في الوقت الذي تُطلق فيه وزارة العمل حملة وطنية بعنوان "طفل يتعلم… أردن يتقدم" بمناسبة اليوم العالمي للطفل، لتشديد الرقابة على أصحاب العمل ومنع تشغيل الأطفال، تبرز مفارقة لافتة في الخطاب الوطني حول عمالة الأطفال.
فالوزارة أعلنت عن جولات تفتيشية في جميع المحافظات لمدة أسبوعين، إضافة إلى ورش توعوية تستهدف أصحاب العمل والأطفال، بهدف التأكيد على رفض أي شكل من أشكال تشغيل الأطفال المخالف للقانون، وتشديد البناء على أن 20 تشرين الثاني هو يوم لتسليط الضوء على حماية الطفل من الاستغلال.
لكن في المقابل، أثارت دراسة أصدرتها مؤسسة إنقاذ الطفل الأردن موجة انتقادات حادة، بعدما قامت المؤسسة – وبشكل مستغرب – بتسمية الأطفال الذين ينبشون النفايات بـ"الأطفال العاملين"، رغم أن هذا النشاط مصنّف قانونياً كواحد من أسوأ أشكال عمالة الأطفال المحظورة قطعاً.
وانتقد مختصون اعتبار المؤسسة لهؤلاء الأطفال "عاملين" بدلاً من توصيفهم كضحايا للاستغلال والإهمال، مؤكدين أن مثل هذا الطرح يناقض الجهود الرسمية والمجتمعية التي تُبذل لحماية الأطفال ومنع الاتجار بهم أو الزجّ بهم في بيئات خطرة، ويشوّش على الرسالة الأساسية التي يفترض أن يحملها اليوم العالمي للطفل.