أخبار البلد -
اخبار البلد_ تفاجأت الطالبة رندة تيسير أبو سنينة، الأولى على دفعتها في جامعة العلوم
والتكنولوجيا، بأنَّها لن تتخرج اليوم (الاربعاء)، رغم أن كافة الأوراق
الرسمية الصادرة من دائرة القبول والتسجيل في الجامعة، تؤكد أنَّها "الأعلى
معدلا على الطلبة الخريجين في تخصصها من كلية تكنولوجيا الحاسوب
والمعلومات".
وتجزم الطالبة أبو سنينة، المتفوقة اكاديميا طيلة دراستها
في الجامعة، أن "ظلما وقع عليها"، كان سببه تخبطا في تعليمات الجامعة،
إضافة إلى "استهتار" الإدارة في متابعة قضيتها وإنصافها، وفق قولها
لـ "الغد".
فرحت
رندة بنتيجتها الأكاديمية، كونها الأولى على دفعتها للعام الدراسي
(2011/2010)، وطيلة الأعوام الاربعة السابقة، الا ان فرحتها لم تكتمل عندما
اعلنت الجامعة بأن زميلا آخر لها، كان معدله 82 % هو الأول على الدفعة،
ويستحق كافة الامتيازات النفسية والمالية.
وعندما قامت بمراجعة مدير
القبول والتسجيل في جامعتها، أخبرها بأنها الأولى على دفعتها، وهي التي
ستتخرج أمام جميع الطلبة، كونها الأعلى من ناحية المعدل التراكمي، حسب ما
أثبتته الأوراق الرسمية، لكنها فوجئت في اليوم الثاني باتصال هاتفي مع
والدها، من قبل "القبول والتسجيل"، "يعتذر فيه ويتراجع عن كلامه"، مبينا
أنها لن تكون الأولى بسبب وجود متطلب التدريب الميداني، الذي يشترط أن يكون
الطالب ناجحا فقط بدون علامات، وفق قولها
لـ "الغد".
قبلت رندة على
"مضض اعتذار مدير القبول والتسجيل"، بعد أن تعهد لها "بأنها ستتخرج السنة
المقبلة، شرط أن تحافظ على أعلى معدل تراكمي"، وفقا لروايتها، وقالت: "صدقت
ووثقت بتعهدات الادارة الرسمية، واجتهدت كالعادة بكل طاقتي، وتعبت حتى
خارت قواي، من اجل تحقيق حلمي، بأن أظل متفوقة، واحصد ما زرعت، لأزفه هدية
لوالدي واخواني".
بيد أن ادارة الجامعة "لم تف" بوعودها، كما تقول ابو
سنينة، حيث فوجئت أول من أمس، بأن زميلة لها، ستعتلي منصة التخرج بصفتها
الأولى على دفعتها، رغم أن معدلها اقل، ولا يتجاوز 86 %، وفقا لها.
دقت
الطالبة المتفوقة رندة أبواب ادارات جامعتها عدة مرات، بدءا من باب الرئيس
مرورا بالمساعد الى مدير التسجيل، إلا أن القائمين على تلك الادارات اكتفوا
بالطلب منها أن تكتب اعتراضا خطيا، وترفق فيه كافة الأوراق، لكنها لم تجد
آذانا صاغية مع مطلبها، وتركت عريضة الاعتراض في الأدراج، متسائلة: "متى
سيتم تخريجي كأولى على دفعتي، مع ان الدراسة الصيفية تعتبر اختياريا
للطالب، وانا لم اتجاوز المدة القانونية للدراسة، ولماذا ادفع ثمن تخبط
ادارات الجامعة".
وتصر الطالبة على حقها بأن تتخرج اليوم (الاربعاء)،
باعتبارها الأولى على دفعتها، أو مع زميلتها جنبا إلى جنب، "فقد وصلت الليل
بالنهار لتبقى الاولى"، بحسب والدها تيسير ابو سنينة، الذي اوضح أن "الضرر
النفسي الذي وقع على ابنتي المظلومة يفوق أي اعتبارات اخرى"، متسائلا: "هل
تفصل التعليمات بحسب الأشخاص".
من جهته، أكد نائب رئيس الجامعة
الدكتور عمر الجراح أن "الإجراء الذي قامت به الجامعة مع الطالبة ابو سنينة
قانوني، ولا يوجد أي ظلم لحق بها".
وأوضح الجراح لـ "الغد" ان نظام
منح الدرجات العلمية والدرجات الفخرية والشهادات، من لائحة التفوق
الأكاديمي الفصلي، يعتبر الطالب الأول في القسم أو الكلية هو الطالب الحاصل
على أعلى معدل على دفعته، شريطة أن لا تزيد مدة الدراسة الفعلية على أربعة
أعوام.
وكان من المفروض أن يتم تخرج الطالبة رندة الفصل الماضي، إلا
أنها ارتأت تأخير تخرجها لعدم إنهائها فترة التدريب في الفصل الصيفي،
وبالتالي فقدت أحقيتها في هذا الفصل، بأن تكون من ضمن أعلى معدل، خصوصا أن
هناك طالبة أنهت دراستها بمدة اقل، وأصبحت هي الأولى على الدفعة، حسب قوله.
وأشار
الجراح إلى أن "الطالبة تجاوزت المدة المسموح بها للتخرج، حسب تعليمات
وأنظمة الجامعة"، مؤكدا "أن الطالب، حتى لو حصل على معدل 100 % فلا يعتبر
من أوائل الدفعة، في حال تجاوز المدة المسموح بها للتخرج، والتي حددتها
الأنظمة والتعليمات".