* التجربة الحزبية بين تبويس اللحى والفاتحة بنية التوفيق
خاص- البيضة من الدجاجة أم الدجاجة من البيضة.. عدنا اليوم لسكة الحديث عن الاصلاح الاداري والسياسي وايهما يجب أن يسبق، فقد وجدنا اليوم أن التحديث والاصلاح لم يكن سوى طفرة لحظية لها وقتها وأهدافها ، فما يشهده اليوم بيت الاردن السياسي والتشريعي مؤسف ومخجل بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، فالنائب اليوم يرى نفسه شيخا و وجيها يضع أمامه فنجان القهوة ليعطي عروسا أو يسمح عن مجرما أو . يعطي منصبا ومقعدا .
نعم مجلس النواب الذي جاء ثلثه على بساط علاء الدين الحزبي طائرا ليحط تحت قبة البرلمان ينزع ثوبه ويلبس آخر ، يجمد لسانه ولغته ونهج برنامجه السياسي ،قعندا تبدأ ألية انتخاب رئيس مجلس النواب من شق عرب وفنجان قهوة ومونة وتنازل لحق مشروع يكفله الدستور من شخص لآخر وتنسى الاعراف ويخفت صوت الضمير ، فهنا يجب أن نقف لنرى الحقيقة المرّة التي تعيدنا إلى مربع الدجاجة والبيضة.
اذن لا نكتشف اليوم جديدا حين ندعوا إلى قانون عصري جديد أمين على صوت المواطن الذي طالب بالتطوير والنهضة والتحديث فالمجلس اليوم أعادنا إلى المربعا لأول بغياب النهج السياسي والديمقراطي والاصلاحي عن مجلس النواب. فلا أفق ظاهر اليوم ولا علاج لجوانب وسلوكيات اعترتها أعراض وأمراض جعلت من الملك يوجه لتشكيل لجنة التحديث الاقتصادي والسياسي للعمل على الخروج من عنق هذه المرحلة التي لا تناسب عصرنا ، إلا أننا وجدنا في اليومين الماضيين جاهات النواب والاحزاب التي يحكمها فنجان القهوة لا البرنامج والطرح والفكر والعلم والخبرة.
كيف لمجلس أعضاؤه حازوا على ثقة الشعب أن يمارسوا التضليل والتحايل بما حملوه من نهج اصلاحي ، ليكشف اليوم ما كان يحمله هؤلاء ، كيف لنواب حزبيين أن يخلعوا ثوبهم ، ويهدوا كرسي الرئاسة بجاهة حزب هنا وهناك ، يطلب حزب و يعطي اخر واشربوا قهوتكم مبروك ليقرأوا الفاتحة .. على ماذا مبروك .
ما يحدث اليوم في مجلس النواب العشرين خطير جدا ويضر بالساحة الاردنية ، فما هي الاسس التي ينطلق منها ، وهل سنرى النظام الاقتصادي والسياسي يستند إلى الية الجاهة في القادم من الدورات البرلمانية، وهل نشهد التصويت على قرارات تهم الوطن يحكمها شق عرب ومونه وفنجان قهوة.، هل مخرجات لجنة التحديث الاقتصادي وقانون الانتخاب حبر على ورق وهل ستظل تراوح مكانها ؟
هذا التشخيص الحقيقي اليوم وخلاصته وهذه الاستجابة الحقيقية للاصلاح السياسي والذي التقطته الاحزاب والقوى السياسية وهو شعار المرحلة لا نستطيع الهروب منه ، أو فرملته او القفز عنه، فقبل ان يوقع الفاس بالراس اعيدوا هيبة مجلس النواب ، اشفقوا على رؤى جلالة الملك وسعية للتحديث والتطوير ولا تعيدوه للمربع الأول.
أخيرا انفض السامر وانتهت الحفلة عفوا الجاهة بعد ان اشبعونا بمسرحية سيئة الاخراج كان الجميع بها كومبرس تؤدي دور على طريقة افلام الابيض والاسود لتنتهي النهاية وتختتم بالشيخ الذي تولى فك النشب وتطييب خواطر واصلاح النفوس بجاهات كانت تنتهي بتبويس اللحى والمخاجلة وقراءة الفاتحة على طريقة التحديث السياسي الذي اصبح في خبر كان غير مأسوف على شبابه وإلى الابد وكان الله بعون الوطن على هذه النهايات التي لا تبشر بخير.