-
معلمون أم متعهدون عندما يتحول الطالب إلى طابة بلياردو تضربه عصا الملخصات والمراكز الخصوصية
-
سماسرة بثوب المعلمون يحولون الطلبة إلى بزنس.
-
سهام المعلمون تضرب الأسرة وتبعثر ميزانيتها .. من يعلق الجرس ؟ قضية للنقاش العام..
خاص - تعبث بعض المدارس الخاصة بأبنائنا وتمارس أسوأ خطوات وطرق الابتزاز والتكسب حين ترهن مستقبل ابنائنا بسياسة ليست حديثة وإنما أصبحت ظاهرة موثقة في كل بيت، وهي ربط تعليم الطلاب في التطبيقات المدفوعة والبطاقات والجروبات والملخصات والتي تتطلب الدفع ، فلا شيء هنا بالمجان، وحتى لا نخلط الحابل بالنابل ونضرب الصالح والطالح فإن مدارس خاصة لمعت بتفوق طلبتها في الثانوية العامة وحضورها المشرف على الساحة التعليمية والتربوية وأولياء الأمور يعرفونها جيدا ويقدرون إدارتها وكوادرها التعليمية..
وإذا كنا نقنع أنفسنا كأولياء أمور وكـ أسرة أن هذا الجيل يلزمه التلفون والكمبيوتر والتاب وجروبات المدارس، فلأننا نشهد فوضى وتسارع التعليم الالكتروني والذي اقتحمه الذكاء الاصطناعي بقوة، ولكننا في الوقت ذاته نقع في فخ لا نستطيع الخروج منه وهو (عادة) زيارة المكتبات التي أصبحت مبيعاتها أضعاف ما كانت تجنيه قبل أعوام عندما كانت تبيع المستلزمات المعروفة كالاقلام وعلب الهندسة والكرتون المقوى و.. ، والآن أصبح للمكتبات هوية تعرف بـ أسماء متعهدي الدوسيات من الاساتذة الذين ذاع صيتهم وبنوا القصور والفلل وركبوا السيارات الفارهة من وراء الملخصات والتعليم عن بعد البعيد عن الرقابة وعن الضمير الذي يحكمه ألة عد الفلوس.. فـ (الدوسيات والملخصات) أصبحت وسيلة رزق محتالة واستنزاف لجيب ولي الأمر، بل أصبح لها جزء حي في ميزانية البيت لا استغناء عنه.
انتظرنا طويلاً قبل ان نعلن ألمنا وصوت أنيننا كأولياء أمور من هذا الابتزاز الذي أصبح واضحا ، فالكتاب المدرسي ليس أكثر من صورة لا تعدوا حملا ثقيلا على الطلبة بل تجاوزتها بالملخصات التي يعاقب من لا يحضرها إما بالعلامة أو التوبيخ ، فالكتاب لا يكفي في غرفة الصف وقد لا يفتح منه ورقة حتى نهاية العام..
وحتى نضع هذه القضية أمام الجهات الرقابية فإن بإمكانها زيارة مكتبة معينة - وبعض الأسماء لدينا- والانتظار فيها مدة ربع ساعة ليست أكثر لتكتشف الواقع الاليم الذي وصل له الطلبة.. من ابتزاز وبزنس واضح للعيان، لا مجال للشك فيه، ستجدون ان بعض الاستاذة يجبرون الطلبة على شراء الملخصات والتي يودعها في مكتبة لها نسبة من المبيعات وستشهد ايضا حجم السوء عند رصدك ملخصات مفصولة لكل وحدة في الكتاب و بالمبلغ الفلاني..
قصص الابتزاز والسمسرة كثيرة تبدأ بأسئلة امتحانات سابقة ومرورا بأسئلة أو ملخصات الاستاذ (؟؟) وانتهاء بالبطاقات والمراكز الثقافية التي يداوم فيها الأستاذ بعد دوامه الرسمي، وقد يخيل للمشاهد انها مدرسة من حجم اعداد الطلبة الداخلة والخارجة .. نفس الطلبة في غرفة الصف هم حالهم في غرفة المركز وقد يكون نفس الاستاذ ، وقد يراوغ الاستاذ بفهلوة ويعطي معلومة إضافية أو يعيد ترتيب اوليات خطة التدريس فيقع الطالب في مقلب المفاضلة بين أن يتابع دراسته مع المركز أو المدرسة ،وهذه قصة وقضية تحتاج فصول للكتابة فيها..
وحتى لا أكون شديد السوداوية فإن ربط الطلبة بالمدارس والمراكز الخاصة إضافة لكثافة المقررات من كتب وملخصات والاسئلة والبطاقات يشغل الطالب عن اي انخراط خارج الدراسة ويصيب الاطمئنان الأسرة ، وهذه الطمأنينة يدفع ضريبتها ولي الأمر بارتفاع تكاليف الدراسة اضعاف المقرر.. حتى لا يترك للشارع دور في غرس سهام ضبابية ليست في صالح الأسرة عندها لا ينفع اللوم عند ضياع الولد..
فالملخصات قصة اصبحت مشروع يضاهي راتب المدرس وزيادة.. ورهان المدارس الخاصة بارتفاع رسومها هو حال المدارس الحكومية بشكل عام، والمفارقة أنه في الماضي كانت المدارس الخاصة يذيع صيتها بالمتفوقين، واليوم فيها الكثير من الذين لا يعرفون فك الخط ، والسبب اولا وأخيرا وبشكل مباشر الحكومة وسياساتها وقوانينها وعدم فعالية وجدية الأنظمة التي لم تقدم الحماية للمعلم ولم تنصفه ولم تدعمه وكذلك سوء الأبنية ومرافقها والمستلزمات والمختبرات وأدوات تميز الطالب شبه المعدومة، والتي تنتظر منحة او تبرع لتعالج به اوجاع المدارس الحكومية في بنيتها التحتية او احداث نقلة او تغيير مقبول.
مرة أخرى نعود إلى المدارس الخاصة فأمر المدارس الحكومية يحتاج إلى إدارة وإرادة وذمة وضمير للوصول للمبتغى، وقد نصل لها بعد ان لا ينفع "مال ولا بنون"، فالمدارس الخاصة أصبحت مرتعا للسماسرة شئنا ام ابينا، فالظاهرة تزداد وتجد من يدعمها ويمكنها، اين الحل؟ وبيد من الجواب وحضور ضمائر (هم) و(نحن) فهل من يضع هذه القضية على طاولة النقاش.