لم يستطع أي لاعب في ريال مدريد أن يأسر قلوب الجماهير في وقت وجيز أكثر من كريستيانو رونالدو، أسطورة كل العصور الكروية على مر التاريخ، لكن ما يفعله كيليان مبابي في بداية موسم 2025 ـ 2026، جدير بأن يتوقف عنده الكثير من جماهير الكرة وخبرائها.
وأكدت معظم الصحف الفرنسية والإسبانية اليوم الاثنين بعد ساعات من فوز الريال في كلاسيكو الجولة العاشرة من الليغا، على غريمه التقليدي برشلونة (2 ـ 1) أن مبابي لم يفز حتى الآن بأي لقب محلي أو أوروبي باستثناء كأس السوبر الأوروبي (2023 ـ 2024) لكنه دخل قلوب المدريديين بأداء مذهل في أول 10 أسابيع من الدوري.
وحقق النجم الفرنسي بالفعل أرقاما أفضل حتى مما صنعه كريستيانو رونالدو في موسمه الثاني في مدريد، أو كريم بنزيما في كل سنواته في سانتياغو بيرنابيو.
وصنع مبابي الحدث لا فقط في كلاسيكو أمس الأحد عندما سجل هدفا وأهدر ركلة جزاء في الفوز (2 ـ 1)، بل منذ بداية الموسم الجاري إذ أحرز 11 هدفا في أول 10 مباريات في الدوري الإسباني.
الأهداف الحاسمة
وفي دوري أبطال أوروبا، لم تكن حصيلة صاحب الرقم 10 بعيدة قياسا بعدد المباريات، إذ أحرز 5 أهداف في أول 3 مباريات في البطولة.
وكشفت وسائل الإعلام العالمية التي انتشت بأداء كيليان مبابي أمام برشلونة إن هناك 3 مؤشرات لا تخدع أبدا بأن هداف الدوري الموسم الماضي أسر قلوب المدريديين وصنع فرحتهم على الرغم من أن لا شي مضمونا حتى الآن للتتويج بأحد الألقاب التي ينافس عليها فريق تشابي ألونسو محليا ولا قاريا.
وأضافت أن المؤشر الأول لامتلاك مبابي قلوب جماهير ريال هو الأهداف التي يحرزها مع الفريق في موسمه الثاني، والإضافة التي يقدمها والتي قادت الريال حتى الآن لصدارة الدوري ودوري أبطال أوروبا.
وبأهدافه الغزيرة في شباك المنافسين، امتلك مبابي مكانة كبرى لدى المشجعين لم يكتسبها فينيسيوس جونيور أو فيديريكو فالفيردي أو جود بيلينغهام أو غيرهم من النجوم المؤثرين.
العطاء دون حسابات
عادة ما يثار الجدل في الأوساط الكروية الأوروبية حول أداء النجوم مع أنديتهم ومنتخباتهم، وتتم المقارنة بشكل حاد أحيانا بين ما يقدمه اللاعب مع النادي أو في فترة التوقف الدولي، لكن مبابي تجاوز ذلك الجدل بأشواط وصنع لنفسه مكانة مرموقة داخل الفريق الملكي.
ويحب مشجعو الريال مبابي لأنه يقدم أداء مع الفريق على قدر، أو حتى أكثر مما يصنعه مع منتخب فرنسا.
وخلال المباراة الأخيرة لفرنسا أمام إيسلندا، تغيب مبابي بسبب الإصابة في مباراة أذربيجان، وكان جمهور ريال مدريد على وشك انتقاد اللاعب لكن مبابي عاد سريعا للمباريات وكان حاسما في أبرز مباراة بالموسم أمام الفريق الكتالوني.
وأحرز مبابي أهدافا حاسمة في جل المباريات وخصوصا في الكلاسيكو إذ سجل بانتظام في آخر 3 مباريات بين ريال مدريد وبرشلونة.
وبدا كيليان مبابي بأداء ومجهودات دون حسابات في مدريد مما أدخله بقوة قلوب جماهير النادي وجعله النجم الأوحد والأكثر أثرا في الفريق.
الانضباط
مقارنة ببقية النجوم في كتيبة تشابي ألونسو، يملك كيليان مبابي سجلا تأديبيا ناصعا إذ أن النجم الفرنسي لا يسقط في فخ الاستفزازات ولا يدخل في مشادات مع الحكام أو المنافسين أو الجماهير.
وفي مباراة ريال أوفييدو تعرض مبابي لإساءات عنصرية من قبل جماهير الفريق المنافس ولكنه لم يرد الفعل وحافظ على هدوئه كما سجل في مرمى الفريق.
ويملك مبابي سجلا تأديبيا يقيم الدليل على أن اللاعب يضع نصب عينيه هذا الموسم التتويج بكل الألقاب وخاصة الفوز بالكرة الذهبية 2026.