون من الداء و يحكمون
على أنفسهم بالتشخيص الذي يخرجهم من دائرة العمل السياسي؟
الدراسة قيمة و الوقت لم يفت بعد ليدرسها
النظام و الحكومة قبل إقرار قانون الانتخابات الذي سيعود بذات الاشخاص الذين جعلوا
فضيحة الأردن بجلاجل محليا و عالميا و جعلونا أضحوكة و نكتة للتندر!! فما مستوى شعب
ينتخب مثل هؤلاء ليمثلوه؟!
نرجوأن يكون مليك البلاد الذي تجري الانتخابات
برعايته و توجيهاته على اطلاع على هذه الحالة المأساوية التي أوصلنا إليها قانون الصوت
الواحد و سيوصلنا الى أتسع منها أشباهه و تزوير الانتخابات، و لو لم يكن سوى تجنب عودة
مثل هؤلاء النواب لتمثيل الشعب الأردني لكان حافزا قويا لإقرار قانون انتخابات ديمقراطي
و إجراء انتخابات حرة و نزيهة مهما كانت نتائجها، فخصم تحترمه و يحترمك و يعتمد لغة
الحوار والمعارضة البناءة خير من صديق جاهل يعتمدالصراخ و السباب و ضرب الأحذية لفرض
منطق القوة و الهمجية، و العاقل يختار خصومه كما يختار أصدقائه ، فالنائب العاطل بجيب
لمجلسه و لبلاده المسبة
قالوا:المجانين في نعيم..صدقوا...فقد أصبحوا
في بلدنا نوابا!