في مثل هذا اليوم، تعود الذاكرة إلى الوجوه التي غابت وبقي نورها حاضرًا في القلب.
اثنان وعشرون عامًا على رحيل والدي، ووجعه ما زال يسكن الروح كأن الأيام توقفت عند تلك اللحظة.
رحل وبقي الدعاء، وبقي الحنين الذي لا يهدأ، وبقي صوت خطواته في خيالنا يوقظ الشوق كلما خفتَ نبض الصبر.
ورحل عمّاي أيضًا… ثلاثة رجال كانوا أعمدةً في حياتي، تركوا فراغًا لا يملؤه أحد، وذكرياتٍ لا يستطيع القلب نسيانها مهما طال الزمن.
كبرنا، وتغيرت الدنيا، لكن ذكراهم ما زالت ثابتة، تشبه الجبل في قلوبنا… لا يتحرك، لا ينهار، لا يُنسى.
رحمك الله يا عمّي صبحي…
كنتَ فلاحًا من طين الأرض، تعرفها كما تعرف طريقك إلى الصلاة.
رحلت وبقيت رائحة التراب تشهد لك، وبقي أثر يديك في كل شجرة زرعتها.
سلامٌ على قلبك الطيب، وعلى أيامك البسيطة التي لا تُنسى.
رحمك الله يا عمّي مصباح…
رجلٌ جمع بين هيبة القاضي وحكمة المحامي، وبين قلبٍ رحيم وعدلٍ لا يميل.
رحلت وبقيت سيرتك الطيبة، وبقي احترام الناس لك شاهدًا على نقاء اسمك.
سلامٌ عليك، وعلى كل كلمة حق قلتها، وكل مظلوم وقفت معه.
اللهم اجعل قبورهم نورًا لا ينقطع، وارحم ضعفهم، واغفر لهم، واجمعنا بهم في دار لا فراق فيها.
سلامٌ على الأرواح التي أحببناها وغابت، وسلامٌ على الشوق الذي لا يخون ولا يتوق