يعاني الكثيرون من نوبات عطس متكررة ومفاجئة قد تستمر دون سبب واضح، وغالبًا ما تُعزى إلى الحساسية، لكن ذلك لا يكون صحيحًا دائمًا.
فالعطس يمكن أن يحدث أيضًا نتيجة مهيجات بيئية مثل الغبار أو الدخان أو العطور أو حتى تغيّر درجات الحرارة.
تشير دراسة نُشرت في مجلة Frontiers in Allergy إلى أن العطس هو رد فعل وقائي لطرد المهيجات ومسببات الحساسية من الممرات الأنفية. ويكمن التحدي في تحديد ما إذا كان العطس ناتجًا عن الحساسية أم مجرد تهيج عابر.
يبدأ العطس عندما تكتشف بطانة الأنف جسيمات غير مرغوب فيها، فيرسل الدماغ إشارة إلى عضلات الصدر والحلق لطردها بقوة.
وفي حالات الحساسية، يتفاعل الجهاز المناعي مع مواد غير ضارة مثل حبوب اللقاح أو وبر الحيوانات الأليفة، مطلقًا مادة "الهيستامين" التي تسبب الحكة والاحتقان وزيادة إفراز المخاط. أما في حالة المهيجات، فلا يتدخل الجهاز المناعي، بل تكون استجابة ميكانيكية فقط لإزالة المسبب.
ويمكن التمييز بين النوعين من خلال الأعراض؛ فالعطس التحسسي عادةً ما يصاحبه دموع وحكة واحتقان موسمي، بينما العطس الناتج عن المهيجات يتوقف بمجرد زوال التعرض للمسبب.
وللتخفيف من نوبات العطس، يُنصح بمتابعة جودة الهواء ومستويات حبوب اللقاح، وإغلاق النوافذ خلال فترات الذروة، واستخدام أجهزة تنقية الهواء، وغسل الوجه واليدين بعد الخروج، والاستحمام وتبديل الملابس بعد العودة إلى المنزل. كما يساعد الشطف الملحي للأنف على إزالة الغبار وحبوب اللقاح وترطيب الممرات الأنفية.
ولكن في حال استمرار العطس لأكثر من أسبوعين، أو ظهرت أعراض مقلقة مثل الصفير أو الحمى أو تورم الوجه، يجب استشارة الطبيب. فالعطس المتكرر قد يكون إشارة إلى حساسية مزمنة أو عدوى تحتاج إلى علاج.