-
حوكم قراراته وخطواته وجعل لها ميزان لا يخطئ ،
-
اكتسب سمعة طيبة حملها معه وظل يذكره كل من تعامل معه أو عرفه
-
ابن الكرك البار بالأردن والدرع الواقي السور المنيع والحارس على أموال الأردنيين..
-
سنتان ونصف ترك خلالها مدرسة ونهج آمن لا يعبأ بتقلبات الظروف..ولا ينطوي على التمنيات..
-
سلك أصعب الطرق ووضع مؤسسة الضمان الاجتماعي في موقع الريادة والأمان..
-
قفز عن العقبات والمعيقات وحولها إلى هوامش لا تعيق المسيرة والخطط والرؤى الموضوعة
ميعاد خاطر - وزراء أو مدراء يخرجون ويدخلون لا نعرف سبب هذا أو ذاك، فقد استوقفتني مداخلات جلسة طابعها حزبي أول أمس ذكروا خلالها مدير عام مؤسسة الضمان الاجتماعي السابق الدكتور محمد صالح الطراونة فذكرت مناقبه وحسن إدارته، فالرجل امتهن الإدارة والتعامل مع القضايا التي تمس أمن المجتمع واستقراره ، واستطاع أن يجعل من فترة إدارته لأهم مؤسسة وطنية أردنية والتي لم تتجاوز السنتان والنصف فترة آمنة منيعة حافظة لأموال الأردنيين ومدخراتهم.. فترة كان فيها الطراونة قائدا وربانا - لا يعرف النوم - لأكبر سفينة أردنية تحمل أمال وأموال وتطلعات الأردنيين سواء كانوا في القطاع الخاص أو العام أو السلك العسكري.
فقد امتلك الدكتور الطراونة عقلية مؤسسية أقرب الى الهندسة وابعد عن الفوضى والتخبط ، هادئ في طباعه واثق بقراراته جعل من مؤسسة الضمان الاجتماعي لونا واضحا مميزا قافزا عن العقبات والمعيقات ليحولها من عناوين كبيرة في صدر الصفحات إلى هوامش لا تعيق المسيرة والخطط والرؤى التي انطلقت بها المؤسسة ، لتكون الديمومة الاكتوارية هادئة طويلة في أمانها واستقرارها.
فقد استطاع الطراونة بما حمله من خبرة ودراية وسيرة أن يسلك أصعب الطرق وأوعرها ليضع مؤسسة الضمان الاجتماعي في موقع الريادة وفي حضن آمن، فما لديه من رؤى وأفكار خلاقة تجعل المسيرة طيبة ، لكن العمر الذي قضاه مديرا لها لم يسعفه لإنجاز ما تصبو له الدولة الأردنية.. لكنه لم يترك مجالا لنقد يصيبها أو خوف على الأمانة التي حملها ، فقد جاء وحمل معه التحوط بأفكاره وأهدافه وما لديه من قدرة كبيرة على فهم ما يفيد الوطن والمواطن ويحميه .
استطاع الطراونة حوكمة قراراته وخطواته وجعل لها ميزان لا يخطئ ، كان جديرا بأن يقف موقع التكريم لا التغيير، موقع نأمن على حياتنا تحت قيادته وخبرته وحكمته وولائه وانتمائه .. فالسير خلفة غنيمة وفضيلة أينما حل او خطا.
لا اعرف سببا لتعدد تغيير الإدارات في حقل الضمان، ولا إجابة لدي، فهذا التشتت الذي يسمي مواقع ويستبدل شخوص ولا يسمي مهمات محددة او أهداف أو أسباب تُمكن هذه التسميات من العمل.. دلالة إلى دخول المسؤول في حالة من الارباك والتداخل وخلط الحابل بالنابل. رغم ان خطاب التحديث المعلن والمبثوث يتحدث عن جسم نهضوي واحد إلا أن الواقع القائم يخالف ذلك .
يلهج كل مخلص في مؤسسة الضمان هذه المؤسسة الكبيرة بحجمها ومنتسبيها .. بالدعاء للطراونة فما تركه مدرسة ونهج آمن لا يعبأ بتقلبات الظروف ، نهج يحمل الأمل والخلاص والرؤى القائمة التي لا تنطوي على التمنيات..
هذا الرجل ابن الكرك البار بالأردن وهو البار باقتصاده وسلامته ،. وهو نبتة مثمرة لحكومة عرفت الطريق الصحيح وسلكته، فكان الدرع الواقي على أموال الأردنيين والسور المنيع والحارس الذي لا يؤتى من قبله..
أكتب عن الطراونة الآن بعدما غادر الضمان ، لأنه لا يحب الأضواء بحكم تكوينه النفسي والتربوي والمهني، فقد اكتسب سمعة طيبة حملها معه وظل يذكره كل من تعامل معه أو عرفه .. أكتب عن الطراونة لأن ما نعرفه لا يعفينا من قول كلمة حق لفضله و عطاءه .