أخبار البلد -
يكاد يصدق القول بان دونالد ترامب نقل كامل خبرته ومبادرته وطاقمه لتوقيع اتفاق وقف اطلاق النار في قطاع غزة الى أوكرانيا المنكوبة بحلفائها.
يمكن ملاحظة ذلك في بنود الاتفاق الاوكراني المكون من 28 بند يشير احدها الى تأسيس مجلس سلام يراسه ترامب، فضلا عن اشارات واضحة لاستحواذ اميركي على المعادن الاوكرانية النادرة التي تقع في لب وجوهر الاتفاق.
ما تريده اميركا من الحرب المعادن الثمينة الاوكرانية، فهي بمثابة الريفيرا التي كان يحلم بها ترامب في قطاع غزة دون جدوى، فهل ينجح في تحقيق حلمه في اوكراينا ويسيطر على المعادن والثروات الأوكرانية، وهل يقف الاوربيين متفرجين على تقاسم ترامب وبوتين اوكرانيا دون ان يكون لهم دور مؤثر، او ورقة يلقونها في طريقة.
لم يبقي ترامب للأوروبيين اي من الاوراق او المكاسب ، بل ان الودائع الروسية المحجوزة و المقدرة بما يقارب 300 مليار دولار سيتم تحويلها الى استثمارات روسية امريكية مشتركة في اوكرانيا، ما سيعطي الطرفان نفوذ مبطن تحت عنوان الاعمار والتعويض وسيكون لترامب اليد العليا من خلال مجلس السلام ولروسيا الكلمة الاخيرة.
اتفاق أوكرانيا اسوء بكثير من الاتفاق في قطاع غزة، فالكلف في غزة ذاهبة نحو الارتفاع بتاثير من اليمن الإسرائيلي الايدولوجي الطامح للتوسع، دفاعا نحو احتمالات اندلاع مزيد من الحروب والصراعات في المنطقة من لبنان الى اليمن فالسودان وايران، وعلى نحو يحرم ترامب من الفوائد المتوقعة للصفقات التجارية والشراكات مع دول الخليج العربي والتي قاربت الترليون دولار لابعاد الصين وحرمانها من اسواق نامية.
الاتفاق لم ينجز بعد ولازال ترامب يفاوض حلفائه الاوربيين والاوكرانيين على نحو اشد واكثر تعقيدا وصعوبة من مفاوضة الروس الذين حسم معهم الامر منذ قمة انكوريج في مقاطعة اللاسكا بين الرئيسين بوتين وترامب في أغسطس/ اب الماضي.
اوروبا تبدوا غارقة بتفاصيل الاتفاق الامريكي الروسي، تبحث عن سبيل لتعديل بنوده الكثيرة ، وهي محاولات لا معنى لها فترامب هو من سيشرف على الاتفاق عبر مجلس السلام، ولن يكون لدول الاتحاد الأوروبي والناتو دور يذكر في المرحلة المقبلة مهما تلاعب بالبنود، فهم بنص الاتفاق ورقة لا اكثر ولا اقل لمعاقبة روسيا وأوكرانيا في حال العودة للحرب او التراجع عن الاتفاق.
روسيا في المقابل تراهن على الاتفاق لشرعنه سيطرتها على الأقاليم الثلاث شبه جزيرة القرم، ودونيتسك، ولوغانسك، وانهاء العقوبات ، وتفكيك التحالفات الصلبة ضدها في أوروبا واميركا، فالاتفاق من وجهة نظر روسية لن بوقف تمدد الناتو فقط، بل وسيعمل على تفكك الاتحاد الاوروبي وزعزعة الثقة بالناتو، الذي باعته اميركا بريفيرا المعادن واوهام اخرى لن تتحقق أهمها ابعاد روسيا عن الصين كما الحال بالعرب في المشرق .
ريفيرا المعادن الأوكرانية يكرر اتفاق غزة
حازم عياد
