اخبار البلد_ عوني فريج _ حتما لم نكن نتوقع الفوز قياسا لفارق المستوى الفني بيننا وبين اليابان، لكننا لم نكن في المقابل نتوقع خسارة مدوية مذلة ومخزية بهذه الصورة التي أدمت قلوب كل عشاق كرة القدم الأردنية، إن لم نقل العربية باعتبار أن الهزيمة تلك قدمت الصورة السيئة عن مستوى عرب آسيا، لا سيما أنها وقعت بعد أسبوع من خسارة المنتخب العماني أمام اليابان نفسه، وان كانت النتيجة أقل وقعا على النفس من خسارتنا الفادحة يوم أمس!
ستة أهداف دفعة واحدة هزت شباكنا وضربت سمعتنا في مقتل هناك في طوكيو، حيث قدم النشامى أسوأ عرض من الممكن أن يقدموه أمام منتخب محترف يلعب الكرة على أصولها ووجه لنا إنذارا شديد اللهجة بفوزه على الأشقاء، لكننا لم نستوعب الدرس على ما يبدو ولم نعد العدة ونبحث عن الخطط الناجحة لمواجهة هذا الإعصار الرهيب رغم جرعات الثقة التي حاول حمد أن يبثها في النفوس قبل انطلاق المباراة لكن الواقع كان ينبئ بأسوأ سيناريو ينتظرنا هناك.
مباراتنا أمام العراق قدمت لنا الصورة الواضحة التي لا لبس فيها عن مستوى منتخبنا وقناعتنا بافتقاده لمرحلة إعداد تتناسب مع الاستحقاق العالمي الذي سندخله والمواجهات الصعبة التي تنتظرنا. ولقد نبهنا مرارا إلى أن وضع المنتخب لا يثير في النفس التفاؤل بالقدرة على الصمود أمام نخبة منتخبات آسيا، لكن كان للجهاز الفني رأي آخر عندما منحنا جرعات من الأمل مخالفا وحده كل الآراء مؤكدا غير مرة أن إعدادنا جيد وأن فوزنا على سيراليون المتواضعة ولبنان من الممكن أن يضع منتخبنا على طريق المنافسة فيما بعد!
نكاد لا نأتي بجديد إن كررنا القول إن الوصول إلى كاس العالم لا يحتاج إلى الفهلوة بقدر حاجته لجدية في الإعداد وفي التجهيز والدخول في تجارب قوية أمام منتخبات خبيرة ومعروفة تضع الجهاز الفني في الصورة الواضحة عن مستوى اللاعبين حتى لا يتفاجأ بمستوى نجوم مكانهم ليس المنتخب بالتأكيد!
صحيح أن خسارة الأمس كشفت واقعنا الكروي وحاجتنا للكثير قبل التفكير بالوصول إلى أبعد مدى في طموحاتنا، لكننا في المقابل لم نفقد كل الأمل. فما زال في الوقت متسع لمعاودة الكرة من جديد شريطة التعامل مع المرحلة القادمة بجدية أكثر بعيدا عن التصريحات غير المنطقية التي أتحفنا بها مدربنا يوم أمس ! .